الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سورية في الصحافة العالمية 15-7-2015

سورية في الصحافة العالمية 15-7-2015

16.07.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. صحيفة أكشام التركية  : خمسة أسباب تؤكد أن ” سوريا القديمة ” لن تعود
2. وورلدكرنتش :سيركان ديميرتاس - 11/7/2015 :ثمانية أسباب تحول دون اجتياز تركيا للحدود مع سورية
3. الإيكونوميست: داعش تنشر مخالبها.. النفوذ خارج سوريا والعراق
4. بوليتيكو: حماس وداعش.. هل يقتل الأعداء بعضهم البعض لصالح أمريكا وإسرائيل؟
5. هآرتس :“الانغماسيون”.. السلاح السري لتنظيم داعش في سوريا والعراق
6. صحيفة أتلانتيكو الفرنسية  :كيف فقدت أمريكا الثقة بنفسها؟
 
صحيفة أكشام التركية  : خمسة أسباب تؤكد أن ” سوريا القديمة ” لن تعود
7/9/2015 8:02:45 AM 
صحيفة أكشام التركية – ترجمة : أورينت
لعل القناعة الوحيدة التي تشترك بها الأطراف كلها في سورية هي أن سورية لن تعود سورية القديمة في أي وقت. يمكنكم أن تحمّلوا هذه القناعة معانٍ إيجابية أو سلبية، فالصراع المستمر منذ آذار 2011 يشير إلى أنه سيغير سورية، ولعله يغير المنطقة كلها بالعمق.
1. لن تعود سورية إلى سورية القديمة لأن هناك مئات الألوف فقدوا حياتهم، والملايين أصبحوا بحكم اللاجئين والنازحين، وهذا ما خلخل البنية الديموغرافية لسورية. وستشهد سورية نقاشاً حاداً حول قضية العودة والتهجير.
2. لن تعود سورية إلى سورية القديمة لأن مدنها بما في ذلك قلب هذا البلد حلب تعرضت لتخريب كبير.هُدِّمت البيوت وأبنية الدولة والمعابد والمدارس ومؤسسات السلطة، وأصبحت في وضع غير قابل للاستخدام. عندما تنتهي الحرب، هناك احتمال كبير لبناء سورية أخرى مختلفة عن مراكز الكثافة السكانية السابقة.
3. لن تعود سورية إلى سورية القديمة لأنها بعد هزيمة لاعبين محتلين لسورية مثل إيران وداعش المتوقعة في أية لحظة، سيستمرون بعصف سورية بالإرهاب بواسطة خلاياهم النائمة. وسيؤثر الاحتلال الإيراني لسورية على السياسة السورية وأمنها تأثيراً عميقاً كما أثر الاحتلال السوري للبنان.
4. لن تعود سورية إلى سورية القديمة لأن الشراكة بين الأسد وإيران أحدثت انهداماً زلزالياً مذهبياً، ستستمر ارتداداته بعد الحرب بشكل يشبه ما جرى بعد احتلال العراق. الاستراتيجية القومية التي طرقتها الشراكة بين الأسد وإيران عبر “PYD”، والمذهبية عبر الشيعة والعلويين العرب، ستفرض مواجهة اجتماعية تستمر سنوات في سورية التي اعتادت على ثقافة العيش المشترك المعروفة لسنين طويلة.
5. لن تعود سورية إلى سورية القديمة لأنه ليس ثمة لاعب في الساحة السورية سيكون لديه رفاهية إدارة سورية وحده. ولقد قطع الأسد ومنذ زمن طويل أمله بإدارة سورية كلها. على الرغم من زيادة التنسيق بين المجموعات المعارضة في الفترة الأخيرة، فإن هناك إشارات على أن التنافس بينها سيستمر بعد انتهاء الحرب. يعمل “PYD” بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية على احتكار السياسة الكردية في سورية. وفي هذه الحال لن يكون هناك مفر من بنية سياسية تعتمد على فيدرالية مناطقية. وحتى اسم سورية الرسمي “الجهورية العربية السورية” سيكون موضع نقاش حاد. وخلال الفترة التي تسبق النقاشات والمواجهات والزلازل وإعادة البناء المذكورة هذه، ستلعب الخطوات التي تخطى دوراً بخط سير المناقشات، ونجاح المواجهات، وشدة الزلازل، وتحقيق إعادة بناء الإنسان.
تأجيل هذه الخطوات إلى ما بعد حرب لا يُعرف متى تنتهي كما يُعمل الآن يجعل الوضع المحزن الذي وقعت فيه سورية والسوريون والمنطقة يذهب تدريجياً نحو حالة يصعب إصلاحها. ومن أجل إعاقة هذا لابد من إيقاف قصف البراميل، وتحريض “PYD” على فرض أمر واقعٍ يؤدي إلى صراع يستمر عشرات السنين، وعدم غض الطرف عن تغيير جماعي سكاني وبقاء بنية مقبولة من الدول المجاورة، وإيقاف علاقات الرعاية التي تعمّق الفروق بين المعارضين، وإنهاء احتلال إيران وداعش لسورية. يجب أن تُعد خطط إعادة بناء سورية منذ الآن… ويجب أن يجري هذا للسوريين كافة دون فرق بين عربي وتركماني وكردي على الصعيد القومي، وعلوي ومسيحي ودرزي عربي على الصعيد المذهبي.
