الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سورية في الصحافة العالمية 11-5-2015

سورية في الصحافة العالمية 11-5-2015

12.05.2015
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. إسرائيل اليوم: الأسد ما زال حياً لكنه يحتاج إلى معجزة
2. نيويورك تايمز: القمة الأمريكية - الخليجية لن تكون سهلة
3. معهد واشنطن :طمأنة الحلفاء الخليجيين القلقين في كامب ديفيد: البعد العسكري
4. معهد اتلانتك :طائفة داعش والمقاتلون الأجانب
5. الايكونوميست :الممرات البحرية في الشرق الأوسط: النفط فوق مياه مضطربة
6. فورين افيرز :عندما تحالفت إسرائيل وإيران وتركيا
7. صحيفة الحرييت التركية : جدل سياسي حول شن تركيا عملية عسكرية في سوريا
8. جلوبال: سوريا تتمزق.. فهل تتبعها لبنان؟
9. صحيفة ستار التركية : حزب الشعب الجمهوري واللاجئون السوريون
10. مجلة أمريكية: صياغة الجغرافيا السياسية للاتفاقية النووية يكبح أطماع إيران
11. صحيفة معاريف الاسرائيلية: أردوغان يزور ضريح سلمان شاه داخل سوريا سرًا
12. صحيفة معاريف الاسرائيلية : اسرائيل تخطط لضرب المعارضة السورية و"النصرة" و"داعش"
 
إسرائيل اليوم: الأسد ما زال حياً لكنه يحتاج إلى معجزة
صحف عبرية
MAY 10, 2015
في دمشق وبيروت اعلن في الاسبوع الماضي كل من الرئيس السوري بشار الاسد وزعيم حزب الله حسن نصر الله، عن «بدء معركة جبال القلمون» التي استهدفت استعادة السيطرة على سلسلة الجبال الاستراتيجية هذه على الحدود السورية اللبنانية. كلاهما اعترف أنه في الفترة الاخيرة لم تكن لهما السيطرة، ولكنهما عزيا أنفسهما أنه في كل حرب، حتى في هذه الحرب الوجودية التي وجدا انفسهما فيها، هناك ارتفاع وهبوط. لكن التقارير التي تصل من القلمون تفيد بأن مقاتلي حزب الله والجيش السوري تكبدوا خسائر فادحة في المعركة. كما أن هناك تقارير تتحدث عن الذعر في صفوف كبار المسؤولين في النظام في دمشق، وعن الاستعداد لاخلاء المدينة.
لكن رغم هذه التقارير فان نهاية الحرب الاهلية التي تدور في سوريا لا تلوح في الافق. الاشهر الاخيرة لم تكن جيدة بالنسبة للرئيس السوري، لكن هذا هو طابع الحرب، صراع على البقاء قاسي ودموي، بعد موجة من الانجازات والانتصارات لأحد الطرفين تأتي موجة مضادة من الانجازات والانتصارات للطرف الآخر. وفي نهاية الامر فان التغيير في الوضع على الارض لا يكون هاما.
في الايام الاولى للحرب في سوريا كان يبدو أن سقوط الاسد هو امر لا يمكن تجنبه. ما زلنا نذكر في هذا السياق اقوال وزير الدفاع حينذاك اهود باراك بأن ايام الرئيس السوري في الحكم باتت معدودة. ولكن في حينه جاء الاستيقاظ بفضل المساعدة التي قدمها مقاتلو حزب الله لبشار الذين أرسلوا إلى ميدان المعركة في سوريا بتشجيع وبدعم إيران. حينها بدا أن الاسد سيتمكن من البقاء على كرسيه. الآن، كما قلنا، انقلب التوجه.
ثلاثة تطورات ترتبط ببعضها أدت إلى اعادة التقييم الجديد، الذي سمع مؤخرا بشأن السقوط القريب لبشار الاسد:
الاول، معسكر المتمردين نجح في توحيد الصفوف وبرزت من داخله بضع مجموعات بارزة معظمها ذات توجه إسلامي راديكالي. الحديث في الاساس عن تنظيم الدولة الإسلامية داعش في شرق سوريا، وعن جبهة النصرة في شمال الدولة وجنوبها. هاتان المجموعتان نجحتا في وضع بديل لنظام بشار الاسد يشكل ثقلا موازيا لجيشه ومؤيديه حتى لو كان غير مستحب من قبل الغرب.
الثاني، النظام السوري ينزف، وقواته منتشرة على مساحات كبيرة وتضاءلت عبر مئات المعارك في ارجاء الدولة. النظام يجد صعوبة في تجنيد القوى البشرية لاستخدامها كوقود للمدافع في ساحات القتال. بشار يحظى حقا بدعم اجزاء مختلفة من الجماهير في سوريا، مثلا الطبقات العليا في المدن الكبرى، وحتى اولئك من ابناء الطائفة السنية. لكن فقط ابناء طائفته العلوية مستعدون للقتال والتضحية بحياتهم من اجله.
العلويون يشكلون بصعوبة 10 بالمئة من السكان ولا يستطيعوا أن يكونوا ثقلا مضادا على الاقل من ناحية العدد، لخصومهم السنيين الذين يشكلون الاغلبية الساحقة من السكان في الدولة. ايضا ارسالية من عدة آلاف من مقاتلي حزب الله المدربين والمتحمسين ليس بامكانها تغيير الوضع في المناطق السورية.
الثالث، في السنة الاخيرة سجل المتمردون سلسلة من الانجازات المتراكمة إلى درجة ظهور بوادر لتهديد النظام. في الصيف الاخير سيطروا على معظم مساحة هضبة الجولان السورية ـ هذا المدى يمكن أن يُساعدهم في أن يكون منصة انطلاق لتهديد العاصمة. قبل بضعة اسابيع استطاعوا السيطرة على مدن ادلب وجسر الشاغور، وهما مدينتان اساسيتان في شمال الدولة تشكلان مجالا متواصلا من سيطرة المتمردين حتى الحدود التركية. وتمكنهم من تهديد الشاطيء السوري الذي يشكل مأوى ابناء الطائفة العلوية الموالية للرئيس.
الزخم في سوريا موجود الآن في جانب المتمردين. وهؤلاء يسيطرون على ارجاء الدولة مثل أسراب الجراد التي لا يمكن الوقوف أمامها، في حين أن يد بشار الاسد أقصر من أن تمتد للمساعدة.
بشار يحتاج إلى معجزة من اجل البقاء للمدى الطويل، وبدون معجزة كهذه ـ مثل وقف الدعم التركي والسعودي للمتمردين أو تجند ادارة اوباما لصالحه ـ سيتدهور وضعه. ومع هذا فان الحديث يدور عن عملية طويلة مليئة بالارتفاع والهبوط، التي يمكن أن تستمر لبضعة شهور أو حتى لسنوات كثيرة. وسيستمر مواطنو سوريا في دفع الثمن.
 
ايال زيسر
إسرائيل اليوم 10/5/2015
=====================
نيويورك تايمز: القمة الأمريكية - الخليجية لن تكون سهلة
إبراهيم عباس - الترجمة
المدينة
الإثنين 11/05/2015
ذكرت افتتاحية هيئة التحرير في صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إنه على الرغم من أن اجتماع الرئيس باراك أوباما مع قادة دول مجلس التعاون المرتقبة هذا الأسبوع سيوفر الفرصة لتبديد أي شكوك تساورهم إزاء الاتفاق النووي المحتمل إبرامه مع إيران نهاية الشهر المقبل (يونيو)، وإعادة التأكيد على أن الاتفاق لا يشكل تهديدًا لأمن الخليج، وإنما يوفر الفرصة للاستقرار الإقليمي على أساس الفرضية بأن اتفاق نووي مع إيران قوي وقابل للتحقيق أفضل من إيران تترك بلا قيود في المضي قدمًا في تطوير برنامجها النووي المثير للجدل، بالرغم من ذلك فإن جانبًا آخر شكل مدعاة للقلق الخليجي، وهو المقابل الذي ستحصل عليه طهران من جراء تقييد برنامجها النووي، تحديدًا إلغاء العقوبات الاقتصادية والإفراج عن أصولها المجمدة التي تقدر بمليارات الدولارات، إلى جانب الاستثمارات الجديدة المتوقعة، بما يعني تعزيز نفوذها في المنطقة، وبالتالي الحصول على المزيد من الموارد ستسعى إلى استغلالها لدعم وكلائها من جماعات التطرف في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
واستطردت الافتتاحية أن دول المجلس تدرك أيضًا أن إنهاء واشنطن 3 عقود من العداء لإيران يعني أنها لم تبد الاهتمام نفسه بأمن دول المجلس كما كان الأمر إبان الحقبة الماضية، وأن واشنطن تفضل تسليح دول المجلس ومواصلة التدريبات المشتركة معها على التورط في عمليات عسكرية في المنطقة، وتعتبر أن على دول المجلس دمج أنظمتها العسكرية حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم بشكل أفضل، وهو ما يضعنا أمام معادلة صعبة على حد قول الافتتاحية، فأوباما سيقدم لقادة دول المجلس المزيد من الضمانات الأمنية، ومن السهل عليه القول إن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي عدوان إيراني على المملكة، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن إيران تتحرش بالمملكة وبشقيقاتها دول المجلس من خلال وكلائها الذين تدعمهم لاسيما وأن تاريخ إيران لا يبعث على الثقة. واختتمت الافتتاحية بالقول إن ما يطمح إليه أوباما أن تقوم إيران بلعب دور أكثر إيجابية في سوريا بعد توقيع الاتفاق النووي النهائي مع إيران، بالرغم من المشككين الكثر بهذه الفرضية.
