الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سورية في الصحافة العالمية 9/6/2015

سورية في الصحافة العالمية 9/6/2015

10.06.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. نيويورك تايمز: قوات أمريكية خاصة تصادر وثائق لداعش خلال مداهمات في سوريا
2. الإندبندنت: الأسد يواجه النفي إلى روسيا خوفا من خطر "داعش"
3. واشنطن بوست: أوباما ليس سنيا بل شيعي.. نظرية جديدة
4. «ديلي ميل»: سوريا تنحدر نحو مزيد من البربرية والهمجية
5. واشنطن بوست: استراتيجية “أوباما” في الشرق الأوسط تأتي بنتائج عكسية
6. صحيفة ستار تريبيون :تشيد بالجهود المصرية لحل الأزمة السورية
7. لاكروا: اللاجئون السوريون بالإسكندرية يرون المستقبل بأوروبا
8. بروجيكت سنديكيت :كريستوفر ر. هِل* :خطة لمجموعة اتصال خاصة بسورية
9. نيكولاس بلانفورد — (كريستيان سينس مونيتور) 3/6/2015 :طريقة "داعش" في تعليم الكراهية: رؤية "جهادي" سابق في القاعدة
10. ستراتفور :كيف تشكل انتصارات "داعش" ملامح الحرب الأهلية السورية
 
نيويورك تايمز: قوات أمريكية خاصة تصادر وثائق لداعش خلال مداهمات في سوريا
الألمانية
الاهرام
ذكر تقرير صحفي أن قوات أمريكية خاصة صادرت وثائق تخص تنظيم داعش خلال حملة مداهمات في سوريا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر أمس الاثنين، استنادًا إلى مسئولين في الحكومة الأمريكية أن تلك الوثائق تتضمن معلومات عن الهيكل القيادي للتنظيم.
وبحسب تقرير الصحيفة، تم مصادرة أجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف محمولة.
وأظهر تحليل البيانات أيضًا معلومات عن الهيكل المالي للتنظيم وإجراءاته الأمنية.
وذكرت الصحيفة أن عضوًا بارزًا في داعش قتل خلال هذه الحملة التي شنت في شرق سوريا في مايو الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن داعش تسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا المجاورة عبر ممارساتها الإرهابية.
======================
الإندبندنت: الأسد يواجه النفي إلى روسيا خوفا من خطر "داعش"
البشاير
الثلاثاء 9 يونيه 2015   5:14:08 ص - عدد القراء 190
كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يواجه النفي إلى روسيا، وذلك بموجب اتفاق بين روسيا والقوى الغربية خلال قمة الدول الصناعية الكبرى (مجموعة السبع) في ألمانيا، وهو ما يأتي في إطار خطة للتصدي لخطر تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى أنه بالرغم من التوتر المشتعل بين روسيا والغرب بسبب الأزمة الأوكرانية، إلا أن مصادر مطلعة داخل القمة أشارت إلى وجود أرضية مشتركة بين روسيا والغرب حول الحاجة الماسة لحل دبلوماسي للأزمة السورية.
وأشار التقرير إلى أن أزمة سيطرة داعش على مناطق شاسعة من العراق وسوريا استحوذت على عشاء قادة القوى الكبرى في منتجع شكول ألماو الألماني ، كما تصدرت المباحثات الثنائية بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
======================
واشنطن بوست: أوباما ليس سنيا بل شيعي.. نظرية جديدة
المصدر : غربة نيوز هيا
كشف نائب برلماني عراقي سابق عن السبب الذي يجعل من الرئيس الأمريكي باراك متعاطفا مع إيران، ويبدو مستعدا للتعاون والتفاوض مع الجمهورية الإسلامية في طهران، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى أن جذوره شيعية.
وتذكر صحيفة "واشنطن بوست" أنه في شريط فيديو بث الأحد الماضي على "يوتيوب"، قال النائب طه اللهيبي إن الرئيس أوباما "يتعاون أكثر مع شيعة إيران"، مرجعا ذلك إلى جذور الرئيس الأمريكي الشيعية من ناحية والده. وأضاف أن الاسم باراك حسين أوباما هو إشارة إلى حفيد الرسول الشهيد الإمام حسين، وقال إن أوباما "تربى في حضن شيعي"، واسم والده حسين
وتعلق الصحيفة بأن القراء الأمريكيين قد يشعرون بالدهشة عندما يقرأون أن أوباما الذي يعتنق المسيحية لديه أجندة إسلامية سرية.
ويشير التقرير، إلى الإشاعات التي انتشرت عندما رشح أوباما نفسه للانتخابات عن الحزب الديمقراطي عام 2008، وكونه مسلما بالسر، وقيل إنه تلقى الدراسة في مدرسة إسلامية متشددة في أندونيسيا، حيث كانت والدته تعمل هناك وتزوجت من مسلم أندونيسي.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم نفي هذه الإشاعات كلها، إلا أن استطلاعا أجري العام الماضي، أظهر أن نسبة 50% من الجمهوريين يعتقدون أن أوباما في داخله مسلم.
ويلفت التقرير إلى أنه في إيران أخذت نظريات المؤامرة شكلا آخر، حيث أشارت صحف إيرانية عام 2008، إلى أن أوباما هو مسلم شيعي بسبب اسمه، ودون تقديم أدلة، خاصة أن والد أوباما الكيني الأصل كان ينتمي للمسلمين السنة هناك.