======================
وورلدكرنتش :سيركان ديميرتاس -   11/7/2015 :ثمانية أسباب تحول دون اجتياز تركيا للحدود مع سورية
الغد الاردنية
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
أنقرة- ما تزال تركيا تكافح من أجل تشكيل حكومة ائتلافية بعد أسابيع من إقامة الانتخابات البرلمانية التي حرمت حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان من الفوز بأغلبية مطلقة. لكن هناك سؤالاً ملحاً آخر ما يزال يثار في أوساط أنقرة: هل ستدخل تركيا إلى سورية من أجل إنشاء ما يسمى "منطقة عازلة؟"، الجواب الأقصى عن هذا السؤال هو أنه لا يجب على تركيا الإقدام على هذا العمل مطلقاً، لكن للأسباب تداعيات محلية وخارجية على حد سواء.
السياسة المحلية: ليست هناك حكومة مشكلة بعد لتتخذ مثل هذا القرار المهم وتتحمل المسؤولية عن اتخاذه. ولدى شركاء الائتلاف المحتملين لحزب العدالة والتنمية، حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، دوافع واضحة تقف ضد التدخل في سورية، وسيكون من شأن هذا التحرك أن يئد من ناحية فعلية مفاوضات الائتلاف، حتى من قبل أن تبدأ. ولهذا السبب، يبدي البعض قلقاً من احتمال أن يحشد حزب إردوغان، العدالة والتنمية، الدعم للذهاب إلى الحرب قبل إجراء انتخابات مبكرة محتملة.
القانون الدولي: سيكون التدخل العسكري في بلد يتمتع بالسيادة من دون صدور قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أو من دون دعوة من ذلك البلد غزواً وانتهاكاً للقانون الدولي. وليست هذه مسألة صغيرة. وإذا كان الهدف هو العمل في إطار القانون الدولي بدلاً من ذلك، فقد تحاول تركيا الاحتجاج بأن لهذه المنطقة الفاصلة ما يبررها بموجب معيار الأمم المتحدة لمبدأ "مسؤولية الحماية". لكن ذلك سيتطلب إبراز الحجة التي ستقنع العالم. وفي هذا الصدد، فإن ادعاءات أردوغان بأن الأكراد يمارسون التطهير العرقي ضد العرب والتركمان تفتقر إلى الدليل.
الهدف هو حزب العمال الكردستاني، وليس "داعش": إن تدخل تركيا الآن في سورية، بعد غضها الطرف عن العديد من المآسي التي لا تعد ولا تحصى في الأراضي السورية وعن مجازر "داعش" وعن تواجد تنظيمات مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة على طول الحدود، سوف يُنظر إليه على أن تركيا تستهدف الأكراد السوريين ولأسباب خفية. وكانت وسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية قد نشرت بعض القصص من قبيل أن "حزب العمال الكردستاني هو أشد خطراً من الدولة الإسلامية في العراق وسورية". وما تزال لامبالاة الحكومة خلال هجمات "داعش"على كوباني (عين العرب) حاضرة في الأذهان، سواء في الوطن أو في الخارج.
الدبلوماسية العالمية: باستثناء المملكة العربية السعودية وقطر والجيش السوري الحر، فلا أحد تقريباً سيدعم دخول تركيا إلى سورية. وتعارض هذا التدخل القوتان الإقليميتان، إيران والعراق في المقام الأول، لكن مجموعات أخرى متشابكة في سورية، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مثل الصين وروسيا، ستعترض على الأرجح. وسيرى الائتلاف المعادي لـ"داعش" والمكون من بلدان غربية بقيادة الولايات المتحدة هذا التحرك فوق كل شيء كعامل تعقيد في جزء من العالم معقد أصلاً.
العلاقات الأميركية الكردية: يعرف الجميع كيف تنظر تركيا والولايات المتحدة بشكل مختلف إلى الوضع في سورية. وتقول تركيا أن مشكلة "داعش" لا يمكن حلها طالما ظل بشار الأسد على رأس السلطة في سورية، بينما تقول الولايات المتحدة أنه لا يمكن إسقاط النظام بينما يظل تهديد "داعش" ماثلاً. وكانت تركيا قد وجهت اللوم بشكل غير مباشر إلى الولايات المتحدة لدعمها حزب العمال الكردستاني بهدف تحقيق هدف تشكيل دولة كردية في سورية. وقال لي دبلوماسي أجنبي رفيع المستوى في أنقرة: "إن الأكراد هم القوة الوحيدة التي يثق بها أوباما لقتال داعش. وحاجة أوباما للأكراد أكبر حتى من حاجة الأكراد لأوباما".