=====================
معهد واشنطن :طمأنة الحلفاء الخليجيين القلقين في كامب ديفيد: البعد العسكري
من المتوقع أن تركز القمة رفيعة المستوى التي ستُعقد في الأسبوع الثاني من أيار/مايو، والتي ستضم قادة دول «مجلس التعاون الخليجي» الست - البحرين، الكويت، عُمان، قطر، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة - على كسب دعمهم للاتفاق النووي الذي يجري التفاوض عليه مع إيران. ويُقال إن واشنطن تدرس إمكانية بيع أسلحة جديدة وتنظيم تدريبات مشتركة، إلى جانب اتخاذ تدابير أخرى، لطمأنة حلفائها القلقين، في حين أن بعض دول «مجلس التعاون الخليجي» على الأقل قد تطلب [إبرام] اتفاقية دفاع جماعية رسمية - على غرار تلك الخاصة بمنظمة "حلف شمال الأطلسي" - من شأنها إلزام الولايات المتحدة بالدفاع عن هذه الدول إذا تعرضت للهجوم.
إلا أن النظر في الجهود السابقة لطمأنة هؤلاء الحلفاء يبيّن أن الخطوات، التي يُقال أنها قيد الدراسة، غير كافية على الأرجح لتبديد مخاوف دول «مجلس التعاون الخليجي» بشأن نفوذ إيران المتنامي وجرأتها المتزايدة في المنطقة. وهذا هو الشغل الشاغل لقادة الخليج الذين يشعرون بالقلق من استخدام إيران للأموال التي ستحصل عليها من تخفيف العقوبات، والأسلحة النووية في نهاية المطاف، لتعزيز أجندتها في المنطقة.
بناء القدرات - ضد أي تهديد؟
في السنوات الأخيرة، باعت الولايات المتحدة الأسلحة لحلفائها في الخليج العربي بقيمة تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات (وتشمل الدفاعات الصاروخية، والمروحيات الهجومية، والطائرات المقاتلة)، وساعدتهم على بناء الدفاعات السيبرانية في أعقاب الهجمات الإلكترونية الإيرانية. وكان الهدف من ذلك طمأنتهم من خلال تعزيز قدراتهم على ردع عدوان خارجي ومواجهته، وفي الوقت نفسه إقناع طهران بأن برنامجها النووي سيضر أمنها، بدلاً من تعزيزه.
ولكن، من غير المرجح أن تنخرط طهران في هذا النوع من العدوان التقليدي الذي من شأنه أن يوفر لجيرانها (والولايات المتحدة) سبباً للرد بالوسائل التقليدية. بل هي أكثر احتمالاً بكثير أن تنخرط في عمليات التخريب وفي خوض الحروب بالوكالة، كما فعلت في الماضي ولا تزال تفعل اليوم. على سبيل المثال، تؤكد دول «مجلس التعاون الخليجي» على دور طهران في مذبحة المدنيين العرب السنة في العراق وسوريا، وتأجيج العنف الطائفي في المنطقة، الذي (إلى جانب تقاعس الولايات المتحدة في الماضي) مكّن تنظيمي «القاعدة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») من تقديم نفسيهما بصفة المدافعين عن أهل السنّة. وفي المقابل، أكد الرئيس الأمريكي أوباما على ما يلي في مقابلة أجراها معه توماس فريدمان في 5 نيسان/إبريل: "قد لا تكون أكبر التهديدات التي يواجهها [حلفاؤنا العرب السنّة] قادمة من التعديات الإيرانية. ستكون ناشئة عن عدم الرضا داخل بلدانهم". بالإضافة إلى ذلك، وفي ظل استراتيجية "إعادة التوازن إلى آسيا التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية"، وكلمات الرئيس الأمريكي في المقابلة التي أجراها معه فريدمان بأن "المصالح الأساسية للولايات المتحدة في المنطقة هي ليست النفط"، قد يرى قادة دول «مجلس التعاون الخليجي» مبيعات الأسلحة الأمريكية الكبيرة بأنها أقل كتعبير ملموس عن التزام دائم من إشارة إلى أن الولايات المتحدة تقدم لأصدقائها الوسائل ليدافعوا عن أنفسهم بينما تستعد لمغادرة المنطقة.
تعزيز الوجود، بأي غاية؟
في الوقت الذي خفّضت فيه الولايات المتحدة من وجودها في العراق وأفغانستان في السنوات الأخيرة، إلا أنها قد عززت جوانب أخرى من وجودها في الخليج كجزء من الجهود الرامية إلى طمأنة حلفائها وردع إيران. على سبيل المثال، زادت بصورة تدريجية من دفاعاتها الصاروخية في المنطقة منذ عام 2006، من خلال نشر أكثر من كتيبتين من صواريخ "باتريوت باك 2/3" في أربع دول، وسفينتين إلى ثلاث من سفن "إيجيس" في الخليج العربي، ورادارات من طراز"AN/TPY-2 " تعمل بتقنية X-band"" في إسرائيل وتركيا وقطر. كما تحتفظ البحرية الأمريكية على حاملة طائرات واحدة على الأقل في المنطقة، بينما أصبح نشر طائرات الشبح "إف 22" هناك أمراً روتينياً. وفي الوقت نفسه، عملت قوات البحرية الأمريكية على تعزيز إمكانيتها على التعامل مع قدرات إيران في منع الوصول/ ومنع الدخول إلى المناطق.
بيد، لا توجد علامات تشير إلى أن الوجود الأمريكي الواسع في الخليج بعد عام 1991 قد منع إيران من استخدام عملائها لاستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة أو أي مكان آخر. فخلال تلك الفترة، تسببت طهران في مقتل تسعة عشر عسكرياً أمريكياً في تفجير "أبراج الخُبر" عام 1996 في المملكة العربية السعودية، وقدمت الأسلحة إلى "الجماعات الخاصة" الشيعية التي أودت بحياة المئات من أفراد القوات الأمريكية في العراق، وخططت لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عام 2011. كما أن هذا الوجود الأمريكي لم يردع إيران عن التدخل في الصراعات الإقليمية بطرق أدت إلى تفاقم التوترات الطائفية، وهددت أمن حلفاء الولايات المتحدة، وزادت من نفوذها في المنطقة. وباختصار، في حين أن وجود الولايات المتحدة يضمن حرية الملاحة في الخليج العربي، إلا أنه لم يردع إيران عن مواصلة استراتيجية الحرب بالوكالة التي تشكل تحدياً كبيراً للاستقرار الإقليمي.
وكثيراً ما يُذكَّر الحلفاء من دول «مجلس التعاون الخليجي» بأن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بأفراد من القوات الأمريكية يبلغ عددها 35 ألف عسكري تقريباً في المنطقة، ولكن هذا قد دفع بهم إلى التساؤل عن الهدف من هذا الوجود الواسع - خصوصاً في الوقت الذي أدّى فيه تدخل إيران و «حزب الله» إلى مقتل أكثر من200,000  سوري، معظمهم من المدنيين السنة، وسط تقاعس الولايات المتحدة في سوريا. وحتى عندما تحركت واشنطن أخيراً ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، جاء ذلك، على الأقل في البداية، باسم الأقليات العراقية المحاصرة (اليزيديين في سنجار، والتركمان في قرية آمرلي، والأكراد في أربيل) بدلاً من العرب السنة.
الخطوط الحمراء تتلاشى بسرعة؟
وضعت واشنطن العديد من الخطوط الحمراء بشأن البرنامج النووي الإيراني؛ ففي كانون الثاني/يناير 2012، على سبيل المثال، أعلن الرئيس أوباما أنه إذا حاولت طهران صنع سلاح نووي، ستستخدم الولايات المتحدة جميع الوسائل المتاحة لها لمنعها من القيام بذلك. غير أن هذا التحذير جاء بعد أن تخطت طهران ما لا يقل عن ستة خطوط حمراء أمريكية سابقة لكي تصبح دولة على العتبة النووية. كما أن ذلك أعقب الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس الأمريكي في آب/أغسطس 2012 فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، والذي فشل في فرضه لاحقاً عندما خرقه نظام الأسد بعد عام على إقراره.
