الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية وصراع النصرة وحزب الله

سورية وصراع النصرة وحزب الله

01.08.2013
عقيل حامد

القدس العربي
الخميس 1/8/2013
كشفت تقارير سرية أن الألمان شجعوا حزب الله على خوض معركة دموية مع النصرة على أرض سورية، وبذلك ضرب الغرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، أولها ضرب جبهة النصرة، وهي ذراع القاعدة الحديثة، والتي تشكل خطرا حقيقيا على الغرب وأهدافهم في المنطقة، بغض النظر عن حقيقة الجبهة وعقيدتها، ومن ثم ضرب حزب الله خصم اسرائيل القوي بإنهاكه بالصراع السوري، وشد وشحن المنطقة بخلافات مذهبية وصراعات قبلية تعود مئات السنين ليتمكنوا من التدخل
في الشرق الأوسط مرة اخرى وعن قرب، ولعب دورا فيه خاصة أن الألمان ليس لهم نفوذ فيه ولا في منطقة الخليج العربي تحديدا، التي تشكل محطة لأطماع الجميع. والعصفور الثالث هو الأهم والأخطر عندنا وهو إنهاء دور الشعب السوري المحوري في قضية فلسطين وقضايا العرب القومية والقضاء عليه ليبقى ضعيفا تبعا لهم ولغيرهم من أذنابهم كإيران وغيرها وهذا هو الغرب بشكل عام، لا يتدخلون في القضايا العربية والإسلامية إلا في ما يضرنا وينفعهم ويخسرنا ويربحهم ويضعفنا ويقويهم ماديا ومعنويا، وإلا اخبرني بربك عن سر موقف العرب من الغرب هذا؟ فكل ما نراه خيرا في ظاهره هو مكر وخديعة في باطنه فأهدافهم واضحة ونواياهم مكشوفة معلومة للعقلاء العارفين بهم وبحقيقة أنفسهم، فهم لا يقتربون من العرب إلا لمصالحهم كتصدير منتجاتهم وبضائعهم، والأهم من ذلك كله تصدير السلاح لإشعال الحروب وإيقاظ الفتن في المنطقة ثم يبدأون بإسداء النصائح الزائفة لهذا الطرف وذاك مما يمد بعمر الصراعات والحروب فيجنون منا الثروات والخيرات على حساب دمائنا وأموالنا فننشغل بحروبنا وفتننا وهم ينشغلون بعلومهم ومعارفهم، فمتى تفيق الأمة لهذا وتكون جسدا واحدا يفرح الجميع بفرحه ويحزن الجميع لحزنه، ألا تكفينا الصراعات والحروب، ألا تكفينا الدماء الكثيرة التي سالت والأموال الطائلة التي صرف لتضميد جراحاتنا وبناء ما دمر؟! غيرنا يبني الجديد ونحن ما زلنا نصلح القديم والقديم الذي تضرر، ألم نتعظ من التدخلات الإيرانية والأمريكية والروسية وغيرها في منطقتنا، ألم نفهم حقيقة ما يراد لنا وبنا؟! فقد أوقدوها حربا ضروس ثماني سنوات في حرب الخليج الأولى، ثم الثانية والثالثة ظنا منهم أنهم سيحققون ما يريدون ووقفوا يتفرجون علينا سنوات طويلة يتحينون الفرصة للانقضاض علينا فلما رد الله كيدهم وخابوا وخسروا أشعلوا الشام نارا ملتهبة وسيطفئها الله، رغم أنوفهم بفضله ومنه لا كما يتصورون، فيا أهل الشام صبرا مضــى الكثير ولم يبق إلا القليل ولا يضركم مكر حزب الله وغيره فانتم منصورون بعون الله، وكيف تهزم أرض وملائكة الرحن باسطة أجنحتها عليها كما اخبر خير البشر (طُوبَى لِلشَّامِ’ قُلْنَا: لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ‘لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا) رواه أحمد، وابشروا بقول الله تعالى (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) القمر 45.