ثقل التاريخ: من المعروف تاريخياً أن تركيا ضعيفة فيما يتعلق بتوجيه التطورات في منطقتها الخاصة. فخلال التسعينيات، كان هدف تركيا هو تدمير حزب العمال الكردستاني ومنع الأكراد من تأسيس دولة في العراق. واليوم، يعني اتخاذ قرارات سيئة للسياسات التركية في سورية أن تصبح أنقرة أقل وزناً في الدفع بأجندتها.
المنطق العسكري: إن قيادة القوات المسلحة التركية هي على وشك التغير. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن القادة العسكريين كانوا قد قالوا في أحاديث سرية أنهم غير راغبين في الشروع في هذا التدخل.
المجموعات المسلحة في سورية: هناك نحو 15 مجموعة مسلحة مختلفة تعمل في المنطقة التي تخطط تركيا لإقامة منطقة عازلة فيها، ومعظم هذه المجموعات لن ترحب بتواجد الجنود الأتراك هناك.
في ضوء كل هذه العوامل، لن يكون أي تدخل عسكري تركي عبر الحدود إلى داخل سورية أكثر من كونه مغامرة صرفة، والتي تنطوي على نتائج مضنية وخطيرة. ويمنح ذلك إلحاحاً أكبر لجهة تشكيل سريع لحكومة ائتلافية تركية، من أجل تبديد هذا التفكير "المغامراتي" مرة وإلى الأبد.
 
*نشر هذا المقال تحت عنوان: 8 Reasons Turkey Will Not Cross the Syrian Border
abdrahaman.alhuseini@alghad.jo
======================
الإيكونوميست: داعش تنشر مخالبها.. النفوذ خارج سوريا والعراق
كلنا شركاء
عندما أعلن أبو بكر البغدادي عن الخلافة في شهر يوليو من العام الماضي، أسقط “العراق وسوريا” من اسم مجموعته. وقال البغدادي حينها إنه من الآن فصاعدًا يجب تسمية المجموعة ببساطة بالدولة الإسلامية، وهو ما كان متوافقًا أكثر مع طموحاتها بنشر نسختها من الحكم الإسلامي عبر العالم. وبعد عام، أصبح لدى المجموعة بالفعل تأثير خارج حدود تلك الأقطار، وهو ما يظهره الأسبوع الماضي الدموي.وزعمت جماعات تستخدم اسم الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن إطلاق النار على السياح في تونس، وعن تفجير مسجد شيعي في الكويت، يوم 26 يونيو. ويقول مسؤولون فرنسيون إن الدولة الإسلامية قد تكون مرتبطة أيضًا بقطع الرأس الذي حدث في غرينوبل الفرنسية في نفس اليوم. وبعد أيام، قالت الدولة الإسلامية إنها كانت وراء تفجير مسجد في العاصمة اليمنية صنعاء، في حين تكهن البعض بأنها كانت تقف أيضًا وراء التفجير الذي قتل هشام بركات، وهو النائب العام في مصر، في القاهرة. ولم تدع الدولة الإسلامية المسؤولية عن هذا الهجوم، ولكنها كانت قد هددت القضاء في وقت سابق. وفي 29 يونيو، استولت الدولة الإسلامية على بلدة في أفغانستان. وبعد يومين، شنت مجموعة مرتبطة بالدولة الإسلامية في مصر هجومًا دمويًا ضد الجيش.
ولدى الدولة الإسلامية اتصالات في الشرق الأوسط وما وراءه، ولكن العلاقات بين قادتها في سوريا والعراق وأولئك الذين يحملون اسمها في أماكن أخرى متنوعة وغامضة. وفي 11 دولة، بما في ذلك اليمن، والدولة التي أضيفت مؤخرًا للقائمة، روسيا، اعترفت الدولة الإسلامية بوجود مجموعة تابعة لها. وفي أماكن أخرى، كالهند على سبيل المثال، هناك مجموعات تدعي أنها تابعة للدولة الإسلامية، ولكن لم يتم قبولها حتى الآن من قبل البغدادي. وفي تونس، قد يكون المهاجم التونسي استجاب لدعوة التنظيم للمسلمين بتنفيذ هجمات؛ وعلى الرغم من اعتراف مجموعة بالتنظيم هناك، لم تعترف الدولة الإسلامية بهذه المجموعة بعد.
وبمجرد قبول البغدادي للبيعة، تعلن الدولة الإسلامية عن نشوء “ولاية” جديدة للخلافة. ولكن وفقًا لدابق، وهي مجلة التنظيم باللغة الإنجليزية، لدى الدولة الإسلامية مجموعة من المعايير الصارمة لكل المجموعات التابعة لها. ويجب على هذه المجموعات تعيين محافظ، وإنشاء مجلس للحكم، وتنفيذ نسخة التنظيم في الحكم الإسلامي. ويجب أيضًا أن يكون لدى المجموعة خطة للاستيلاء على الأراضي؛ حيث إنه، ومن خلال مطالبها بإقامة دولة، تميز الدولة الإسلامية نفسها عن الإرهابيين الآخرين.