ومنذ التحذير الذي وجهه لإيران في كانون الثاني/يناير 2012، مال الرئيس الأمريكي إلى التعبير عن تهديداته عبر لغة هامدة تبيّن التناقض أكثر من الحسم - للحلفاء والخصوم على حد سواء. ففي مقابلة أجراها مع جيفري غولدبرغ في آذار/مارس 2012، صرّح الرئيس قائلاً "أنا أيضاً لا أحبذ، كنهج سياسي سليم، الإعلان بالضبط عن نوايانا. ولكن ... عندما تقول الولايات المتحدة أنه من غير المقبول أن تمتلك إيران أسلحة نووية، فإننا نعني ما نقول". وقد صرح بلهجة مماثلة في المقابلة التي أجراها في الشهر الماضي مع فريدمان، بقوله أنه في حال عدم قيام إيران بتغيير [سلوكها] نتيجةً لجهود الولايات المتحدة لإشراكها "تبقى قدراتنا على الردع، وتفوقنا العسكري، قائمة. ونحن لا نتخلى عن قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا أو عن حلفائنا. وفي هذه الحالة، لمَ لا نختبرها؟"
وبالتالي، فإن الخط الأحمر الأمريكي منح طهران النطاق الذي تحتاج إليه لتصبح دولة على العتبة النووية. وفي حين أن ذلك قد لا يكون مصدر قلق وجودي بالنسبة للولايات المتحدة نظراً إلى مزاياها العسكرية الواسعة، إلا أنه يشكل، من وجهة نظر شركاء أمريكا الإقليميين، تطوراً أدى إلى تغيير قواعد اللعبة وتحويل ديناميات القوة في الشرق الأوسط إلى حد كبير.
ضمانات أمنية
تبحث إدارة أوباما عن طرق لإضفاء طابع رسمي على التزام الولايات المتحدة بشركائها في الخليج. وقد شدد الرئيس الأمريكي على هذه النقطة في المقابلة مع فريدمان: "عندما يتعلق الأمر بعدوان خارجي، أعتقد أننا سنقف إلى جانب أصدقائنا [العرب]، وأريد أن أدرس الكيفية التي تمكننا إضفاء طابع رسمي على الأمر أكثر قليلاً مما هو قائم حالياً".
وبناءً على ذلك، يتوقع أن تسعى بعض الدول الخليجية في اجتماع القمة في الأسبوع الثاني من أيار/مايو إلى الحصول على ضمانات أمنية على غرار "المادة الخامسة" من "معاهدة واشنطن لعام 1949"، وهي الأساس القانوني لترتيبات الأمن الجماعي التي تقوم عليها منظمة "حلف شمال الأطلسي". وتنص "المادة الخامسة" على أن "أي هجوم مسلح ضد طرف أو أكثر من [أطراف المعاهدة] في أوروبا أو أمريكا الشمالية يُعتبر هجوماً ضد كافة الأطراف"، وأن "كل طرف" سيتخذ "الإجراءات التي يراها ضرورية... لاستعادة أمن منطقة شمال الأطلسي والحفاظ عليه". وتجدر الإشارة إلى أن المادة لا تغطي سوى الهجمات التي تقع في أوروبا وأمريكا الشمالية، وتمنح كل طرف مجالاً واسعاً في اختيار كيفية الرد.
ربما لن يوافق الكونغرس الأمريكي على معاهدة يمكن أن تجر الولايات المتحدة إلى المزيد من الصراعات العديدة في المنطقة. كما أن اتفاقاً تنفيذياً [ملزماً سياسياً] لا يكون مطمئناً على وجه التحديد، لأنه من شبه المؤكد أن تكون لغته غامضة بما يكفي لكي لا تكون له قيمة عملية تُذكر. وفي هذا الصدد، فإن "مذكرة بودابست لعام 1994"، التي قدمت ضمانات غامضة لأوكرانيا مقابل تخلي هذه الأخيرة عن الأسلحة النووية الموروثة عن الاتحاد السوفياتي السابق، تشكل مثالاً واضحاً على أوجه القصور في مثل هذا الاتفاق نظراً إلى تدخل روسيا في الآونة الأخيرة من قبل عملاء لها هناك.
بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يؤدي اعتماد طهران على التخريب والحرب بالوكالة (وفي الآونة الأخيرة، العمليات السيبرانية الهجومية) إلى تعقيد الجهود الرامية إلى الرد على اعتدء إيراني متصور، وهو الأمر بالنسبة إلى ميل بعض حلفاء الولايات المتحدة في الخليج إلى رؤية الأيدي الإيرانية وراء كل حدث تقريباً في المنطقة.
المحصلة
تعاني الولايات المتحدة حالياً من نقص في المصداقية، تهدد مصالحها وتعرض حلفائها للخطر. وحتى الآن، فإن الخطوات التي اتخذتها لطمأنة حلفائها من دول «مجلس التعاون الخليجي» - نقل الأسلحة، الوجود الواسع، والخطوط الحمراء - غالباً ما فشلت في تبديد شكوكهم، وكثيراً ما فاقمت من مخاوفهم.
ولا يمكن لواشنطن أن تأمل في استعادة مصداقيتها إلا من خلال مكافحة مساعي إيران لتوسيع نفوذها الإقليمي. ولكي تحقق ذلك، يجب على الولايات المتحدة القيام بما يلي:
1. تكثيف الدعم للمعارضة في سوريا.
2. منع شحنات الأسلحة الإيرانية إلى حلفاء إيران وعملائها في المنطقة بفعالية أكبر.
3. تعزيز الدعم للشركاء المنخرطين في نزاعات مع حلفاء طهران وعملائها.
4. إلحاق التدريبات الدفاعية الروتينية بتمارين تركز على ضربات العمليات الهجومية طويلة المدى في منطقة الخليج.
5. ايلاء الأهمية للخطوط الحمراء وشحذها فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني لكي تبين بمزيد من الوضوح الثمن الذي ستدفعه طهران إذا حاولت تجاوز [العتبة النووية].
ليس هناك سبب يحول دون تزامن هذه السياسة مع إشراك إيران، تماماً كما واجهت الولايات المتحدة العدوان السوفيتي مع إشراك موسكو في آن واحد خلال الحرب الباردة. فبقدر ما قد يصب إبرام اتفاق نووي طويل الأمد مع طهران في مصلحة الولايات المتحدة، فإن الحد من النشاطات الإيرانية - التي تؤجج العنف الطائفي، وتساهم في تعزيز عامل الجذب لجماعات مثل «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية»، وتهدد في النهاية استقرار وأمن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة - يصب أيضاً في مصلحة الولايات المتحدة. كما ستؤدي مثل هذه السياسة إلى قطع شوط طويل على الطريق نحو إصلاح العلاقات مع الحلفاء التقليديين في جزء من العالم لا يزال هاماً إلى حد كبير.
مايكل آيزنشتات هو زميل كاهن ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن.
=====================
معهد اتلانتك :طائفة داعش والمقاتلون الأجانب
نشر في : الإثنين 11 مايو 2015 - 03:00 ص   |   آخر تحديث : الإثنين 11 مايو 2015 - 04:20 ص
منى علمي – معهد أتلانتك (التقرير)
يصف المحللون تنظيم الدولة الإسلامية -أو: داعش- بأنه أقوى تنظيم إرهابي في هذا العقد، إلا أن القليل منهم قارنوا الخصائص المشتركة بين المجموعة المتطرفة والطوائف الحديثة، خصوصًا بما يتعلق بتجنيد الغربيين والمسلمين الجدد. المقاتلون الأجانب ومسلحو الذئاب المنفردة؛ مثل أولئك الذين كانوا في الهجوم الأخير في “دالاس، تكساس”، مستمرون بالتدفق نحو التنظيم المتطرف؛ فَهْم كيفية استخدام داعش لمسعاها المتطرف لجذب المجندين والحصول على الولاء؛ مما يجعلها أكثر من مجرد تنظيم إرهابي أو عصابة إجرامية بل طائفة دينية كذلك، قد يساعد بتطوير طرق أفضل لقتالها وتخفيف تهديدها للأمن العالمي الذي تسببه بازدياد.
تُوصف الطوائف -عادةً- بأنها مجموعات دينية صغيرة بأفكار متطرفة، على النقيض مع الأفكار الأكبر والأديان الأكثر قبولاً. أعضاء هذه المنظمات يشاركون تعلقًا فوق الطبيعي لقضية أو شخصية قيادية.
ما الأفضل من ذلك لوصف داعش؟ مسعى التنظيم في البلدان المقسمة بالتنافس الطائفي مثل “سوريا والعراق” مفهوم لكون داعش تمثل رأس حربة للمجتمعات المحلية السنية ضد منتقميهم، سواءً أكانوا على شكل نظام الأسد أم المليشيات الشيعية. داخل السياق الغربي، كان التوجه للتنظيم من الجيل الثالث من مسلمي أوروبا أو الولايات المتحدة والمتحولين الجدد، مثل المراهق “جيك بلياردي” الذي توفي بهجوم انتحاري في الرمادي آذار/مارس الماضي، لغزًا لم يستطع المحللون حله تمامًا. وفي نيسان/أبريل، كشف رئيس الوزراء الفرنسي “مانويل فالس” أن سبعة فرنسيين، منهم ستة مسلمون جدد، توفوا في هجمات انتحارية في سوريا والعراق. هجوم “إيلتون سيمبسون” و”نادر صوفي” على تنظيم مضاد للإسلام في “دالاس” أتى بعد رسائل على تويتر بَايعَا فيها داعش.
