الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سياسة أميركية ضائعة

سياسة أميركية ضائعة

14.06.2015
الوطن السعودية



السبت 13/6/2015
من يتابع التصريحات الصادرة عن الإدارات المختلفة في الولايات المتحدة الأميركية يدرك مدى التخبط وغياب الرؤية لديها، فحين تعلن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أول من أمس عن نيتها إقامة قواعد عسكرية جديدة في العراق بذريعة أهمية وجود مستشارين عسكريين لها بالقرب من مناطق المواجهة مع تنظيم "داعش".. ثم يأتي البيت الأبيض ليتحدث عن عدم وجود أي قرار بهذا الشأن، وأنه "لا توجد خطط فورية لإنشاء قواعد جديدة".. فإن تضارب التصريحات يعني غياب التنسيق بين الإدارتين، الأمر الذي يفسر تراجع الولايات المتحدة عن دورها المفترض كقوة كبرى في العمل من أجل السلام في مناطق الاضطرابات، وعدم قدرتها على أن تكون فاعلة في كثير من الملفات كما في سورية والعراق وفلسطين واليمن وغيرها.
إلى ذلك، فإن فاعلية الولايات المتحدة في محاربة تنظيم داعش عبر قوتها الضاربة في التحالف الدولي لا تبدو إيجابية، فالتنظيم الإرهابي يتقدم في سورية ويسيطر على مناطق إضافية مثل ما حدث في تدمر وما حولها، ويتقدم أيضا في العراق بدليل سيطرته على الرمادي قبل أسابيع، وبالتالي فإن قاعدة "التقدم" في محافظة الأنبار التي أُعلن عنها ربما لإنشائها مآرب أخرى غير مواجهة "داعش"، وأما مئات الجنود الإضافيين الذين وجه الرئيس الأميركي بنشرهم في العراق "لتسريع وتيرة تدريب القوات العراقية"، فالأرجح أن لهم دورا آخر غير المعلن يظهر لاحقا.
ربما تكون الولايات المتحدة تخطط من أجل مصالحها، غير أن ذلك بكل الأحوال لا يجب أن يكون على حساب استقرار البلاد الذي يقضي المنطق أن يأتي على رأس الأولويات، فبغيابه تضيع المصالح، وهذا أيضا من مؤشرات تخبط السياسة الأميركية في المنطقة وعدم قدرتها على تحقيق الأهداف التي تعلنها ضمن فترات زمنية دقيقة.
إن كانت الولايات المتحدة تريد حقا القضاء على تنظيم داعش وتدريب قوات عراقية أو سورية على القتال بأساليب تمكنها من التغلب على التنظيم الإرهابي، فكان الأحرى بها أن تفعل ذلك قبل أن يتفاقم خطر التنظيم، ولو أنها دعمت القضاء على أسباب الاضطرابات لما ظهر "داعش" وغيره من تنظيمات باتت تهدد المنطقة بأسرها، لذا يفترض بها تغيير خططها بما يناسب المتغيرات ويعيد الاستقرار.