وتؤكد دابق أيضًا على الحاجة للاتصال، وتقول إن الجماعات المعتمدة سوف تحصل على الدعم. ولكن بالنسبة للجزء الأكبر، يبدو أن حتى هذه الجماعات المعترف بها لا تمتلك سوى اتصال تشغيلي محدود مع قادة الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
ويبدو أن فرع التنظيم في ليبيا هو الأكثر ارتباطًا بالدولة الإسلامية. وقد تأسست هذه المجموعة في شمال شرقي مدينة درنة في أواخر عام 2014 من قبل السكان المحليين الذين قاتلوا مع الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وتتشابه عملية الذبح المروعة التي ارتكبها فرع التنظيم في ليبيا بحق 21 من المسيحيين الأقباط في فبراير  مع الفظائع المماثلة للتنظيم في العراق وسوريا، حتى في ارتداء الضحايا لملابس باللون البرتقالي. وقد تم إنتاج فيديو عملية القتل من قبل الفرع الإعلامي في الدولة الإسلامية.
ولدى “ولاية سيناء” في مصر، والتي انبثقت من أنصار بيت المقدس، علاقات مع قادة الدولة الإسلامية كذلك. وقد أصبحت هذه المجموعة أكثر فتكًا منذ انضمامها للدولة الإسلامية. وفي 1 يوليو، قتلت المجموعة عشرات الجنود عبر هجمات منسقة في سيناء. وربما نتج هذا من كون كل من الولايتين المصرية والليبية قد حظيتا برعاية من جيش الخلافة، الذي تم إنشاؤه خصيصًا للعمليات الأجنبية، بما في ذلك تدريب الفروع المحتملة.
وتتبنى المجموعات الأخرى العلامة التجارية للدولة الإسلامية، ولكنها لا تظهر أي علامة على السيطرة على الأراضي أو أي محاولة للحكم. وقد قامت المجموعة التابعة للتنظيم في الجزائر بهجوم واحد فقط، عندما قطعت رأس سائحة فرنسية، وكان ذلك قبل قبول البغدادي لبيعتها. وبدورها، أصدرت جماعة بوكو حرام، وهي الجماعة الجهادية النيجيرية، أشرطة الفيديو التي تظهر علم الدولة الإسلامية منذ انضمامها للتنظيم في مارس. واستنسخت المجموعة أساليب الدولة الإسلامية الوحشية في قطع الرؤوس وبدأت تسمي نفسها “ولاية غرب إفريقيا”، ولكن القليل تغير. ويقول ويليام ماكانتش من معهد بروكينغز: “قيادة بوكو حرام ليست عربية، ولن تكون معروفة بشكل جيد للدولة الإسلامية”.
وليست العلاقة المالية بين الدولة الإسلامية وفروعها واضحة. وربما لا يكون لدى التنظيم أموال كثيرة لنشرها مذ أن استهدف التحالف الدولي ضده مصادر تمويله، وخصوصًا النفط. وتعد حركة نقل السلاح بين المناطق غير المترابطة من الخلافة شبه مستحيلة. ويبدو أن المهاجم التونسي تدرب في ليبيا، وليس في سوريا أو العراق، بالرغم من المناطق الشاسعة الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية هناك. وحتى الاتصالات البسيطة والأساسية قد تكون صعبة بالنسبة للتنظيم.
======================
بوليتيكو: حماس وداعش.. هل يقتل الأعداء بعضهم البعض لصالح أمريكا وإسرائيل؟
ساسة بوست -  طارق فرحات  – 14/7/2015
كما نرى، ما يحدث الآن في الشرق الأوسط يمنح الفرصة التي لم تسنح للإسرائيليين منذ فترة بعيدة للجلوس والسماح لأشد أعدائهم لقتل بعضهم البعض. يرى كبار المسؤولين الإسرائيليين الآن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التنظيم «الإرهابي» الذي أطلق آلاف الصواريخ على إسرائيل الصيف الماضي، كتيار مناهض لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في قطاع غزة.
كان هذا هو جوهر المقالة التي كتبها إفرايم هاليفي، المدير السابق لوكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، في صحيفة يديعوت أحرونوت في التاسع عشر من شهر يونيو الماضي. تشير التقارير إلى أن إسرائيل لا تزال تدرس عقد هدنة مع حماس، حيث أن التنظيم حينها سيكرس طاقاته لهزيمة داعش.
صحيح، فمن المرجح أن كلًا من أعداء إسرائيل سينزفان الدماء بشدة. وربما يكون ذلك إيجابيًا. كانت هذه هي الحسابات الغربية خلال الحرب بين إيران والعراق (1980-1988). كما ذكر هنري كيسنجر ساخرًا: «من المؤسف أن كليهما لا يمكن أن يخسر» ولكن عندما سكتت المدافع، لم يهزم أي من البلدين. وبرزت كلتا الدولتين كجهات ملتزمة قادرة على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وتهديد المصالح الأمريكية.
كانت الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر، وهي محفوفة أيضًا بالمخاطر الآن. وحتى مع ذلك، فهي تعود أدراجها من جديد. مجموعة متزايدة من الحكومات الغربية تبدو الآن في طريقها نحو تغيير تقييماتها بشأن جماعات العنف في محاولة واضحة لتجنيدها في القتال ضد تنظيم الدولة.