التلقين” عنصر أساسي في عملية التجنيد لدى التنظيمات الجهادية مثل داعش، وهي ممارسة درسها بقرب عالم الاجتماع الفرنسي “دونيا بوزار”، الذي قال في مقابلة معه مؤخرًا: “إن عملية التلقين مبنية على خليط من عدم السعادة المؤقتة “للمجند”، مع رسالة قوية ينقلها لها التنظيم الذي يجنده”.
موت والدة بلياردي قد يكون محفزًا تطرّفه. بحسب بوزار؛ فإن عملية التلقين تبدأ -عادةً- بملء الشخص المستهدف بنظريات المؤامرة التي تهدف لتقويض قيم الضحية والنقاط المرجعية المعتادة. في منشوراته التي كتبها على مدونته بعنوان “من ميلبورن إلى الرمادي“، وضح بيلاردي كيف ساعده عرض مقاطع فيديوهات لطالبان بإعادة تعريف الديمقراطية و”الوقائع الخاطئة” التي أنشأها الغرب.
تميل الطوائف لأن تبني حول الهدف المريض بجنون العظمة؛ لتحقيق خير أكبر أو تنقية المجتمع. تبعت داعش هذا الطريق، معطية المسلمين الجدد القليل من المعرفة الدينية، مع وعد بالخلاص. كانت هذه حالة “خالد شروف”، الرجل الأسترالي ذو الأصل اللبناني الذي هزت صوره العالم مع أطفاله الذين يحملون رؤوسًا مقطوعة. من مدمن مخدرات ومجرم صغير، أصبح شارود طفل البوسترات لجيل جهادي غربي يقاتل “أعداء الإسلام“.
مثل بقية الطوائف التقليدية؛ اعتمدت داعش على عقيدة غامضة ونصوص متطرفة، مستندة على هامش التراث الإسلامي. أحد الأمثلة هو الاستخدام الواسع لداعش للتكفير، الذي يؤدي للإعدام، والذي عرفت به جماعة الخوارج في القرن السادس. التنظيم الإرهابي نشر مجموعة من الفتاوى حول نص غامض من مفكر إسلامي عن كيفية إحراق خالد بن الوليد للمرتدين. اعتمد التنظيم على هذه الفتوى لتبرير حرق الطيار الأردني “معاذ الكساسبة” الذي اعتقل بعد أن سقطت طائرته في سوريا العام الماضي. استخدام هذه الأشكال المتطرفة من العنف هو تصرف اعتيادي من الطوائف، بحسب عالِم النفس والقضايا الإجرامية والطوائف “جين ماري أبجرال”، الذي يصف كيفية تموضع الطوائف كـ”نماذج قوى مضادة للنظام الحالي“. يعزز التصرف المتطرف الصلات بين الأعضاء، بينما يقطع العلاقات مع الخارج.
لتضع أتباعها بطاعة عمياء، تؤسس الطوائف عادة أيديولوجيتها على نظرة قائمة على نهاية العالم، تحيط قادتها بهالة مقدسة لتجعلهم أكثر مصداقية. مجلة داعش؛ المسماة “دابق”، توظف هذه السردية حول وصف النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لهذه المنطقة على أنها المكان الذي سيلتقي به جيش الإسلام والروم في المعركة الأخير قبل نهاية الزمان. الخليفة أبو بكر البغدادي برر لنفسه الحق بالحديث كممثل عن الله في الأرض بادعاء نسبه إلى قريش. عَزْل التنظيم عن البيئة الخارجية يعزز الاعتماد على الطائفة. في العراق وسوريا؛ وصف الناشطون كيفية بقاء الجهاديين الغربيين بعيدًا عن المحليين. بفرض لباس معين على أفرادها والتلاعب بهم لتصديق أنهم يمثلون نخبة مختارة، تستطيع داعش أن تعري المجندين الغربيين من معتقداتهم التقليدية وهوياتهم القديمة. البروباجندا القديمة، من المقاطع المتعددة التي أصدرها التنظيم حول قطع الرؤوس، وقتل المسيحيين الأثيوبيين، يعزز هالة السلطة التي يأخذ أفرادها منها حالة ممتزجة بالفخر.
بينما قد يكون بعض مقاتلي داعش جهاديين قدماء، فإن الآخرين هم ضحايا آليات التنظيم التي تستخدمها كطائفة. “بيلاردي” أحد تحول الأمثلة لمثال أصبح سيئًا. في إحدى المقابلات، أشار بوزار كيف كان كثير من المراهقين الفرنسيين الذين انضموا لتنظيمات جهادية أفرادًا لأسباب إنسانية قبل أن يصبحوا مشاركين فاعلين في الصراع السوري. رصد بوزار يظهر كيف تستغل داعش كلاًّ من المتضررين والمثاليين في الوقت نفسه.
داخل هذه الدينامية المعقدة؛ كل من العائلات ومؤسسات الدولة تتشارك بالمسؤولية لمقاومة رسائل داعش وإعادة تأهيل المجندين السابقين. تستطيع الدول تعليم العائلات بشكل خاص، التي توفر إنذارًا مبكرًا، والتنبيه عند إظهار أحد الأشخاص المقربين علامات الضعف. تستطيع المجتمعات إنشاء الوعي عبر المساجد والمدارس والمكتبات واللقاءات الجماعية، كما تستطيع الدول للمشاركة في الرسائل على وسائل الإعلام الاجتماعي والإعلانات التلفزيونية العامة. إشراك متطرفين سابقين أو أفراد طائفة سابقين يمكّن من مقاومة هذه الاستراتيجيات. الجهاديين الذين تم إصلاحهم متعلمون، فكيف تستطيع المنظمات الإرهابية الشبيهة بالطوائف غسل أدمغة أتباعهم؟! كما يستطيعون المساهمة بتقديم سرديات مضادة. تعزيز الشيوخ الشباب المعتدلين الإسلاميين في المجتمعات الهشة قد يواجه تمدد السلفية الجهادية. والأكثر أهمية من ذلك؛ فإن كل الفاعلين المعنيين يجب أن يحاربوا الاستقطاب الاجتماعي المتزايد بين المجتمعات الغربية والمسلمة، الذي يعزز خطاب الضحية المستخدم من داعش، والذي يؤدي لدفع الشباب إلى أحضانها.
=====================
الايكونوميست :الممرات البحرية في الشرق الأوسط: النفط فوق مياه مضطربة
 
الإيكونوميست – التقرير
يعد الوضع قبالة سواحل بور سعيد مثالًا على السلوك المنظم الذي لا يشابه فوضوية الحياة على الأرض في مصر. وعند اقتراب سفن الشحن القادمة من مختلف أنحاء العالم من الفتحة الشمالية لقناة السويس، تشكل هذه السفن طابورًا مهيبًا في البحر الأبيض المتوسط، منتظرةً فرصة العبور من خلال الممر الضيق.
وإلى حد كبير، لم تتأثر ممرات النقل البحري في الشرق الأوسط، ولا سيما قناة السويس، ومضيق باب المندب، ومضيق هرمز،  بالحروب والخصومات المنتشرة في الدول التي تحيط بها. ولم يؤد استيلاء إيران الغامض على سفينة شحن قبالة ساحلها في 28 أبريل سوى إلى القليل من عرقلة التدفق. وقد نمى اعتياد الشاحنين على التقلب في المنطقة، وهم يعتقدون أن لدى حراس الممرات البحرية الحيوية الكثير ليخسروه في حال إغلاقها.
الممرات البحرية في الشرق الأوسط: النفط فوق مياه مضطربة
وتختبر إيران هذا الاعتقاد من جديد. خُمس تجارة النفط في العالم يمر قبالة سواحلها على طول مضيق هرمز. ولأنها تصدر الكثير من النفط، قد تبدو إعاقتها لحركة المرور هذه فعلًا من أفعال التدمير  الذاتي. ولكن، إيران هددت بإغلاق هذا الممر المائي من قبل، وحدث ذلك آخر مرة عام 2012 ردًا على العقوبات الغربية. وبينما ربط المسؤولون في طهران قرار الاستيلاء على سفينة الحاويات بنزاع تجاري طبيعي، يرى الكثيرون أن المسألة أكبر بكثير. وقد تم الإفراج عن السفينة في 7 مايو، ولكن الحادث دفع أمريكا لنشر سفن حربية لمراقبة وحماية السفن التي ترفع علم أمريكا لدى دخولها المضيق.