وتجد الصحيفة أنه مع ذلك شعر الشيعة في مدينة الصدر، قرب العاصمة بغداد، بالفخر عندما فاز أوباما في الانتخابات، حيث ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أن الشيعة في مدينة الصدر قالوا "أصبح لنا أخ في البيت الأبيض".
ويفيد التقرير بأن نظريات المؤامرة عادت للظهور من جديد في عام 2015، حيث تقاتل الحكومة العراقية مع تجمع من المليشيات الشيعية المدعومة من إيران تنظيم الدولة، الذي سيطر على معظم شمال العراق عام 2014، ومحاولات الرئيس الأمريكي التوصل إلى اتفاق مع إيران حول ملفها النووي.
وتنوه الصحيفة إلى أن اللهيبي، وهو نائب سني سابق مغمور، قد ذكر في السابق أن تنظيم الدولة هو صناعة سورية بدعم من إيران، وأن الولايات المتحدة قد اخترقته.
ويبين التقرير أن تعليقات اللهيبي لا تحظى بدعم واسع في العراق، كما يقول ريدر فيسر، الذي يعمل محللا في الشؤون العراقية، ويضيف أن "هذه الإشاعات لا تشير إلا إلى أمر واحد، وهو ما وصلت إليه الأمور من حالة استقطاب بسبب ظهور تنظيم الدولة".
وتنقل الصحيفة عن محلل عراقي في لندن قوله إن كلام اللهيبي لقي سخرية من العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن كلاما تافها مثل هذا لا يلقى دعما من العراقيين.
ويوضح التقرير أن اللهيبي لم يكن هو وحده من ربط بين أوباما والشيعة. فقد قال الكاتب السوري محيي الدين اللاذقاني: "إن هناك أمرا واحدا يجب ألا ننساه، وأنا لا أقدم نظرية، ولست عنصريا، ولكن باراك أوباما هو ابن رجل كيني شيعي"، حيث قال هذا على تلفزيون "الحوار" في لندن.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول اللاذقاني: "كل ذكريات طفولة الرجل، الذي يحكم البيت الأبيض هي ذكريات شيعية". مبينا أنه "لهذا السبب يعد الموضوع الإيراني مهما له، وهو مهتم بظهور إيران منتصرة، وبتدمير سوريا، والدول العربية كلها".
======================
«ديلي ميل»: سوريا تنحدر نحو مزيد من البربرية والهمجية
   فيتو
الإثنين 08/يونيو/2015 - 06:12 م
منيرة الجمل
 قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن مفاخرة المتمردين السوريين بذبح وتعليق رءوس عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي يبشر بانحدار سوريا إلى مزيد من الهمجية والبربرية.
وأوضحت الصحيفة أن تحالف القوات المعارضة للرئيس بشار الأسد تمركز في مدينة "عزاز"، القريبة من الحدود التركية، حيث استعد "داعش" لتنفيذ هجوم انتحاري تلاه هجوما شاملا، وتمكنوا من صد التنظيم مع ذبح مقاتليه والتمثيل بجثثهم.
وأشارت الصحيفة إلى خروج حشد كبير من السوريين بعد فشل هجوم "داعش" في "عزاز" للاحتفال بالنصر.
من جانبه، قال أحد المتمردين لقناة "فايس نيوز" الأمريكية: "أرسل داعش، أمس الأحد، شاحنة انتحارية لإحدى مدن خط المواجهة قريبة من عزاز، ولكننا كنا على علم بتلك العملية"، موضحًا أنه بعد استهداف الشاحنة بصاروخ تمكنوا من القبض على المقاتلين المسئولين عن ذلك.
وفيما يخص التفاخر بقطع رءوس المقاتلين، أكد: "ليست هذه الطريقة التي نتصرف بها.. ولكنها نوع من الانتقام لكل المدنيين والقادة الذين قتلوهم".
======================
واشنطن بوست: استراتيجية “أوباما” في الشرق الأوسط تأتي بنتائج عكسية
 الثلاثاء, يونيو 9, 2015 |  ريهام التهامي
البديل
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن استراتيجية الرئيس “باراك أوباما” في الشرق الأوسط تأتي بنتائج عكسية، موضحة أن السقوط الأخير لمدينة الرمادي العراقية في أيدي تنظيم داعش الإرهابي والمكاسب الأخيرة للتنظيم في سوريا، كلها مؤشرات على فشل استراتيجية الرئيس في مواجهة المجموعة الإرهابية.
وتضيف الصحيفة أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير، فقد جاءت الاستراتيجية بنتائج عكسية على الشرق الأوسط بأكمله، فقد أصبحت المنقطقة أكثر خطورة وغير مستقرة بشكل أكبر مما كانت عليه قبل أن يأتي “أوباما” إلى السلطة، حيث كانت العراق وسوريا أكثر استقرارا، كما لم يكن هناك وجود لما يسمى يتنظيم “داعش”.
======================
صحيفة ستار تريبيون :تشيد بالجهود المصرية لحل الأزمة السورية
الفتيو
علا سعدي
 أشادت صحيفة "ستار تريبيون" الأمريكية، بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر من أجل تهدئة منطقة الشرق الأوسط ومواجهة الاضطرابات في البلدان المجاورة.