تأثير داعش
بات تأثير داعش واضحًا للعيان على الحدود الشمالية لإسرائيل أيضًا. كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، امتنعت إسرائيل عن محاربة تنظيم جبهة النصرة، التابع لتنظيم القاعدة في سوريا، الذي كان يتمركز على حدودها منذ العام الماضي، في المقام الأول لأنه كان يقاتل نظام الأسد وداعش.
وكانت وول ستريت ذكرت أن بعض مقاتلي جبهة النصرة ممن أصيبوا بجروح خطيرة جرى نقلهم بانتظام عبر السياج الحدودي لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية. ثمة شكوك في أن إسرائيل كانت تساعد مقاتلي النصرة في الحصول على العناية الطبية، وهو ما دفع الطائفة الدرزية في إسرائيل مؤخرًا لمهاجمة سيارة إسعاف كانت تنقل الجرحى من مقاتلي النصرة.
ولكن إسرائيل ليست وحدها. هناك نداءات أمريكية متصاعدة تؤكد على أن جبهة النصرة هي الأجدر بالدعم الغربي لأنها تشارك أيضًا في مواجهة داعش. ريان كروكر، السفير الأمريكي السابق في العراق وسوريا، يذهب إلى أبعد من ذلك. كروكر اقترح أن الفصيل الجهادي الانتحاري يمكن أن يكون حليفًا مفيدًا، مشيرًا إلى أنه يعمل بالفعل مع جماعات تدعمها الولايات المتحدة في سوريا، على الرغم من أن التنظيم كان قد تم تصنيفه كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة
من جانبه، يرى تشارلز ليستر من معهد بروكينجز أن تنظيم النصرة يبني نهجًا براغماتيًا. فالتنظيم منذ وقت ليس ببعيد كان شريكًا كاملًا لداعش. المنطق هنا هو ليس فقط في أن التنظيم يسعى لتجنب داعش، وإنما يسعى أيضًا لـ «فك الارتباط عن تنظيم القاعدة».
أبو محمد الجولاني، زعيم التنظيم، تعهَّد الشهر الماضي بأن جبهة النصرة لن تشن هجمات ضد الغرب. منح الجولاني حديثه لقناة الجزيرة، شبكة التلفزيون التي تملكها قطر، راعي التنظيم، والتي تمتلك ثروة نفطية لا حدود لها، وتشارك بنشاط في الجهود الرامية إلى فصل جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة.
حركة طالبان، آخر التنظيمات الإسلامية المسلحة التي تتمتع بدعم من قطر، تتبنى ذات النهج الذي تتبناه جبهة النصرة. فقد اشتبك التنظيم مؤخرًا مع داعش، وقد يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تنظر الحكومات الغربية، التي التزمت بالفعل بمغادرة أفغانستان بعد سنوات من محاربة طالبان، إلى المضيفين السابقين لتنظيم القاعدة في التسعينات على أنهم فصيل أكثر اعتدالًا.
تأثير داعش أيضًا قد يغير قريبًا التقييم الغربي لتحالف فجر ليبيا، الميليشيات الإسلامية التي تنخرط في حرب أهلية وحشية ضد الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا. تجد هذه الفصائل العنيفة، بعد زعزعة استقرار ليبيا، نفسها الآن تخوض معركة مع داعش. وكما قال الكاتب توماس جوسكلين بسخرية، فإن التنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة في ليبيا تبدو وكأنها «الأخيار» لأنها تحارب تنظيم الدولة.
مما لا شك فيه، فإن تأثير داعش هو الأقوى بين أولئك الذين يعتقدون أن إيران هي الدولة الرائدة الراعية للإرهاب في العالم العربي، على نحو ما يبدو الجواب هو تنظيم الدولة وليس إيران. مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي السابق، خافيير سولانا، أشاد مؤخرًا باستعداد إيران لمحاربة التنظيم الإرهابي. وبالمثل، حث وزير الخارجية الأسترالي، جولي بيشوب، اجتماع الأمم المتحدة في باريس الشهر الماضي ليشمل إيران ضمن المحادثات التي تتعلق بالحملة ضد داعش.
نشر هذا المقال تحت عنوان
Should America and Israel Let Their Enemies Kill Each Other Off
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».
======================
هآرتس :“الانغماسيون”.. السلاح السري لتنظيم داعش في سوريا والعراق
نشر في : الثلاثاء 14 يوليو 2015 - 03:00 م   |   آخر تحديث : الثلاثاء 14 يوليو 2015 - 03:00 م
هآرتس – التقرير
الانغماسيون هم نخبة “قوات الصدمة” داخل تنظيم الدول الإسلامية ويتميزون بالحماس والانضباط. تسللت تلك القوات إلى مدن العراق وسوريا، وأطلقوا العنان للفوضى والقتال حتى الموت، مرتدين أحزمة ناسفة لتفجير أنفسهم بين خصومهم في حال تعرضوا للهزيمة.
