الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سورية ولعبة الشياطين

سورية ولعبة الشياطين

05.02.2014
د.مطلق سعود المطيري


الرياض
الاثنين 3/2/2014
    التفاوض مع الظالم ظلم للعدل، وتبرئة للمجرم، فمجرد الاعتراف بان للظالم حقاً سوف تنكسر الحياة على حجر إبليس اللعين، بهذا المنطق الظالم اعترف العالم بأن للظالم في سورية حقاً يقدر ويحفظ، ومن هذا الميزان كان التفاوض مع نظام الأسد غبناً للشعب السوري وخيانة لعدالة الله في الأرض.
نجح النظام العالمي الجديد والقديم والذي سوف يأتي بأن جعل الحق مثالياً ينتصر لأفكاره ويهزم في أفعاله، والظلم واقع من ملك مبادراته وتطبيقاته يحترم، ويعترف به كلاعب أساسي في كل ميدان تتنافس فيه الإرادات والحاجات والمخاوف، واشنطن وموسكو جعلا العالم ميداناً تعيساً لإراداتهما الظالمة، قوتهما ليست بامتلاكهما القوة المادية بكل أشكالها، بل بالقدرة على استخدامها في الظلم، فبالتقييم الإنساني هما لا يختلفان عن تنظيم القاعدة فهذا من هذا، ظالم يتحالف مع
ظالم، وظالم يطارد ظالماً، فنهاية الظالم لا تكون على يد ظالم، هكذا تقول عدالة السماء، فنهاية القاعدة سوف تتعب المنتظرين إذا اعتقدا أن نهايتها على يد ظالم يمارس نفس أعمالها بالقتل والدمار، إدارة أوباما زودت حكومة المالكي الظالمة بطائرات بدون طيار لقتال القاعدة في الأنبار، ومنعت السلاح عن الجيش الحر في سورية الذي يحارب القاعدة على الأرض الكريمة التي اغتصبها الظالم بشار الأسد، شياطين بعضها من بعض يتحرك حجر الجبال من ظلمها ولا يتحرك بها ذرة إحساس تذكرهم بأن حياة البشر هلكت من سوء أعمالهم.
أحد الشياطين الكبار في جنيف دعا رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا لزيارته في امبراطورية الظلم موسكو، فماذا يريد خبير الشر العالمي من إنسان كل سلاحه قائمة بأسماء للموتى والسجناء، وصور للاغتصاب والتعذيب؟ الجربا مواطن سوري له ضمير وانتماء
وقضية... عجزت أمة الأرض عن مد يد العون لأهله المنكوبين والجوعى والعرايا، فكل ما فعله العالم لقضيته أن قال: الأسد جريح وعليك الصبر على جرحه ربما هلك من الألم، فنسي العالم أن الأسد ووجوده هو جرح الشعب السوري وآلامه ومصائبه، فهل مازال هناك دواء في جيوب الأخضر الإبراهيمي، الذي يطلب الدعاء له للنجاح في مهمته التي لا تضر ظالماً، ولا تنتصر لمظلوم، ولعل الدعاء يستجاب وتنزل رحمة الله على الأخضر الإبراهيمي.
ونعود ونقول: ماذا يريد وزير خارجية روسيا من السيد الجربا؟ ماذا لدى سيرغي لافروف أن يفعله أو يقوله لرئيس الائتلاف الوطني السوري؟ أليس الوزير الروسي هو من حضر لمؤتمر جنيف 2 مع شريكة الأمريكي، ماذا قلت الشريك الامريكي؟ هنا تكمن نصف الإجابة، فروسيا هي سيدة الموقف في الأزمة السورية فلا حل يمكن أن يستقر على الأرض إلا ما حاكته يدها وحدها لا شريك لها في ذلك، فإبعاد الدبلوماسية الامريكية من الملف السوري هدف روسيا وحققته، فالدعوة التي أطلقها المجتمعون في جنيف وعلى رأسهم وفد
واشنطن: بضرورة تأمين ممرات آمنه للمساعدات الإنسانية، وكانت عنواناً بارزاً ويكاد يكون الوحيد الذي زعم المجتمعون انه تحقق، وماهي إلا لحظات وتخنق الممرات بأيدي جنود الأسد، روسيا ترى أن المساعدات الإنسانية ضرورة، ولكن تحقيقها على أرض الواقع لابد أن يكون بإرادة روسيا فقط، لذا ربما تكون الموافقة على فتح الممرات أمام المساعدات الإنسانية هو أحد أهداف دعوة السيد الجربا لموسكو لتكون إنجازاً إنسانياً روسيا تقلل به حدة الانتقادات، وربما أيضا وعلى خلفية تمسك روسيا بنظام الأسد سيطلب رئيس الدبلوماسية الروسية من رئيس الائتلاف السوري المشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية المتوقع عقدها بعد 6 شهور، وروسيا تضمن للسيد الجربا نزاهة الانتخابات وشفافيتها، وهذا هو الحل السياسي الذي تقبله روسيا للأزمة السورية، أو هذه لعبة الظالم مع الشيطان، فالنتيجة ستكون ظلماً للجربا وقضيته.