وأشارت الصحيفة، استضافة مصر الاجتماع الثاني للمعارضة السورية لهذا العام في إطار سعيها الدبلوماسي لحل الأزمة السورية، من خلال عملية سياسية سلمية وسط التركيز الكبير من الدول الإقليمية لحل الأزمة السورية من خلال عمل عسكري.
وأوضحت الصحيفة أن الصراع السوري، دخل في عامه الخامس، والدعوة المصرية لاجتماع المعارضة على أرض مصر شملت شخصيات من العلمانيين وزعماء القبائل، ولم توجه الدعوة إلى الجماعات الإسلامية التي لا تعد ولا تحصى في التركيبة المتحالفة ضد الأسد.
======================
لاكروا: اللاجئون السوريون بالإسكندرية يرون المستقبل بأوروبا
عربي21 – إيمان النيغاوي
الثلاثاء، 09 يونيو 2015 03:08 ص
نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا حول أوضاع اللاجئين السوريين في مصر، وبالتحديد في مدينة الإسكندرية التي تستقبل أعدادا كبيرة منهم، مشيرة إلى أنه رغم خطورة الوضع، فإن الكثير من اللاجئين السوريين بمصر مصرون على قطع المتوسط للوصول إلى أوروبا التي يرون فيها أحلامهم، بعد أن طالت مدة الحرب في سوريا، وتفاقمت أوضاعهم المالية والصحية.
ونقلت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، قصصا تدور حول عائلات سورية تعتزم السفر إلى إيطاليا، عبر قوارب الموت التي تقودها عصابات التهريب. ومن هؤلاء الفتاة سناء، التي تعتزم السفر برفقة شقيقها إلى إيطاليا، ثم إلى ألمانيا، على أمل أن تلتحق عائلتهما بهما بعد وصولهما إلى الأراضي الأوروبية.
ونقلت الصحيفة على لسان سناء أنها ظلت تحاول إقناع والدها لمدة سنتين حتى يسمح لها بالسفر، إلى أن نجحت في ذلك. وقالت سناء: "أنا في العشرين من عمري، كما أنني راشدة، ولهذا يتوجب علي أن أقوم باتخاذ قراراتي بمفردي".
وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن سناء لا يفصلها عن القارب الذي سيأخذها إلى إيطاليا سوي اتصال هاتفي من الوسيط، الذي سيربطها وكثيرين آخرين بالمهربين.
وبحسب الصحيفة، فإن عائلة سناء، المكونة من أربعة أشقاء والأبوين، كانت مستقرة بمدينة دمشق، واضطرت لمغادرتها في آذار/ مارس 2013 لتستقر بضاحية الإسكندرية المصرية.
وتشير الصحيفة إلى أن سناء، فور وصولها إلى مصر، كانت قد التحقت بكلية الحقوق، رغم أنها كانت دائما ترغب في دراسة الطب. وتقول سناء: "من أجل مستقبلي، قررت الرحيل والتخلي عن أحلامي".
ونقلت الصحيفة على لسان والد سناء، عبد الله، أنه في فترة ما فكر هو أيضا في الرحيل، وأنه لا يريد أن يكون عائقا أمام مستقبل ابنته.
وستغادر بذلك سناء باتجاه ألمانيا، برفقة شقيقها البالغ من العمر 14 سنة. ونقلت الصحيفة عن سناء، أنها وشقيقيها سيلتقيان بأحد أقربائهما في مدينة ميلان الإيطالية، على أن يرافقاه في ما بعد إلى ألمانيا حيث يقطن.
ونقلت الصحيفة على لسان سناء، أن ما يقارب خمسمائة شخص سيكونون على متن القارب الذي سيأخذهم إلى السواحل الإيطالية. وعلقت الفتاة على هذا الوضع قائلة: "أنا خائفة، ولكن ليس لدي أي خيار".
وبحسب الصحيفة، فإن ثمن رحلة الموت هذه يبلغ 2000 دولار، هو مبلغ يختلف من وسيط إلى آخر. وقد تمكنت سناء من إقناع المهربين بأن يسافر شقيقها معها مجانا.
ونقلت الصحيفة عن المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنه في شهر شباط/ فبراير تم تسجيل ما يقارب 28 ألف لاجئ يعيشون في مدينة الإسكندرية، وأن أغلبيتهم من جنسية سورية.
وأوردت الصحيفة، على لسان أحد اللاجئين، وهو أب لخمسة عشر طفلا، أنه هرب من سوريا تاركا وراءه منزله وفندقه، بعد موجة العنف التي اجتاحت البلاد، والتي تبعتها سلسلة من الاعتقالات والتعذيب والإصابات التي لحقت به، عقب سقوط صاروخ أطلقته مليشيات شيعية على منطقته.
وأضاف أيضا أن المفوضية السامية للاجئين قدمت له المساعدة، ولكن ثمن الدواء مرتفع، ولهذا فهو يأمل أن تتم معالجته مجانا في أوروبا.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن هذا اللاجئ، أنه حين كانت عائلته بصدد عبور المتوسط، أعلنت وسائل الإعلام أنه تم العثور على حطام القارب الذي راح ضحيته أكثر من سبعمائة شخص. وقال: "لقد خفت كثيرا، ولكن المركب المنكوب كان قد غادر من ليبيا وعائلتي غادرت من مصر".