تطلق عليهم داعش اسم “الانغماسيين “، وهم نوع من القوات الخاصة الموازية لقواتها النظامية التي يرجع إليها الفضل في العديد من النجاحات الميدانية المذهلة للتنظيم. ونشر التنظيم شريط فيديو على الإنترنت مؤخرًا يُظهر استعداد هذه الوحدة لإطلاق هجوم ناجح على مدينة السخنة في سوريا. وصرخ المقاتلون “النصر أو الشهادة”، كانوا يرتدون عُصابات زرقاء على جباههم وتعهدوا بالولاء إلى الله وعدم التراجع.
قال ريدور خليل، المتحدث باسم قوات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي حققت سلسلة من النجاحات العسكرية ضد داعش في سوريا: “إنّهم يُحدثون الفوضى ثم يبدؤون الهجوم البري الشامل”.
وبالرغم من شهرة تنظيم داعش بالوحشية المروعة؛ لكنّ التنظيم أثبت قوة قتالية عالية ومرونة مذهلة، وذلك وفقًا لكبار المسؤولين في الجيش والمخابرات العراقية والقادة الأكراد السوريين في الخطوط الأمامية.
في كثير من الأحيان تكون تكتيكات التنظيم إبداعية، سواء كان ذلك باستخدام عاصفة رملية كغطاء للهجوم أو قناص وحيد يربط نفسه بأعلى شجرة النخيل لقنص المقاتلين الواحد تلو الآخر من تحته. تتراوح قواته بين قوات الحرب التقليدية وحرب العصابات، ويستخدم هذا الأخير لإنهاك خصومه قبل حشد المقاتلين المدعومين بالمركبات المدرعة وعربات الهمفي والمدفعية أحيانًا للسيطرة على الأراضي. يستخدم المقاتلون التفجيرات الانتحارية كتكتيك في ساحة المعركة لاختراق الخطوط وإضعاف معنويات الأعداء، ويتقنونها لجعلها أكثر فعّالية. في الآونة الأخيرة، عزز التنظيم درع السيارات المستعملة في تلك الهجمات لمنع إطلاق النار من قتل السائق أو تفجير المتفجرات.
ويجري تنفيذ تلك الاستراتيجيات على جبهات جديدة كذلك، ظهرت في مصر في الهجوم الدرامي الذي وقع الأسبوع الماضي من قِبل مجموعة مسلحة تابعة لداعش ضد الجيش في شبه جزيرة سيناء.
وقال أندرياس كريج، أستاذ في كلية كينغز في لندن، بعد أن اندمج مع المقاتلين الأكراد في العراق، إنّ القادة المحليين لتنظيم داعش تلقوا أوامر شاملة بشأن استراتيجية خاصة ولكن تم منحهم الحرية للعمل على النحو الذي يرونه مناسبًا لتحقيق الأهداف. وهذا تناقض حاد مع التسلسلات الهرمية الصارمة في الجيوش العراقية والسورية، حيث يخشى الضباط من التصرف دون موافقة مباشرة.
وقال الضباط العراقيون إن مقاتلي داعش منضبطون للغاية، والإعدام السريع هو عقوبة الفرار من المعركة أو النوم أثناء تأدية واجب الحراسة. كما يمتلك العديد من الأسلحة التي استولى عليها من القوات العراقية.
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إنّ داعش يبرز قدرته على خوض معارك متعددة في وقت واحد.
وأضاف الساعدي، الذي أصيب مرتين في العام الماضي أثناء قيادته القوات التي استعادت المدن الرئيسة في بيجي وتكريت: “في الجيش العراقي، لا يمكننا خوض سوى معركة واحدة كبيرة في وقت واحد”.
حتى الفظائع اتي يرتكبها التنظيم هي تكتيك خاص لإرهاب أعدائه، مثل قطع الرؤوس وأسر الجنود، ونشر أشرطة فيديو لعمليات القتل على الإنترنت. ولزيادة أثر الصدمة، أظهرت مقاطع الفيديو الأخيرة مجموعة من الأسرى في قفص يهبط في بركة ماء وهم يغرقون، وآخرين تقطع رؤوسهم بسلك ناسف حول أعناقهم.
ويقدر عدد مقاتلي داعش في العراق وسوريا بين 30 ألفًا إلى 60 ألف مقاتل، وفقًا لضباط عراقيين. وقد ساعد ضباط الجيش السابقون أيام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين داعش في تنظيم مقاتليها، وقدّم الجهاديون القدامى من ذوي الخبرة القتالية في أفغانستان والشيشان والصومال خبرة قيمة للمقاتلين الجدد.
الأجانب الذين ينضمون إلى تنظيم داعش كثيرًا ما ينتهي بهم الأمر كانتحاريين. “يذهب الناس إلى تنظيم الدولة الإسلامية ويتطلعون إلى الموت، والتنظيم سعيد لمساعدتهم في ذلك“، وذلك بحسب ما ذكره باتريك سكينر، ضابط المخابرات السابق الذي يعمل الآن مع مجموعة صوفان، وهي شركة خاصة لتقييم المخاطر الجيوسياسية.