وتعد السفن الإيرانية محاصرة أيضًا بالقوات الأمريكية والعربية في جميع أنحاء باب المندب، وهو المضيق المؤدي إلى البحر الأحمر وقناة السويس، والذي يمر من خلاله حوالي 10٪ من مجموع التجارة البحرية. وفي منتصف أبريل/نيسان، أجبرت قافلة إيرانية، كان ينظر إليها على أنها تفرض حصارًا قسريًا على اليمن، على التراجع من قبل قوات التحالف التي تقودها السعودية في البلاد. ويظن البعض أن هذه السفن كانت تدعم المتمردين الحوثيين، الذين هم أهداف الغارات الجوية للتحالف. ولكن الإيرانيين تراجعوا عندما أرسلت أمريكا حاملة طائرات إلى المنطقة. وقد وضعت إيران بعدها اثنتين من مدمراتها عند مدخل باب المندب، قائلةً إن الهدف هو مكافحة القرصنة.
وقد حيرت نوايا إيران المحللين؛ إلا أن الصناعة حافظت على رباطة جأشها. وتقول شركة ميرسك، وهي عملاقة الشحن الدنماركي التي استأجرت السفينة التي استولت عليها إيران، إن هذا العمل غير مبرر، ولكنه يبقى “حادثًا معزولًا“. ولم تغير الشركة طرقها أو إرشادات الأمان الخاصة بسفنها في الشرق الأوسط. ولم يتأثر عمل أي من شركات النقل الأخرى. ويقول بيتر ساند من شركة بيمكو، التي تعد أكبر مؤسسة شحن في العالم: “ليس هناك، إلى حد كبير، أي انقطاع في نشاط النقل البحري“.
وأصبح التعامل مع عدم اليقين جزءًا طبيعيًا من أعمال شركات الشحن العابرة للشرق الأوسط. وترجح خدمات الأمن البحري، التي تقيم حالة الطرق، أن القتال على الأرض لن يمتد إلى البحر. وينعكس هذا الهدوء على أسعار التأمين، التي لم ترتفع ردًا على الأحداث الأخيرة.
ورغم ذلك، تحاول بعض الدول تجنيب سفنها المرور بجانب إيران. وبعد تهديدات عام 2012، فتحت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة أنابيب النفط الجديدة التي تتجاوز مضيق هرمز. وتخطط الدول الست في مجلس التعاون الخليجي لبناء خط سكة حديد من الكويت إلى صلالة في جنوب عمان؛ حيث يمكن تحميل البضائع على متن السفن في بحر العرب. ولكن، المشكلة هي أن هذه الأنابيب يمكنها حمل جزء من نفط منطقة الخليج فقط، ومن المتوقع أن تواجه السكك الحديدية، المقرر افتتاحها في عام 2017، تأخيرًا.
وعلى أية حال، قد لا تمثل إيران أكبر تهديد للتجارة البحرية في المنطقة. وتعد الجهات الفاعلة غير الحكومية أكثر ميلًا لتعطيل هذه الممرات كونها لا تمتلك مصلحة في استمرار عملها. وعلى الرغم من أنه قد تم إيقاف تهديد القراصنة الصوماليين من قبل القوات البحرية الغربية؛ إلا أنه قد يكون هناك تهديد جديد يتمثل في المتشددين الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء المصرية، وهي المنطقة التي تعد موطنًا للسكان البدو الساخطين، والتي تقع شرق قناة السويس.
ولقد عانت قوات الأمن المصرية في التعامل مع هؤلاء المتشددين الذين صعدوا هجماتهم بعد الانقلاب ضد الرئيس السابق، محمد مرسي، في عام 2013. وقتل مئات من الجنود وعناصر الشرطة، وتم ضرب أهداف اقتصادية أيضًا. وتم استهداف القناة البحرية التي تحقق نحو 5 مليارات دولار سنويًا من الإيرادات، أي ما يعادل 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، في مناسبتين خلال عام 2013. وقام الجهاديون بتصوير أنفسهم وهم يطلقون قذائف صاروخية على السفن العابرة للقناة في وضح النهار.
ومن غير المحتمل أن تغرق مثل هذه الهجمات سفن الشحن، ولكن المتشددين قد يعتمدون على العلاقات القبلية وشبكات التهريب القديمة، في الحصول على أسلحة أثقل من ليبيا، على الأرجح. وتعد أمريكا، التي ترسل عشرات السفن الحربية عبر القناة كل عام، قلقة، وهي على حق في ذلك؛ حيث إن إغراق أي سفينة من شأنه إغلاق القناة لمدة أسابيع. وستضيف إعادة توجيه السفن للمرور حول رأس الرجاء الصالح (نحو 4300 ميل، 2700 كم) إلى مسافة الرحلة من المملكة العربية السعودية حتى أمريكا.
المصدر
=====================
فورين افيرز :عندما تحالفت إسرائيل وإيران وتركيا
فورين أفيرز – التقرير
التحالف الثلاثي بين عامي 1956 و1979، والذي من خلاله شاركت إسرائيل معلومات استخباراتية مع إيران وتركيا على نطاق لم يسبق له مثيل منذ ذلك الحين، كان أحد إنجازات السياسة الخارجية الأكثر تأثيرًا وعُمقًا لإسرائيل. قدّم هذا التحالف طليعة عقيدة إسرائيل للتعامل مع جيرانها، واستراتيجية كبرى للمرة الأولى منذ إنشائها. علاقة القدس بطهران استمرت لأكثر من 20 عامًا، حتى سقوط شاه إيران محمد رضا بهلوي في عام 1979.
واستمرت علاقة إسرائيل الاستراتيجية مع تركيا على نحو متقطع لعدة عقود، وانتهت بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللاذعة في قمة دافوس عام 2009.
وعلى الرغم من طموح هذا التحالف الثلاثي؛ إلّا أنّه كان ضمن سلسلة من المحاولات الإسرائيلية لإيجاد أرضية مشتركة مع معظم الحلفاء من غير العرب (ومعظم هذه المحاولات حقق نجاحًا عابرًا).
صوّتت إيران وتركيا ضد قيام دولة إسرائيل من قِبل الأمم المتحدة في عام 1947، ولم يدعما طلب إسرائيل لعضوية الأمم المتحدة في عام 1949. ومع ذلك، كلاهما شرع في الاعتراف بإسرائيل على أساس الأمر الواقع، وإقامة علاقات سرية على مستوى منخفض من خلال البعثات التجارية. وكان لدى إيران وتركيا عدد من الدوافع للدخول في علاقات مع إسرائيل والحفاظ عليها عند مستويات منخفضة، يمكن إنكارها. كما كانت علاقات تلك البلدين مع جيرانهما العرب متوترة في كثير من الأحيان، وكانت العلاقات الدافئة أو الفاترة بمثابة النفوذ المؤثر لصالح إسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك البُعد الأمريكي: رئيس الوزراء الإسرائيلي “ديفيد بن غوريون” سوّق هذا التحالف الثلاثي إلى واشنطن كعنصر داعم للغرب ضد الغارات السوفيتية في الشرق الأوسط وكقوة لمكافحة التطرف العربي. فهمت إيران وتركيا النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة وأدركتا أنّ وجود علاقة وثيقة مع إسرائيل يعني أن اللوبي اليهودي الأمريكي سينقل احتياجاتهما إلى واشنطن.
كما أثار التحالف الحوافز الإقليمية الجيوستراتيجية. إنجازات إسرائيل في حملة سيناء عام 1956، نظام جمال عبد الناصر الفاسد في مصر، الانقلاب العراقي في عام 1958، تزايد المخاوف من اجتياح الاتحاد السوفيتي؛ كل هذه الأمور جمعت إيران وإسرائيل وتركيا في علاقة استخباراتية تشكّلت في سلسلة من الاجتماعات المنفصلة في أوروبا وأنقرة وطهران من عام 1956 إلى عام 1958. وفي الجلسة الثلاثية الأولى، وضع رؤساء كل جهاز استخبارات وطني مجموعة من المشاريع المخابراتية التعاونية، أدى بعضها إلى مشاريع تخريب موجهة ضد الناصريين والنفوذ الإقليمي السوفيتي.
في تلك الأيام، كان الجانب الإسرائيلي الإيراني من العلاقة الثلاثية أكثر نشاطًا من البُعد الإسرائيلي التركي، وكان اليهود العراقيون الذين فروا من نظام بغداد إلى كردستان العراق قادرين بعد ذلك على الهجرة إلى إسرائيل وغيرها عن طريق إيران.
وقام الضباط الإسرائيليون بتدريب القوات الإيرانية، وباعت إسرائيل الأسلحة لنظام الشاه. وعلى الجانب الآخر، استندت علاقة إسرائيل مع تركيا على تعاون تاريخي: كانت تركيا ملجئًا لليهود خلال محاكم التفتيش الإسبانية والاحتلال النازي لأوروبا. لكنّ قرار أنقرة بالدخول في اتفاق كان سببه مخاوف الحرب الباردة من الشيوعية الإقليمية والغضب من دعم العربي لليونان في قبرص.
منذ الأيام الأولى من التحالف الثلاثي، تراجعت علاقة أنقرة وطهران مع إسرائيل بشكل مؤقت في ظل الضغط العربي القوي. أساء كل من تركيا وإيران للمشاعر الإسرائيلية؛ واعتقد كلا البلدين أنّ إسرائيل بحاجة لعلاقات سرية معهما أكثر من حاجتهما لإقامة علاقات مع إسرائيل.
