الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية وتحدي اسرائيل

سورية وتحدي اسرائيل

24.08.2013
أمنون لورد

القدس العربي
السبت 24/8/2013
وزير الدفاع موشيه (بوغي) يعلون قرر: ‘في سورية جرى استخدام للسلاح الكيميائي من قبل النظام، وليس لاول مرة’. أما الوزير اسرائيل كاتس فقال امس، ان استخدام الغاز ضد المواطنين يضع تحديا اخلاقيا امام اسرائيل، فهي لا يمكنها أن تسكت.
لقد طرحت علامات استفهام على الهجوم الذي حدث قبل يومين، والذي مات فيه اكثر من 1000 مواطن في ضواحي دمشق، على مسافة قصيرة من مقر مراقبي الامم المتحدة. ولكن يمكن القول ان مصدر علامات الاستفهام هو في أن للدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مصلحة في خلق شكوك بشأن صحة التقارير من سورية. هكذا فعل اوباما عندما صدر، اثناء زيارته الى اسرائيل في اذار/مارس من هذا العام، تقرير عن استخدام السلاح الكيميائي. فقد ادعى بانه لا توجد براهين على ذلك، وفي نهاية المطاف زالت الشكوك. لا يوجد شك اليوم في أن نظام الاسد استخدم السلاح الكيميائي ضد مواطنيه.
من كل أساليب النفي، واكثرها هزالا هو ذاك الذي يدعي بانه لا توجد نجاعة عسكرية للسلاح الكيميائي، وانه لا معنى من أن يكون من أصل 100 ألف قتيل، بضع مئات أو الاف ماتوا بسلاح كيميائي. ولكن يوجد فرق مبدئي، هذا سلاح للابادة الجماعية، ولا يهم لماذا عرف على هذا النحو. فمن يستخدم سلاح الابادة الجماعية يفعل ذلك لاغراض الردع وفرض الارهاب، كما أنه يعلن عن نواياه لارتكاب قتل شعب.
حقيقة ان مثل هذا الفعل يتم على رؤوس الاشهاد، هي اشارة تحذير لا يمكن لاسرائيل، وكذا للانسانية المحبة لحقوق الانسان ان تتجاهلها. والقوى التي كان يمكنها حتى اليوم ان تكبح قليلا جماح الحرب في سورية لم تعد قائمة، بالنسبة للاسد او اي حاكم شرق اوسطي آخر. هذا تدهور يرفع احتمالات الانتقال من حرب اهلية داخلية الى صدام اسلامي مع اسرائيل. ومن شأن الزعماء من محور سورية ايران حزب الله ان يفكروا أكثر فأكثر بان السبيل لاحداث النظام في المعسكر هو الهجوم على اسرائيل.
يمكن تفسير استخدام السلاح الكيميائي كاستفزاز ضد الولايات المتحدة وضد اسرائيل: حددتم خطوطا حمراء، ماذا ستفعلون لنا الان؟ مع أن اسرائيل وقفت حتى اليوم بمصداقية خلف خطوطها الحمراء وحافظت على الردع، فانه يتعين عليها أن تنظر في ما اذا كانت كل الاقوال في الماضي عن اسلحة الدمار الشامل لا تلزمها بالعمل. من الافضل ان يخرج الامريكيون الى خطوة عسكرية، غير انه يمكن المراهنة على ان اوباما لن يأمر قواته بالعمل. ولما كان هكذا، فانه يطرح السؤال هل يمكن لاسرائيل أن تعمل بنفسها ايضا كي تطلق بالافعال اعلانا اخلاقيا.
اسرائيل لا يمكنها أن تأخذ على نفسها مهمة كفرض حظر طيران فوق سورية، ولكن الهجوم على منشآت الانتاج او مخزونات السلاح الكيميائي هو امر في اطار امكانياتها. في أعقاب الهجوم الكيميائي الاخير طرحت مرة اخرى المقارنة بين حرب سورية والحرب الاهلية في اسبانيا بين اعوام 1936 و1939. نموذج فرنسا ذو صلة لانه كانت هناك تجربة لادوات الحرب العالمية الثانية، هناك انكشف ضعف الديمقراطيات التي لم تكن مستعدة لاعطاء اسناد وتقديم المساعدة الحقيقية للقوات الجمهورية المنقسمة. وبالمقابل، فان المانيا النازية وايطاليا الفاشية منحتا كامل المساعدة لفرانكو. واليوم تؤدي هذا الدور ايران وروسيا. اليوم، حين بات التهديد اكبر فان الردع الاسرائيلي ايضا يجب أن يرتفع درجة.
 
معاريف 23/8/2013