ونقلت الصحيفة قصة حسون العلي، الذي يرغب في مغادرة مصر من أجل العلاج في أوروبا، بعد أن أصيب بمرض مزمن، وهو الآن بحاجة ماسة لإجراء عملية جراحية، ولهذا فإنه طلب اللجوء في أوروبا، وهو إجراء قانوني توفره المفوضية السامية في الحالات الخطيرة، ولكنه لم يتلق أي رد حتى الآن.
وأوردت الصحيفة على لسان محمد كشافي، الممثل عن المنظمات الحقوقية المصرية، أن ما بين تسعة و12 قاربا تغادر السواحل المصرية كل أسبوع، وهذا الرقم في تصاعد مستمر. وعموما فإن المهاجرين يغيرون القوارب مرة أو مرتين خلال هذه الرحلة المميتة.
 
======================
بروجيكت سنديكيت :كريستوفر ر. هِل* :خطة لمجموعة اتصال خاصة بسورية
 
كريستوفر ر. هِل*
 
دنفر-  قد يبدو النزاع والأزمة أمرين فريدين في نظر الأطراف المشاركة فيهما والمعاصرين لهما. لكن مثل هذه الأحداث غالبا ما تتطور وتتوالى فصولها وفق نماذج واضحة، وإن كان ذلك يحدث عادةً بعد تلاشي الوقائع التي تشكل تلك الأحداث من ذاكرتنا الجمعية. وهذا هو واقع الحال بالنسبة للحرب الأهلية الدائرة في سورية.
تصادف هذا العام الذكرى العشرون لتوقيع اتفاقات دايتون التي أنهت حرب البوسنة. وكانت تلك حرباً وحشية من أجل الأرض، وكان المدنيون فيها أكثر عرضة للاستهداف من المقاتلين، الأمر الذي شكل استهزاءً بالقانون الدولي الإنساني (استغرق الأمر عشرات السنين لاعتقال مجرمي الحرب المعروفين، الذين ما يزال بعضهم قيد المحاكمة). وقد قسمت هذه الحرب المجتمع الدولي، وخاصة الحلفاء الغربيين، حيث كانت أول أزمة يجابهها بعد الحرب الباردة.
اليوم، نادراً ما يتذكر أحد حرب البوسنة. وإذا حدث ذلك، فإننا نجد المراقبين عادة ما يستشهدون باستخدام قوة الناتو الجوية، وكأنها العامل الوحيد الذي ساعد على إنهائها.
لكن حرب البوسنة كانت حرباً مهمة في التاريخ. فمع نزوع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية إلى التباعد، أدت هذه الحرب إلى تقريبهما في نهاية الأمر، ووضعت حداً للتساؤلات بشأن جاهزية الولايات المتحدة لقيادة الآخرين والعمل معهم. وفي الحقيقة، ينطبق كثير مما حدث في البوسنة، بما في ذلك الجهود التي بذلت في أعقاب الحرب لتحقيق مفاهيم العدالة الدولية، على حالات قائمة في عالمنا المعاصر.
بالفعل، يمكن لهؤلاء الذين يتذكرون حرب البوسنة أن يبصروا كثيراً من ملامحها في سورية اليوم. فسورية، شأنها كشأن البوسنة، تبدو مقسمة بين الفصائل المتحاربة على نحو يدعو لليأس، كما يبدو العنف هناك وكأنه لا سبيل إلى وقفه. وقد عجز المجمع الدولي عن تحقيق أي شكل من أشكال العمل الموحد، ناهيك عن التوصل إلى اتفاقية حول طريقة للمضي قدماً والخروج من الأزمة.
لا شك أن هناك أيضاً اختلافات وفوارق مهمة بين الحالتين، ولو أنها ملهمة أيضاً عندما يتعلق الأمر بسورية. فخلال مراحل عدة من حرب البوسنة، طغت وجهة النظر التي تعارض تعامل المجتمع الدولي مع لاعبين معينين. وعلى العكس في ذلك في سورية، لم يبرز في أي وقت الرأي الذي يعارض تماماً تعامل المجتمع الدولي مع لاعبين بعينهم. وقد حدث في وقت ما إبان الأزمة البوسنية أن ذهب الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إلى معقل صرب البوسنة في بيل للقاء زعيمهم رادوفان كاراديتش، الذي يقبع الآن في زنزانة في لاهاي.
في حرب البوسنة، كان الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش نظيراً للرئيس السوري بشار الأسد في الأزمة السورية. ورغم معارضة بعض الدبلوماسيين الغربيين للتعامل مع ميلوسيفيتش، كانت الغالبية العظمى تعي أنه يمثل مفتاح التحكم في الصرب وتحقيق السلام. وعندما سافر السفير الأميركي ريتشارد هولبروك وفريقه (الذي كنت ضمنه) إلى بلغراد لمقابلة ميلوسيفيتش في آب (أغسطس) من العام 1995 (أي قبل شهر من التوصل إلى التوافق على خطة سلام ووقف إطلاق النار)، كان هناك تشكك في جدوى الزيارة، لكن معظم الأصوات الجادة كانت تدرك الحاجة إلى لقائه.