وعلى الرغم من ازدهار هذا التحالف بشكل سري، إلّا أنّ تركيا كانت تلْفِت أو تصرف الانتباه عن علاقتها العلنية مع إسرائيل وفقًا لحساسيات الضغوط العربية على القضية الفلسطينية.
وخلال الحروب العربية الإسرائيلية عام 1967 وعام 1973، رفضت تركيا السماح لمساعي الولايات المتحدة بإعادة التجهيز العسكري لاستخدام القواعد التركية أو مجالها الجوي من أجل مساعدة إسرائيل.
وفي عام 1975، صوّتت أنقرة لقرار “الصهيونية هي العنصرية” الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة. في عام 1991، عندما تم إلغاء القرار، امتنعت تركيا عن التصويت. وحتى عندما رفعت تركيا العلاقات مع إسرائيل إلى مستوى السفراء في عام 1991، بعد فترة طويلة من التحالف الثلاثي، وازنت هذه الخطوة من خلال الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كدولة.
وبحلول عام 1979، تغيّرت المواقف في طهران، وانتهى التحالف الثلاثي. خلال حرب يوم الغفران، أكتوبر 1973، انضم الشاه إلى الحظر النفطي من منظمة “أوبك لمعاقبة الدول المرتبطة بإسرائيل ووقف شحنات النفط إلى إسرائيل. في عام 1975، قام بهلوي بمقابلة كاشفة اعترف فيها علانيةً بالعلاقات العسكرية والمخابراتية بين إيران وإسرائيل، وتبريرها من حيث العداء العربي خلال فترة عبد الناصر.
وقال بهلوي: “لكن الوضع تغيّر الآن“. وأضاف: “وسائل الإعلام الإسرائيلية تهاجمنا بقوة … نصحنا إسرائيل أنّه لا يمكنها غزو العالم العربي بأسره. وللقيام بذلك، فهي تحتاج إلى عدد سكّان يتراوح بين 20-30 مليون شخص على الأقل … تستحوذ إسرائيل على اهتمام جميع الدول العربية. ولست على يقين من أنّ هناك حلًا نهائيًا لمشكلة هذه المواجهة“.
بعد سقوط الشاه وانهيار التحالف الثلاثي، حافظت تركيا وإسرائيل على علاقاتهما المتقلبة، بالتوازي مع أزمات ونجاحات تركيا مع العالم العربي. وبعد تراجع العلاقات في أواخر الثمانينيات، استثمر كبار المسؤولين الإسرائيليين بشكل كبير في إعادة بناء العلاقة، بما في ذلك مساعدة تركيا في مواجهة اللوبي الأرميني في واشنطن.
وحدث تطور استراتيجي كبير في العلاقات الإسرائيلية التركية خلال فترة التسعينيات، بقيادة القوات المسلحة التركية. أنهت تركيا مبيعات الأسلحة مع إسرائيل، وزار القادة الأتراك إسرائيل.
وفي نهاية المطاف، صعود حزب العدالة والتنمية التركي إلى السُلطة في عام 2002 تحت قيادة أردوغان بَشّر بموجة هبوطية جديدة في العلاقات مع إسرائيل. وكانت العلاقة بينهما في الحضيض بعد حادثة “مافي مرمرة” عام 2010، والتي قتل فيها قوات الكوماندوز البحرية الإسرائيلية تسعة من الإسلاميين الأتراك في المياه الدولية؛ في سياق عملية اعتراض فاشلة لسفينة مساعدات تركية متجهة إلى قطاع غزة.
من وجهة نظر إسرائيل، كان التحالف الثلاثي تحالفًا استخباراتيًا غير متوازن تحت حاشية بروتوكول مُنَمَّقُ؛ حيث قدّمت إسرائيل معلومات استخباراتية هامة أكثر من المعلومات التي حصلت عليها في المقابل. وعلى الرغم من افتقاره لجوهر حقيقي على المستوى الثلاثي؛ إلّا أنّ هذا التحالف أرسل رسالة مهمة للأمريكان، والسوفييت، والعرب، وهي: “إنّ إسرائيل ليست وحدها؛ فهي لديها حلفاء مهمون في المنطقة”.
وكان لانتهاء عزلة إسرائيل الحادة في الخمسينيات أهمية كبيرة؛ إذ أدى إلى الردع، والاستمرارية، والاستقرار في فترة وجدت إسرائيل نفسها ضائعة في فضاء أوسع من الأعداء.
=====================
صحيفة الحرييت التركية : جدل سياسي حول شن تركيا عملية عسكرية في سوريا
موقع التحرير
قالت صحيفة حرييت التركية، إن التقرير الطبي الذي حصل عليه رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال نجدت أوزال بالراحة لمدة 15 يومًا تسبب في إحداث هزة على الساحة السياسية بالعاصمة أنقرة وسط جدل حول مزاعم شن عملية عسكرية تركية في سوريا.
وأكدت "الصحيفة" نقلًا عن مصادر عسكرية، اليوم الأحد، أن "أوزال" سيخضع قريبًا لعملية جراحية بسبب معاناته من مشكلات صحية.
وأضافت "المصادر" أن قائد القوات البرية الجنرال خلوصي آكار سيتولى رئاسة هيئة الأركان العامة بالوكالة".
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة يورت اليسارية المعارضة اليوم الأحد، أن هناك مزاعم تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية سيتخذ قرارًا بشن عملية عسكرية في سوريا وبالتالي سيتم إلغاء موعد الانتخابات البرلمانية المقرر لها 7 يونيو المقبل بحجة أن تركيا تخوض حربًا، وذلك في حال توصل الحزب الحاكم إلى قناعة كاملة بأنه سيخسر الانتخابات العامة القادمة.
=====================
جلوبال: سوريا تتمزق.. فهل تتبعها لبنان؟
في حين تصبح صورة الشرق الأوسط أكثر تعقيدًا، ربما لن يكون من المسموح لإسرائيل أن تركز على أسعار الإسكان والبقالة“.
ربما يكون الشرق الأوسط المعقد بالفعل للغاية حاليًا على وشك أن يصبح أكثر تعقيدًا من ذلك. وفيما يتعلق بهذا الأمر، فإن المعسكر الشيعي الشمالي لإيران والعراق وبشار الأسد وحزب الله يقع في مواجهة مع المعسكر السني الجنوبي لمصر والأردن والمملكة العربية السعودية ودول الخليج (باستثناء قطر جزئيًا). وبالإضافة إلى حالة الارتباك، توجد محاولة من جانب إيران لتطويق المعسكر السني في اليمن، والدولة الإسلامية السنية المنتشرة خلال المعسكر الشيعي.
ويبدو أن المعسكر الشمالي على وشك أن يعاني من حالة تمزق أخرى؛ حيث تشير التقارير إلى أن قوات بشار الأسد تقف على قدمها الأخيرة ومن المحتمل أن تتفكك. وسوف يترتب على هذا التطور الآثار التالية:
1- سوف تنقسم سوريا إلى مقاطعات عرقية/دينية ويختفي كيان الدولة. وسوف تحشد الأغلبية السنية مجموعة متنوعة من الفصائل المتحاربة، تتضمن تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وفصائل أخرى بعضها من المتحالفين مع الشرق أو مع دول المعسكر السني. وسوف تحاول الأقلية العلوية حماية نفسها بمساعدة إيرانية. وسوف ينضم الأكراد إلى كردستان العراق.
2- سوف يتحرك حزب الله نحو المقاطعة العلوية للمساعدة في حمايتها. وسوف تعود بعض قواته إلى لبنان. وستتصاعد الأزمة السياسية اللبنانية وأزمة اللاجئين إلى الحد الذي ربما يؤدي أيضًا إلى اختفاء الدولة اللبنانية وتقسيمها إلى جيوب عرقية/دينية تتضمن السنة والشيعة والمسيحيين والدروز. وسوف يتم إحكام السيطرة على السنة والمسيحيين والدروز بين العلويين الموجودين في الشمال وحزب الله الموجود في الجنوب. وقد يصبح بقايا الجيش اللبناني، المسلح بدرجة كبيرة بواسطة كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بمثابة ميليشيا للمقاطعات غير الشيعية.
3- ربما يتلقى حزب الله أوامر من قادته الإيرانيين من أجل خلق نوع من التضليل عن طريق مهاجمة إسرائيل بالصواريخ من لبنان ومرتفعات الجولان. وسوف يكون الرد الإسرائيلي عنيفًا، وكل هذا من شأنه أن يؤدي إلى أزمة لاجئين أكثر خطورة، تفوق الجهود الإنسانية الدولية.
التدخل المباشر للقوات الإيرانية سوف يضعها في صراع مباشر مع الدولة الإسلامية. ومن المحتمل أن يستمر قصف قوات التحالف للدولة الإسلامية، مما يفيد إيران والقوى المتحالفة معها. ومع الحلفاء في مصر والأردن والمملكة العربية السعودية الصديقة الحديثة على حدودها الشرقية والجنوبية، ستكون إسرائيل قادرة على تركيز قوة عسكرية في الشمال.