ساعدت تكتيكات التنظيم في حملة تمشيط شمال وغرب العراق العام الماضي، ونتج عن ذلك استيلاء التنظيم على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي “الخلافة” والتي تمتد أراضيها في العراق وسوريا.
وفي مايو الماضي، استولت داعش على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق. وفي سوريا، استولت على وسط مدينة تدمر.
وكانت نخبة قوات الصدمة حاسمة في عملية الاستيلاء على الرمادي. في البداية جاءت موجة من أكثر من عشرة تفجيرات انتحارية ضربت مواقع للجيش العراقي، ثم تحرك المقاتلون أثناء العاصفة الرملية. انهارت القوات العراقية وهربت أثناء تقدم قوات داعش.
منذ أن أعاقت الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا تحركات التنظيم، وبدأت داعش يفقد العديد من الأراضي، واستعادت القوات العراقية والميليشيات الشيعية بعض المدن، مثل مدينة تكريت، مسقط رأس صدام حسين.
وفي سوريا، استعاد المقاتلون الأكراد، بدعم من الضربات الجوية الأمريكية الثقيلة، البلدة الحدودية كوباني بعد أسابيع من المعارك المدمرة. وفي الآونة الأخيرة، فقدت داعش تل أبيض، البلدة الحدودية السورية.
وبالرغم من هذه الخسارة، هاجمت قوات الصدمة مدينة كوباني مرة أخرى الشهر الماضي. اشتبك نحو 70 مقاتلًا من داعش مع عدد كبير القوات الكردية لمدة يومين. قُتل جميع مقاتلي داعش، ولكن ليس قبل أن يقتلوا أكثر من 230 من المدنيين، بما في ذلك ما يقرب من 100 طفل، وأكثر من 30 مقاتلًا كرديًا. وفي الوقت نفسه، هاجموا تل أبيض، حيث اشتبكوا لعدة أيام حتى قُتلوا، وفي مدينة الحسكة شمال شرق سوريا حيث يستمر الصمود إلى الآن.
وقالت القائدة الكردية غالية نعمة عن مقاتلي داعش في كوباني: “إنّهم لا يعتزمون الرحيل وهم على قيد الحياة. يبدو أنهم كانوا يتوقون إلى السماء“.
======================
صحيفة أتلانتيكو الفرنسية  :كيف فقدت أمريكا الثقة بنفسها؟
نشر في : الثلاثاء 14 يوليو 2015 - 02:59 م   |   آخر تحديث : الثلاثاء 14 يوليو 2015 - 02:59 م
صحيفة أتلانتيكو الفرنسية – التقرير
وفقًا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب ونشر سنة 2015، تبيّن أن فقط 43 ٪ من الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة هم فخورون بأن يكونوا أمريكيين، وهذه النسبة هي أقل بكثير عن تلك التي تم تسجيلها سنة 2003، إبان الحرب على العراق. ويبدو أن المجتمع الأمريكي فقد الثقة في نفسه منذ عام 2008، بالرغم من أن هذه السنة شهدت وصول أوباما إلى السلطة ورغبته في تحقيق صورة أفضل لأمريكا في جميع أنحاء العالم.
أتلانتيكو: كيف تفسر أن جزءًا كبيرًا من الأمريكيين، وخاصة الشباب منهم لم يعودوا يشعرون بالفخر لأنهم أمريكيون؟
فرانسوا دوبرير، الخبير السياسي في الشأن الأمريكي: أولًا علينا مراجعة التاريخ الأمريكي، فمنذ تأسيس الولايات المتحدة، كانت هناك فكرة الانتماء إلى أمة “استثنائية”. فقد عرّف جيفرسون، أحد الآباء المؤسسين، الولايات المتحدة باسم “إمبراطورية الحرية”. ويجب على كل أمريكي أن يكون قادرًا على التعرف على نفسه من خلال هذه القيمة الأساسية.
كما مثّل مبدأ “مونرو” بداية الرغبة الأمريكية في التأثير خارج حدود البلاد. وفي القرن العشرين، كانت الحربان العالميتان تتمة للدور القيادي للولايات المتحدة. ووصلت “إمبراطورية الحرية” ذروتها مع سقوط الاتحاد السوفيتي وبداية “لحظة الأحادية القطبية” الأمريكية. عندها بدأ يشعر الأمريكيون بالفخر لأنهم أصبحوا يجسدون العولمة المرادفة للأمركة.
 وتميزت حقبة ما بعد 11 سبتمبر بالأيديولوجية التي تؤكد على الدفاع عن الحرية (“حرية العراق”) ولكن فشل الحروب التي شنتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان مثّل بداية الشعور بالشك لدى الرأي العام حول شرعية تصرفات الولايات المتحدة.
لماذا لم يتمكن باراك أوباما، الحائز على جائزة نوبل للسلام، والذي يتمتع بشعبية كبيرة في أوروبا، من جعل الأمريكيين يفخرون بأنفسهم؟
خلال حملته الانتخابية في عام 2008، نجح باراك أوباما في أن يقترح على الأمريكيين نهجًا جديدًا يفخرون به. فانطلاقًا من الفشل الذي منيت به الولايات المتحدة في حربها في العراق، والذي ينسب إلى سلفه، قام أوباما باستبدال الفخر الخارجي بالفخر الداخلي، استنادًا إلى قدرة الأمريكيين على التعايش والتغلب على الفوارق العرقية والثقافية التاريخية. وما العبارة الشهيرة لميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي: “هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالفخر ببلدي” والتي تسببت في فضيحة؛ إلا دليل واضح على ما يشعر به العديد من الأمريكيين من غير البيض.