لو افترضنا اليوم أن هناك قراراً مشابهاً بلقاء الأسد، لما حظي بأي تأييد. ولعلي أتصور صرخات الاستهجان والسخرية الموجهة إلى إدارة الرئيس باراك أوباما لو أنها أرسلت مبعوثاً إلى دمشق لإجراء لقاء كهذا.
لم تكن فترة التسعينيات أخف وطأة حتى يكون ذلك سبباً لإتاحة إمكانية الاقتراب من ميلوسيفيتش (فحملة التطهير العرقي التي شنها الصرب، والتي شملت معسكرات اعتقال، وبلغت ذروتها بمذبحة تموز (يوليو) من العام 1995 ضد مسلمي البوسنة في سربرينتشا، كفيلة بدحض هذا التصور). لكن، كان مفتاح ذلك التوجه وجود خريطة طريق للسلام، والتي عرفت باسم خطة مجموعة الاتصال، والتي وضعت حلاً نهائياً لأزمة البوسنة. ولم تلق خطة مجموعة الاتصال قدراً كبيراً من الاستحسان، ولكن أحداً لم يخرج بحل أفضل من إنشاء دولة بوسنية فيدرالية، داخل حدودها القائمة، والتي تكون قادرة على توفير ضمانات للأقليات.
في النهاية، نُفذت تلك الخطة ضمن اتفاقات دايتون. وحتى يومنا هذا، ما يزال هناك كثيرون أيضاً ممن ينتقدون الخطة ويذمونها، خاصة في أوساط هؤلاء الذين يعتقدون بأنه كان ينبغي إعطاء البوسنيين الوسائل اللازمة لأن يفعلوا بالصرب ما حاول الصرب أن يفعلوه بهم. لكن قِلة من المراقبين قد يزعمون أن عملية مجموعة الاتصال لم تنجح في إنهاء واحدة من أكثر الحروب دموية في أوروبا، وخلق الظروف المناسبة لدمج دول البلقان في كيانات عابرة للأطلسي في نهاية المطاف.
يتطلب النزاع السوري جهداً وتركيزاً دوليين مشابهين. أما "موازنة ميدان المعركة" بتزويد الأطراف المعتدلة بالسلاح، فليست إلا وصفة لعنف ممتد في أفضل الأحوال، بل ومزيد من الضحايا المدنيين واللاجئين. وهناك حاجة إلى خطة سياسية لحل الأزمة السورية، والتي تضع في تصورها الهياكل السياسية اللامركزية داخل الحدود الدولية القائمة، رغم ما قد تثيره هذه الهياكل من إشكاليات.
إن الديمقراطية لا تستلزم حكم الأغلبية فحسب، بل تستلزم أيضاً ضمان حقوق الأقليات. وربما تكون سورية متجهة إلى حكم سُنّي في نهاية المطاف، والذي يزيح السيطرة السياسية لطائفة الأسد العلوية. لكنه لن يتسنى لحزب سياسي واحد أو طائفة بعينها حكم سورية. ومن ثم، فإن هذا البلد بحاجة إلى نظام لتقاسم السلطة وهياكل حكم تحمي هذا النظام.
من المستبعد أن يصدر ذلك المفهوم من المقاتلين أنفسهم، ومن هنا تنشأ الأهمية الشديدة لخطة دولية تتسق مع هذه الخطوط. وقد يسهم إنشاء مجموعة اتصال على الطريقة البوسنية أيضاً في إبراز توجهات جميع اللاعبين -المجتمع الدولي وفصائل سورية المتحاربة- بتقديم اختبار مصداقية بسيط لتحديد "المعتدلين". ويمكن ببساطة استبيان الأمر بالسؤال عمن يدعم الخطة ومن لا يدعمها.
 
*مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا سابقاً، وعميد كلية كوربل للدراسات الدولية بجامعة دنفر حاليا، ومؤلف كتاب "المخفر الأمامي".
*خاص بـ الغد، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت"، 2015.
======================
نيكولاس بلانفورد — (كريستيان سينس مونيتور) 3/6/2015 :طريقة "داعش" في تعليم الكراهية: رؤية "جهادي" سابق في القاعدة
الغد الاردنية
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
الدوحة، قطر — كان صعود تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سريعاً جداً، كما أن سلوكه وحشي على نحو صادم جداً بحيث تمكنت المجموعة الجهادية السنية من إرسال حتى تنظيم القاعدة إلى منطقة الظل في الوعي الجمعي العالمي.
بالنسبة لأيدن دين، المواطن البحريني السابق الشاب (الذي أصبح الآن مواطناً بريطانياً) والذي يدير شركة استشارات في دبي، فإن صعود "الدولة الإسلامية" المعلنة ذاتياً يجيء ليمثل التأكيد ببساطة على عملية دفع بالناس إلى التطرف، والتي تفرخ المزيد من النزعة التطرفية باطراد.
ويقول أن نجوم أيديولوجية الدولة الإسلامية "داعش" القوية والشريرة "كانت خلاصة حتمية". ويضيف: "إنك عندما تأخذ أناساً وتضعهم في معسكرات تدريب ليصبحوا مقاتلين وجهاديين، وتضخ في عقولهم فكرة أنهم سيقاتلون أنظمة مرتدة، فإن من الطبيعي أن يتطور بهم الحال إلى مستويات أعلى من الكراهية والغضب من مجتمعاتهم الخاصة، ومن العالم بشكل عام".