وقبل أن تجتمع الدول الست الكبرى وإيران مرة أخرى في 30 يونيو، فإن خريطة لغز الشرق الأوسط قد يتم إعادة ترسيمها على نطاق واسع. وهذا بدوره من المرجح أن يتسبب في حدوث المزيد من السلوك العدواني من قبل إيران المتورطة. وعلى الرغم من أن مثل هذا السلوك قد لا يؤثر على إدارة أوباما التي تكرس جهودها تمامًا من أجل عقد أي نوع من الصفقات مع النظام الإيراني؛ إلا أنه قد يعني شيئًا لبعض الدول المعنية الأخرى، مثل الدولة الفرنسية التي قد ترفض أو تحث على رفض التوقيع على مثل هذا الاتفاق.
وفي هذه اللحظة، سوف يتم إلغاء جميع الرهانات، حيث تكرس إيران نفسها من أجل تصعيد إقليمي وتحقيق قدرة نووية. وقد ترغب الحكومة الإسرائيلية القادمة في التركيز على أسعار الإسكان والبقالة، ولكن لن يُسمح لها بذلك.
ترجمة: صحيفة  التقرير
=====================
صحيفة ستار التركية : حزب الشعب الجمهوري واللاجئون السوريون
طه أوزخان: صحيفة ستار
ينتشر اللاجئون السورين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى دول أخرى نتيجة الثورة السورية في أكثر من 100 دولة ومعظمهم في دول المنطقة. وتركيا من أكثر الدول التي استقبلت اللاجئين. حيث يعيش أكثر من مليوني سوري في بلدنا. وقد بات هؤلاء والنقاشات الدائرة حولهم جزءاً من الدعاية الانتخابية لحزب الشعب الجمهوري ولرئيسه كمال كيليج دار أوغلو. وقد ساهم اقتراب الانتخابات في تنامي هذا الوضع.
أصبحت الأزمة الإنسانية التي نتجت عن الثورة السورية أول امتحان تعيشه البشرية في القرن الحادي والعشرين. حيث تأخذ الخسائر المادية والآلام غير القابلة للوصف التي تسببها تلك الأحداث بالزيادة يوماً بعد يوم. ولا يتجاوز عدد الذين يتعاملون بمسؤولية مع هذه الأحداث أصابع اليد الواحدة.
وفي حين لا يبدو أن هناك من الدول من سيعمل على حل هذه الأزمة باستثاء قبول بعض اللاجئين , يواصل المجتمع الدولي سياسة التعامي تجاه هذه الأحداث. وخاصة الحركات اليسارية في العالم فإنها تعيش تفسخاً أخلاقياً تجاه الأزمة السورية. وتعمل هذه الحركات جهدها لإضافة صبغة شرعية على حزب البعث ونظامه الحاكم في سورية.
وأصبح من المقبول القول أن تأثير هذا الوضع على تركيا بات مرضيّاً. حيث أصبح الذين لم يروا سورياً في حياتهم قبل الأحداث مؤيدين متطوعين لحزب البعث.
ولم يكن لهذا الاتجاه الذي يشكل اليساريون أغلبيته أن يكون بهذا الزخم بتأثيرهم وحدهم. وقد بدأ الرئيس العام لحزب الشعب الجمهوري الحزب الرئيس للمعارضة كمال كيليجدار أوغلو بالضلوع بدور ممثل عن حزب البعث . ولولا هذا التأييد العلني من حزب الشعب الجمهوري لحزب البعث لما استطاعت هذه المجموعات الظهور على العلن كممثلين لحزب البعث بالرغم من التراجيديا التي تعيشها سورية .
أما الكلمات والتعابير التي يستخدمها حزب الشعب الجمهوري وخاصة كيليجدار أوغلو في وصف اللاجئين فهي على قدر لا يمكن وصفه من الانحطاط. علماً أنه يُنتظر من كيليجدار أوغلو الذي مات أجداده الذين كانوا في وضع اللاجئين قبل مدة ليست بالبعيدة في الكهوف عن طريق الغاز أن يكون على أقل قدر من الشعور الأخلاقي. وستكون الطريقة التي يتعامل بها اليساريون مع اللاجئين السوريين الذين لم يتبعهم حتى حزب البعث إلى هنا , ستكون مدعاة للخجل.
وسيرى مؤيدو حزب الشعب الجمهوري الذي سلم تمثيله السياسي لهذا الفريق الذي اتخذ موقعاً سلبياً من قضية اللاجئين السوريين أن ما سيحصلون عليه بعد هذه الحملة الانتخابية ليست هزيمة في الانتخابات وحسب وإنما في نفس الوقت سيكونون قد وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الإفلاس الأخلاقي.
لقد دفع نظام الوصاية ثمناً باهظاً في التسعينات من القرن الماضي نتيجة انتهاجه لسياسة تتصف ببعدها عن الأخلاق وهي سياسة يحاول حزب الشعب الجمهوري أن ينتهجها من خلال دعمه الصريح لحزب البعث. أما حزب الشعب الجمهوري فلن يجد ما يقوله لتركيا قبل أن يكون موقفه من القضية السورية أو اللاجئين السوريين على الأقل على قدر من الأخلاق
ترجمة: ترك برس
=====================
مجلة أمريكية: صياغة الجغرافيا السياسية للاتفاقية النووية يكبح أطماع إيران
الإثنين 11 مايو 2015 / 01:25
24- طارق عليان
مع اقتراب الولايات المتحدة وإيران من إبرام اتفاق نووي تاريخي، يظهر جدل شديد حول ما إذا كان إبرام اتفاقية يمثل إذعاناً للمصالح الإيرانية في الشرق الأوسط، أم فرصة للمساعدة على إحلال الاستقرار في تلك المنطقة. ولو استوعبت الولايات المتحدة وشركاؤها دروس المفاوضات النووية السابقة مع إيران، واتبعوا استراتيجية منسقة تنسيقاً محكماً في المنطقة، فهناك إمكانية لتحسين أوضاع الشرق الأوسط المثقل بالصراعات على مدى السنوات القليلة المقبلة.
هذه الاتفاقية ما هي إلا نصف التحدي، وأما النصف الآخر فهو صياغة إطار جغرافي سياسي في أعقاب الاتفاقية يكبح جماح الأطماع الإيرانية، وذلك بحسب ما أفاد إيلان غولدنبرغ، زميل أول ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد، شغل غولدنبرغ سابقاً منصب رئيس فريق إيران في مكتب وزير الدفاع الأمريكي، وروبرت دي. كابلان مراسل خارجي لمجلة ذي أتلانتيك، وزميل أول في مركز الأمن الأميركي الجديد في واشنطن، وعضو لجنة السياسات الدفاعية في البنتاغون، في تحليل مشترك نشرته مجلة ناشونال إنترست الأمريكية في موقعها على الإنترنت.
التفاعل مع إيران
ولفت الباحثان إلى أن الرئيس أوباما انتهج منذ أوائل 2009 استراتيجية قوامها التفاعل مع إيران والضغط عليها، فيما يخص برنامجها النووي، فما انفكّ يعرض التفاوض، وإن ظل يمارس في الوقت نفسه ضغطاً اقتصادياً ودبلوماسياً متزايداً، لكن إيران رفضت الامتثال.
ووفقاً للبحثين، أخفق هذا النهج في التمخض عن تغيير في السلوك الإيراني لأن القيادة الإيرانية كانت تعتقد أن العقوبات الدولية، وإن كانت تشكل ضرراً، فإنها لا تمثل تهديداً حقيقياً، وهو الموقف الذي تغير مع تطبيق عقوبات شديدة، مالية وفي مجال الطاقة، أسفرت بداية من 2012 عن إبعاد نصف صادرات إيران النفطية عن السوق.
ومع تزايد الخطر الذي يواجه بقاء الجمهورية الإسلامية، انتخب الإيرانيون السياسي الأكثر براغماتية حسن روحاني رئيساً لجمهوريتهم في 2013.  وأعطى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وهو صانع القرار النهائي في طهران، ورجل شديد الريبة في الغرب، وفتح روحاني المجال للتفاوض على اتفاق نووي يتمخض عن تخفيف للعقوبات، في مقابل فرض قيود على البرنامج النووي، ما كان خامنئي ليقبلها أبداً منذ عامين.
عندما غير المرشد الأعلى رأيه، كانت هناك حاجة إلى قناة يمكن من خلالها الإبلاغ عن هذا الموقف الجديد. ترتب على النهج الذي اتبعته إدارة أوباما بمد يدها إلى طهران فيما بين 2009 و2012 أن تمكنت الولايات المتحدة وإيران في اللحظة الحاسمة، وذلك عندما صارت إيران منفتحة على التوصل إلى اتفاق، من السير في محادثات سرية يسرتها سلطة عمان، وهي حليف أمريكي لا يقدر حق قدرة وجدير بالاعتماد عليه ويتمتع في الوقت نفسه بعلاقات طيبة مع إيران. ومن دون كل من التواصل الدبلوماسي القوي والضغط الاقتصادي، ما كان الاتفاق النووي التاريخي الذي توشك الولايات المتحدة وإيران أن توقعا عليه ليخرج إلى النور أبداً.