فبالنسبة للأقليات، يمثل انتخاب أول رئيس “أسود” نوعًا من تكريس الانتماء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أما بالنسبة للأغلبية من الأمريكيين البيض، يعتبر التصويت لأوباما طريقة لإظهار قدرتهم على التغلب على الموروث القديم والمتمثل في العنصرية، وأنهم لم يعودوا يخجلون من هذا الموروث.
وكانت هذه الحملة الانتخابية واحدة من المرات القليلة التي أعرب فيها الأمريكيون عن وطنيتهم وبقوة. فخلال هذه الحملة تعددت الهتافات التي رددها الحشود والتي تم فيها ذكر الولايات المتحدة كوطن للجميع.
ومنذ ذلك الحين، انتهى شهر العسل بين مكونات المجتمع الأمريكي، ليدرك الشعب الأميركي أنه لم يتخط بعد مرحلة ما بعد  العنصرية وأن التأثير السحري الذي كان مع انتخاب أوباما لم يدم طويلًا، لتندلع أحداث فيرغسون، ولكن أيضًا وخاصة في الآونة الأخيرة ما حصل في تشارلستون، حتى أصبح العديد من السود في الولايات المتحدة يطالبون بتخزين أعلام الكونفدرالية في المتاحف.
وكان لي فرصة مقابلة بعض الشباب الأمريكيين السود في نيو أورليانز، تزامنًا مع الاحتفالات بالعيد الوطني، وقال لي بعض هؤلاء الشباب: “نحن في المقام الأول سود، ثم نحن سكان نيو أورليانز، وفي الأخير نحن أمريكيون”. ولكن هناك 300 مليون أمريكي؛ لذلك يجب التحري قبل التعميم… ولكل مجموعة عرقية خصوصياتها وتعقيداتها.
هل كانت السياسات الإمبريالية للمحافظين الجدد، زمن إدارة بوش (لا سيما مع غزو العراق في عام 2003) هي بالأحرى وسيلة لتنشيط هذا الشعور بالفخر؟
هناك حرب ثقافية حول ما يجعل الأمريكيين يفخرون بانتمائهم. بالنسبة للجمهوريين، يعتقد المحافظون أن أمريكا يجب أن يكون لها دور قوي في العالم، وتأكيد هذا الدور يكون أيضًا بقوة السلاح. وفي هذا السياق، يُنظر إلى أوباما على أنه زعيم ضعيف؛ لأنه أضر بمصالح البلاد، وهو نوع من جيمي كارتر في بداية هذا القرن الحادي والعشرين. ويعتقد الجمهوريون أن أوباما سعى ليجعل أمريكا محبوبة بدلًا من أن تكون محترمة.
أما بالنسبة للديمقراطيين، فهم يعتقدون أن الشعور بالفخر يكون من خلال القدرة على إعادة بناء الاقتصاد، للتكيف مع العصر الجديد، وتطوير التعليم والبحث العلمي
ما هي الحلول حتى يزداد عدد الأمريكان الفخورين بانتمائهم
هذا ليس دوري، كما أنه ليست لي القدرة على القيام بذلك، وما يمكنني قوله هو كيف يكون موقف الرئيس الأمريكي فيما يتعلق بفكرة الفخر بالانتماء للولايات المتحدة.
بالنسبة لأوباما، فقد سعى إلى تغيير مفهوم القيادة، من خلال سعيه إلى تجنيب الولايات المتحدة أن تكون محل استياء العالم. ولقد حمل خطاب أوباما بعد مأساة تشارلستون الكثير من الأبعاد، فقد أصر الرئيس على “استثنائية” البلاد، ولكن هذه المرة بطريقة سلبية، قائلًا: “نحن الدولة المتقدمة الوحيدة التي عرفت مثل هذه المجزرة”. (أكثر من عشر حالات إطلاق للنار خلال فترات حكم أوباما).
ونادرًا ما يكون مثل هذا النوع من النقد الذاتي صادرًا عن رئيس أمريكي. وهو ما جعل هيلاري كلينتون تعيد حرفيًا، خلال حملتها الانتخابية، انتقادات أوباما لعمليات إطلاق النار، مع التشديد على الاستثنائية السلبية للبلاد.
هذه الطريقة الجديدة من الشعور بالفخر فسحت الطريق نحو المنهج المقارن. فهل بدأ عصر التواضع والحكمة في الولايات المتحدة، هذه الميزة التي تختص بها الأمم القديمة، وهل سنشهد نهاية هذه المثالية التي يراها البعض نوعًا من السذاجة، والتي أساسها أن الولايات المتحدة هي دولة “شابة” وواثقة من قوتها؟
======================