ولا بد أن يكون السيد دين، الرجل اللطيف المعشر الذي يضع نظارات على عينيه ويتحدث الإنجليزية ببلاغة واندفاع يشبه المدفع الرشاش، على معرفة بذلك. فقد كان هو نفسه ذات مرة عضوا رفيعاً في تنظيم القاعدة، وأحد ثقات أسامة بن لادن، قبل أن يغير موقفه ويتجسس لصالح الاستخبارات البريطانية لثمانية أعوام. وفي مقابلة حديثة مع هيئة الإذاعة البريطانية، قال إنه ساعد في إحباط هجمات انتحارية وهجمات سمية في الغرب.
أكثر تهديداً من تنظيم القاعدة
وقد منحته اتصالاته ورؤاه التي جمعها خلال عمله كجهادي –بدءاً من البوسنة في منتصف التسعينيات، ومروراً بأفغانستان، وكمجند لصفوف القاعدة في لندن، منحته فهماً حاذقاً لخلفية مجموعة "الدولة الإسلامية" وتجنيدها واستراتيجياتها العملياتية.
ويقول إنها مجموعة أكثر قدرة وتنظيماً وتنطوي على تهديد أكبر من القاعدة. ويقول إن نجاحها في إنتاج مجموعات من المقاتلين الملتزمين قد اعتمد على تكريس "الارتقاء الروحي" للمجندين من خلال تعظيم الشعور بالذنب الديني والشعور بوضع الضحية. لكن دين، الذي تحدث على هامش المنتدى العالمي الأميركي الإسلامي السنوي الذي عقده في الدوحة معهد بروكينغز ووزارة الخارجية القطرية، لا يمتلك إجابات سهلة عن كيفية التعامل مع مجموعة الدولة الإسلامية "داعش".
يقول دين إن القاعدة كانت تنظيماً متشظياً له فروع في شمال إفريقيا والصومال واليمن، وتنظيمات متفرعة عنه في عموم العالم الإسلامي. وعنت طبيعته المتناثرة أن المصالح وحالات المعاناة المحلية سرعان ما غلبت على رؤياه الموحدة الأصيلة.
"الاختلال العقلي من الداخل"
على عكس تنظيم القاعدة الذي كان هدفه في نهاية المطاف تأسيس دولة إسلامية عالمية، أو خلافة، اختار "داعش" خلق الدولة أولاً كقاعدة دينية شرعية، والتي يتم انطلاقاً منها "تأسيس حكم الله على الأرض" كما يقول دين.
قبل سنة من الآن، غزت مجموعة "الدولة الإسلامية" الكثير من أجزاء محافظة الأنبار المأهولة بالسنة في غربي العراق، واجتاحت الموصل -أضخم مدينة عراقية شمالية. كما كسبت أيضاً أراضي في سورية المجاورة، وهي تسيطر راهناً على حوالي نصف البلد. وفي الشهر الماضي، سيطرت المجموعة على الرمادي في غربي العراق وعلى تدمر في وسط سورية، ما جعل هذا التنظيم مهيأ للمزيد من التقدم في اتجاه عاصمتي البلدين.
الذي يكمن وراء هذه المكاسب التي تحققها مجموعة "الدولة الإسلامية هو التفكير الاستراتيجي المستقر في قلب هذا التنظيم، بما في ذلك حملة تجنيد عالمية تستهدف "ديمغرافية معينة مكشوفة أمام الثالوث غير المقدس من التطرف العنيف"، كما يقول دين.
يشتمل هذا "الثالوث غير المقدس" على استحضار فكرة الذنب الديني لدى الشباب المسلم غير الورع بما يكفي، ثم إقناعهم بأن الغرب يشن حرباً على الإسلام. وتكون المرحلة الثالثة نفسية، والتي يطور فيها المجند المحتمل عقدة الشعور بالاضطهاد لأنه مسلم، وينسحب من المجتمع ليعتقد في نهاية المطاف بأنه أصبح متفوقاً على أولئك الذين يحيطون به.
يقول دين: "ومع هذا الصعود الروحاني، يبدأ (المجند) في رؤية كل الآخرين على أنهم ليسوا سوى خنازير وأبقار. وذلك يطلق الخلل العقلي الذي في الداخل حتى يذهب ويذبح الناس من دون أي وازع من ضمير أو شعور بالندم على الإطلاق".
شبكات تجارية كثيفة
كانت الرسالة التي يجري نقلها عبر استخدام ذكي لمنصات التواصل الاجتماعي، قد شهدت قوة "الدولة الإسلامية" وهي تحلق في عنان السماء، ليصل عدد مقاتلي المجموعة إلى نحو 70.000 مقاتل ممن جاؤوا من العالم العربي وأوروبا وأبعد منهما. وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد قال يوم الثلاثاء الماضي أن "الدولة الإسلامية" تحتضن الآن مقاتلين أجانب أكثر مما لديها من المقاتلين العراقيين.
لقد تمكنت مجموعة "الدولة الإسلامية" من تمويل تمددها من خلال شبكة تجارية موسعة، والتي تكسب لها مئات الملايين من الدولارات في العراق وسورية وفي تركيا المجاورة. وفي تركيا، يوجد لدى مجموعة "الدولة الإسلامية" نحو 4000 متعاطف يقومون بتشغيل شبكات عاملة في عموم البلد، في مجال الأغذية والمركبات، ومعدات النفط والغاز، والمواد الصيدلانية، طبقا لما يقوله دين.