إيران في المنطقة
وأكد الباحثان أنه ينبغي أن يتعلم واضعو السياسات الأمريكيون من هذه التجربة. ومركز إيران في الشرق الأوسط أضعف فعلاً مما يعتقد كثيرون في الوقت الراهن. فالقيادة الإيرانية تتصور أنها في صعود في ظل تصاعد نفوذها في سوريا والعراق واليمن ولبنان، كما أنها لا تصدق أن الولايات المتحدة جادة في معارضة الزعامة الإيرانية في المنطقة.
لكن الحقيقة، برأي الباحثيْن، هي أن إيران ليست في وضع ممتاز. فهي في سوريا غارقة حتى أذنيها في مستنقع دعم بشار الأسد، بما ينطوي عليه من تكلفة متزايدة، وفي العراق أدت استراتيجيتها المتمثلة في مساندة حكومة شيعية طائفية بقيادة نوري المالكي إلى تنفير السنة وصعود تنظيم داعش، بما ينطوي عليه ذلك من تهديد خطير على حدود إيران ذاتها. فإيران على شفا الوقوع في امتداد إمبريالي مفرط في الشام. وأما النفوذ الإيراني في اليمن فبالغت فيه وسائل الإعلام، والحقيقة أنه لا أحد يتولى زمام المسؤولية هناك، بحسب التحليل.
ومع ذلك، وكما حدث في حالة البرنامج النووي، سيستحيل على إيران أن تتوصل إلى ترتيب إقليمي بشروط مقبولة لدى الولايات المتحدة وحلفائها إلا بعد أن يدرك المرشد الأعلى تكاليف هذه السياسية، ويعيد حسابها.
لجم إيران
ولفت الباحثان إلى أنه بدأت بالفعل محاولات تغيير حسابات إيران بالتدخل السعودي في اليمن، وذلك بالتزامن مع بادرة تنم عن أن الولايات المتحدة ستلعب أيضاً دوراً أكثر شدة، وذلك بإرسالها حاملة الطائرات (يو إس إس تيودور روزفلت) إلى سواحل عدن، لكي تجبر قافلة أسلحة إيرانية متجهة صوب اليمن على الالتفاف والعودة من حيث جاءت. كما أن الانتكاسات العسكرية الأخيرة التي مُني بها نظام الأسد، ربما تؤثر هي الأخرى على حسابات إيران. والحقيقة أن الضربات الجوية السعودية في اليمن والضغط المتجدد على الأسد من قبل السعوديين وغيرهم، تصوغ بالفعل شرق أوسط ما بعد الاتفاقية النووية، وهو شرق أوسط يدرك فيه حلفاء أمريكا الإقليميون أنه سيكون عليهم منذ الآن فصاعداً أن يفعلوا المزيد، وفي الغالب بمفردهم، بغية لجم إيران.
ورأى الباحثان أن الولايات المتحدة تستطيع أيضاً أن تفعل المزيد مع حلفائها الإقليميين للضغط على إيران، وهو ما يمكن أن يبدأ بوضع استراتيجية متماسكة لمجابهة نفوذ إيران ستجري مناقشها في أواخر هذا الشهر، عندما يلتقي الرئيس أوباما زعماء مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد.
وأكد الباحثان أنه "ينبغي أن تشمل بعض عناصر هذه الاستراتيجية الارتقاء بمستوى تبادل المعلومات الاستخباراتية، واتباع سياسة بحرية أكثر شدة في منع شحنات الأسلحة الإيرانية، والإقدام على مجازفات أكبر في العمليات السرية مع الشركاء العرب، وتوفير تدريب لشركائنا العرب السُنة يمكنهم من الوقوف في وجه وكلاء إيران".
حتى فيما تبعث الولايات المتحدة بإشارات إلى القيادة الإيرانية، مفادها أن نفوذ طهران بلغ الحد، وأنها تجازف بالدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، ستحتاج واشنطن أيضًا إلى أن تكون منفتحة على احتمال حدوث تحوّل إيراني. وهناك البعض بالفعل داخل المنظومة الإيرانية، مثل وزير الخارجية جواد ظريف، يبعثون بإشارات تنم عن رغبة في التفاوض بشأن اتفاقية حول المسائل الإقليمية مع الولايات المتحدة ومع شركائها العرب السنة.
وفي أعقاب التوصل إلى اتفاق نووي، يقول الباحثان: "يجب أن تكون الولايات المتحدة منفتحة على التفاوض مع إيران حول المسائل الإقليمية تفاوضًا ثنائيًّا، مع إيجادها في الوقت نفسه فضاءات متعددة الأطراف مماثلة لعملية "5 + 1" (الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا)، التي لم يكن هناك غنى عنها للمفاوضات النووية. سيكون لزاماً أن تشتمل مثل هذه العملية على الأطراف الفاعلة الإقليمية الرئيسة والقوى الخارجية التي لها مصلحة مكتسبة في التوصل إلى تسوية سياسية في الشرق الأوسط".
إنهاء الحرب السورية
ووفقاً للتحليل، تستطيع الاتفاقيات بمرور الوقت أن تنهي الحرب في سوريا، وتيسّر إقصاء بشار الأسد عن السلطة، وأن تزيد التعاون ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأن تتمخض عن ترتيب لتقاسم السلطة في العراق يستوعب السنة والشيعة والكرد، وأن تخفف حدة الصراع في اليمن.
قد تبدو تنحية الأسد عن سدة الحكم مع ضمان سلامة طائفته العلوية في الوقت نفسه شيئًا فرصة نجاحه ضعيفه، لكن أيّاً ما كانت الاحتمالات، فإنه يمثل ظرفاً لا يمكن تحقيقه من دون التنسيق مع إيران، وإلا فربما لن تزداد الفوضى إلا عمقاً في سوريا، مع وصول نظام جهادي سني راديكالي إلى السلطة في النهاية.
واختتم الباحثان التحليل بقولهما: "لكن هناك شيئاً من شبه المؤكد، فالسبيل الوحيد إلى جعل أية اتفاقية نووية يُتوصل إليها تعمل في صالحنا هو ما لو وظفت الولايات المتحدة وحلفاؤها كلًّا من الضغط الشديد والتفاعل القوي لوضع شروط لعلاقة جديدة مع إيران. سيكون الشرق الأوسط في حالة من الصراع منخفض الحدة على مدى المستقبل المنظور. فالخطوط المرسومة هي في الغالب خطوط طائفية، ولدينا بالفعل شراكات مع أنظمة حاكمة سنية، وبالتالي فإننا أيضاً بحاجة إلى أن نكون على تواصل مع القوة الشيعية في المنطقة".
=====================
صحيفة معاريف الاسرائيلية: أردوغان يزور ضريح سلمان شاه داخل سوريا سرًا
الميثاق العربي
ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قام بزيارة لم يعلَن عنها مسبقاً لضريح سلمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية عثمان الأول داخل الأراضي السورية.
يُذكر أن قوة عسكرية تركية كانت قد نقلت الضريح التأريخي من موقعه الأصلي في شمال سوريا في عملية خاصة قبل عدة أشهر خوفاً من إقدام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على تدميره.
=====================
صحيفة معاريف الاسرائيلية : اسرائيل تخطط لضرب المعارضة السورية و"النصرة" و"داعش"
(دي برس - متابعات)
قال محلل الشئون العسكرية ألون بن دافيد، إنه على الرغم من أن هناك احتمالا ضعيفا لنشوب حرب خلال الصيف الحالي، فإن الجيش الإسرائيلي يجري استعدادات لم يسبق لها مثيل، ويخطط لضرب أهداف للمعارضة السورية المسلحة، وعلى رأسها جبهة النصرة وداعش بعد سقوط "النظام السوري" على حد زعمه.
وأوضح بن دافيد في مقال نشرته صحيفة معاريف حزب الله غارقة في الحرب في سوريا، وحركة حماس لا تبدي اهتماما بمواجهة أخري مع إسرائيل في الوقت الحالي، وإيران في طريقها لتوقيع اتفاقية مع الغرب ولا تريد إفشاله.
المحلل الإسرائيلي المقرب من دوائر وزارة الدفاع قال إن إسرائيل تجري في الفترة الحالية مناورات واسعة وكأن الحرب على الأبواب، ففي الأسبوع الماضي أجرى سلاح الجو مناورة واسعة، وأجريت مناورة في وادي الأردن، ومناورة لكتائب احتياط في هضبة الجولان.
وخلص بن دافيد إلى أن سوريا كدولة لم يعد لها وجود ولن تعود موجودة، وأن إسرائيل ترى هناك كيانات متصارعة تحاول كل منها إدارة المنطقة الواقعة تحت سيطرتها، ولذلك فإن الجيش الإسرائيلي يحصر أهدافا جديدة للهجوم عليها لداعش وجبهة النصرة إلى جانب ميليشيا حزب الله، وأهدافا للنظام السوري.
=====================