الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سياسة الاحتواء ضد "داعش"

سياسة الاحتواء ضد "داعش"

09.10.2014
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية


البيان
الاربعاء 8-10-2014
    الرئيس الأميركي باراك أوباما، المتردد والمتحير والذي تأخر، بدأ في الدخول في حيز استراتيجية قابلة للتنفيذ ضد تنظيم "داعش"، ومن الصحيح أنه قد تم دفعه إلى ذلك دفعاً من قبل الرأي العام.
لكن هل يتصور أي أحد أننا كنا سنقدم على فعل أي شيء أكثر من شن غارات طفيفة مزعجة داخل العراق، لولا بث مقاطع فيديو قطع الأعناق؟ إذا كان باستطاعة الرئيس الأميركي البقاء صامداً خلال التقلبات المستقبلية للرأي العام، فإن استراتيجيته من المحتمل أن تنجح، غير أن النجاح لن يكون الأمر الذي أعرب عنه على رؤوس الأشهاد، لأن الاستراتيجية لن تدمر "داعش"، فهي أقرب لسياسة احتواء التنظيم وإجراء تدابير أخرى، عن طريق طرد التنظيم من العراق واحتوائه في سوريا.
لأنه لا يمكن الفوز من الجو، فلدى أميركا في العراق حلفاء محتملون على الأرض، لكن ليس لديها ذلك في سوريا. وحلفاء أميركا الرئيسيون المحتملون متمثلون بالقبائل السنية، وعلينا إقناعها، مجدداً، بتغيير الولاءات والانضمام لنا مرة أخرى، كما فعلنا خلال اندفاع 2007-2008 ضد المتشددين.
وبالنسبة لما تبقى من الجيش السوري الحر، فقد حسم الرئيس أوباما الأمر لتدريبه وتسليحه، إلا أن ذلك جاء متأخراً للغاية وبشكلٍ غير كافٍ. وتعترف إدارة أوباما بأنها لن تكون قادرة على حشد أي قوات مدربة لمدة عام، وحتى ذلك الحين سيتألف عدد هذه القوات فقط من حوالي 5 آلاف جندي. وفي المقابل، فإن تنظيم "داعش" يقدر بنحو 30 ألف مقاتل، وهم في تزايد مستمر.
ما طبيعة هذه الاستراتيجية؟ إنها شكل مكثف وأكثر عدوانية من استراتيجية جورج كينان لاحتواء الاتحاد السوفييتي، اعتماداً على إيقاف التنظيم والضغط عليه، بحيث تتم هزيمته في نهاية المطاف بواسطة تناقضاته الخاصة.
وبالعودة للوراء قرنين من الزمن، فقد تم تفكيك الأنظمة المتشددة من خلال بدائيتها وهمجيتها، والعداء الشديد الذي نشأ بينها وبين أولئك الذين تسيطر عليهم تلك التنظيمات.
إن التشدد اليوم عالمي، ونحن على طريق طويل وصعب، ومؤلم بلا شك، لتراجع أو احتواء منخفض الحدة، وذلك على المدى الطويل. إن سياسة "الاحتواء مع تدابير أخرى"، هي أفضل الاستراتيجيات المتوفرة لدى الأميركيين حالياً، وينبغي على الرئيس الأميركي إثبات قوة الإرادة للمضي فيها قدماً