على الرغم مما تبدو مسيرة تقدم غير لا يمكن وقفها لمجموعة "الدولة الإسلامية" يطرح دين أن تفعيل سياسة "احتواء عدواني" والتي يمكن أن تحضّ المجموعة على التمدد جغرافياً وعلى تجنيد الأتباع، يمكن أن يفضي إلى إحداث خلافات داخلية. وفي نهاية المطاف، يمكن أن تكون النتيجة هي تفجر المجموعة من الداخل بسبب أيديولوجيتها القاسية القائمة على عدم التسامح الديني.
مع ذلك، يقول دين إن الحملة الدولية المترنحة للجم مجموعة "الدولة الإسلامية"، وحقيقة أن المجموعة هي "أكثر تنظيماً بمائة مرة من تنظيم القاعدة الأصلي" يعني "أنها ستكون معنا لردح من الزمن".
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: How Islamic State teaches hate: insights from an ex-Al Qaeda jihadist
abdrahaman.alhuseini@alghad.jo
 
======================
ستراتفور :كيف تشكل انتصارات "داعش" ملامح الحرب الأهلية السورية
 
تحليل سياسي – (ستراتفور) 2/6/2015
 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
توقعات
سوف يمنح "داعش" الأولوية للدفاع عن خطوط إمداده الأساسية التي تستخدم لتوفير المعدات والمجندين الذين تشتد حاجة التنظيم إليهم.
سوف يستمر "داعش" في عرض قدر كبير من المرونة في عملياته الهجومية.
سوف يترتب على الحكومة السورية وقوات المتمردين الأخرى تكريس المزيد من الانتباه والموارد لمحاربة "داعش"، بدلاً من إعطاء الأولوية لمعاركهم مع بعضهم بعضا.
في عرض للمرونة الكبيرة في ساحة المعركة، تمكنت مجموعة "الدولة الإسلامية" من مفاجأة قوات الثوار في شمال حلب بهجوم واسع النطاق، والذي هدف إلى تأمين المزيد من الأراضي على طول الحدود السورية التركية. وبعد سحب قواتها في المنطقة، أسفر التحول التكتيكي المفاجئ للمجموعة عن تحقيق مكاسب أولية كبيرة ضد الثوار. وسيطر مقاتلو "الدولة الإسلامية" على قرية سوران، وهم يتقدمون في اتجاه قرية ماريا. ولكن، بفضل تعزيزات جاءت من مدينة حلب وغيرها من المحافظات، بدأت قوات الثوار السوريين بالفعل في شن الهجمات المضادة القوية ضد مجموعة "الدولة الإسلامية". أما الآن، فإن نتيجة المعركة ما تزال معلقة في الميزان، مع تحرك كلا الجانبين لتعزيز صفوفهما.
معركة حلب
جاء تقدم "الدولة الإسلامية" في شمال حلب على الأرجح بسبب قلق المجموعة المتزايد على خطوط إمداداتها التي تمر عبر تركيا، والتي توفر لها الغالبية العظمى من المجندين الأجانب. وخلال العام الماضي، كانت الهجمات التي شنها الجيش السوري الحر ووحدات حماية الشعب الكردية قد أضعفت بشكل مطرد سيطرة "الدولة الإسلامية" على المواقع والبلدات الحدودية الواقعة على الحدود بين تركيا وسورية. وخلال الأسبوع الماضي، استهدفت مجموعة "بركان الفرات" التابعة للجيش السوري الحر، بلدة تل الأبيض التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة الرقة الشمالية. ومع تقدم وحدات حماية الشعب الكردية من محافظة الحسكة في الشرق، ومهاجمة بركان الفرات محافظة حلب إلى الغرب، يمكن أن تفلت تل الأبيض من قبضة "الدولة الاسلامية". بل يقال إن مجموعة "الدولة الإسلامية" بدأت في إجلاء عائلات مقاتلي التنظيم من المدينة، ونقلها جنوبا نحو مدينة الرقة.
خاضت مجموعة "الدولة الإسلامية" قتالاً طويلاً وشاقاً للحيلولة دون فقدانها الرقة الشمالية لقوات الثوار السوريين والقوات الكردية. ومع ذلك، أدركت المجموعة أن مقاتلة هذه القوات على أرض مفتوحة عندما تكون مدعومة بدعم ناري جوي ثقيل من قوات التحالف، هو وضع لا يمكن تحمله على المدى الطويل. وبعد أن تعلمت الدرس من المعركة من أجل كوباني، حيث سيفضي العناد في السعي إلى تحقيق نتائج استراتيجية فاشلة إلى أنتاج الخسائر، بدأت مجموعة "الدولة الإسلامية" في تركيز جهودها على أجزاء من سورية من التي لا يغطيها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالدعم الجوي.
تشكل الحدود في محافظة حلب الشمالية، إلى الغرب من نهر الفرات، هدفاً منطقياً بالنسبة للدولة الإسلامية. ليس فقط لأنها الجزء الوحيد من الحدود الذي ما يزال يقبع بأمان تحت سيطرة المجموعة، وإنما لأنها أيضاً منطقة تسيطر عليها فصائل الثوار الإسلاميين إلى حد كبير. ولأن الكثير من هذه الفصائل تابعة لجبهة النصرة، فإن تقديم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دعماً جوياً لهذه المنطقة يظل أقل احتمالاً. كما أن اهتمامات مجموعة الدولة الإسلامية بخطوط الإمداد إلى تركيا، وانشغال الثوار بالقوات الموالية للنظام في المنطقة تزيد حوافز المجموعة لتركيز جهودها على حلب.
نعمة لدمشق
يخدم هجوم مجموعة "الدولة الإسلامية" ضد حلب الشمالية أيضاً مصالح الحكومة السورية بطريقتين. أولاً، أجبر الهجوم الثوار السوريين على تأخير هجوم كان وشيكاً ضد القوات الموالية للنظام في المحافظة. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، كانت جبهة حلب هادئة نسبياً، وكان الثوار في المنطقة يستعدون للهجوم على مواقع تسيطر عليها الحكومة في المدينة وحولها. وكان من الممكن أن يتم توقيت هذا الهجوم مع هجوم مماثل للثوار في درعا في جنوب البلاد. وعلاوة على ذلك، تعززت مواقف القوات الموالية للنظام في حلب بشكل ضعيف في الوقت الحالي، لأن خطوط إمداداتهم كانت مهددة، بينما أعطت دمشق الأولوية لجبهات أخرى. وبما أنه أصبح على الثوار الآن أن يؤجلوا أو يلغوا الهجوم المخطط له من أجل التعامل مع تزايد تهديد "الدولة الإسلامية"، فإن تقدم المجموعة يمنح مهلة تمس الحاجة إليها للقوات الموالية للحكومة في حلب.
ثانياً، حفزت اندفاعة "الدولة الإسلامية" في حلب جيش الفتح، الجماعة المتمردة المسؤولة عن الانتصارات المتكررة ضد القوات الحكومية في محافظة إدلب، إلى إعادة توزيع ونشر عدد كبير من مقاتليه إلى جبهة حلب لتعزيز حلفائهم المحاصرين. وفي ضوء التقارير التي تقول بأن الدولة الإسلامية قبضت على  عدد من المقاتلين في مجموعة أحرار الشام، الذين يشكلون واحدة من المجموعات الفرعية الرائدة في تنظيم جيش الفتح، فإن ذلك يزيد من احتمال أن يحول ثوار جيش الفتح الكثير من الاهتمام نحو "الدولة الإسلامية" في شمال حلب، فيما يشكل نجدة غير متوقعة لوحدات الموالين للنظام التي تتعرض لضغط شديد في محافظة إدلب، والتي كانت تتعرض لضربات شديدة من قوات الثوار.
في حين أن تحويل قوات الثوار إلى حلب يجلب فوائد واضحة للحكومة السورية، فإن الحكومة تظل تواجه مشاكلها الخاصة، والنابعة من أنشطة مجموعة "الدولة الإسلامية" في مناطق أخرى من البلاد. وبعد استيلاء "الدولة الإسلامية" على تدمر، تتقدم المجموعة الآن بقرب خطير من مدينة حمص الرئيسية التي تسيطر عليها الحكومة. كما يتحرك مقاتلو "الدولة الإسلامية" في المنطقة أيضاً نحو عزل، وربما الهجوم على القاعدة الجوية "تي-4"، وهي واحدة من أهم القواعد الجوية للحكومة، والحاسمة في إدارة وتنفيذ العمليات الجوية فوق شرق ووسط سورية.
تثبت مجموعة "الدولة الإسلامية" بسرعة أنها تشكل تهديداً كبيراً لكل من قوى الثوار والموالين للنظام في سورية على حد سواء. وبعد أن خصصت غالبية مقاتليها وجهودها لفترة طويلة لخوض المعارك ضد بعضها بعضا، أصبحت جماعات الثوار الأخرى ودمشق على وعي متزايد الآن بأنهم لا يستطيعون ترك "الدولة الإسلامية" يستفيد من الصراع الداخلي في البلاد بشن الهجمات والاستيلاء على الأراضي التي تكون السيطرة فيها ضعيفة. ويصح هذا بشكل خاص بينما تقترب المجموعة من المناطق المهمة المأهولة بالسكان مثل حلب، أو حتى حمص ودمشق، حيث لم يكن لها في السابق أي وجود ملموس.
على الرغم من أن مجموعة "الدولة الإسلامية" تواجه بالتأكيد بعض التهديدات الحرجة هي نفسها، بما في ذلك جهود الثوار وقوات التحالف لقطع خطوط إمدادها عن طريق تركيا، فإن المجموعة ما تزال قادرة على الاحتفاظ بزخمها في عدد من المناطق. فكل قاعدة أو بلدة أو مستودع إمدادات جديد تضع يدها عليه، إنما يعزز فقط مواطئ أقدامها في الحرب الأهلية في سورية، والذي يُترجم بدوره إلى مكاسب تحققها المجموعة عبر الحدود في العراق. ويجب على الحكومة السورية وقوات الثوار المتباينة الآن تكريس المزيد من الاهتمام للتهديد الذي تشكله مجموعة "الدولة الإسلامية"، والتي تصبح عاملاً متزايد الأهمية في خطط وأهداف معاركهم.
 
*كبير المحللين: عمر العمراني
*نشر هذا التحليل تحت عنوان: How Islamic State Victories Shape the Syrian Civil War Analysis
======================