الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سياسة التمديد للأسد

سياسة التمديد للأسد

14.09.2013
رأي الشرق


الشرق القطرية
الجمعة 13/9/2013
نعم.. الخطة الروسية للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها النظام السوري قابلة للتحقق وإن بصعوبة، ولكن الأهم من ذلك أن الخطة تتيح لكتائب الأسد المزيد من الوقت للتغوّل أكثر ضد الشعب وثورته المجيدة.
نعم.. الأسد يكذب ويماطل ويراوغ، والمتأمل في أحاديثه الصحفية الأخيرة يلمس الكذب الذي اعتاد عليه، فمن ناحية يعترف علنا بمخزون نظامه من الأسلحة الكيماوية، بعد ان كان ينكر امتلاكه لها وسار على نهجه كبار المسؤولين السوريين ومن بينهم وزيرا خارجيته وإعلامه، وهو أقر بما لا يدع مجالا للشك باستعداده لتسليم ممتلكاته من السلاح القاتل الذي يواجه به شعبه ووضعه تحت اشراف دولي، وبالتالي وافق على انضمام سوريا الى اتفاقية حظر اسلحة الدمار الشامل.
المجتمع الدولي بمعظمه ومعه ممثلو الشعب السوري من المعارضة بكل مكوناتها، لا يزال لديهم شكوك بشأن مدى استعداد نظام الأسد للتخلي عن ترسانته ويرون ان نية الاسد ليست اكثر من مناورة او مماطلة جديدة.
واللعبة الاخرى للاسد وحلفائه تمثلت بصرف الاهتمام الدولي عن الجزء المكمّل للجريمة، وهو معاقبة الضالعين في الهجمات الكيماوية، وبالعودة مجددا الى إرضاخ الوقت لمصلحتهم بما يتيح تنفيذ المخطط الجهنمي بارتكاب المزيد من المذابح ضد الشعب، ومحاولة القضاء على المعارضة المسلحة والمؤيدين لها والمتعاطفين معها من السوريين.
المبادرة الروسية برأينا لن تجرد النظام السوري من تلك الأسلحة نهائيا، ولو أنها لم تستخدم ضد شعبه ما كان لنا الا أن نرى فيها سلاحا ايجابيا للتوازن مع الذي تمتلكه اسرائيل في سباق توازن الرعب بالمنطقة، فالخيار الذي وضعته روسيا على الطاولة الامريكية خطوته باتت واضحة،إلا أن الخطوات القادمة ستكون هي الأصعب.
والتساؤل المهم الآن، هل الخطوة التالية لموسكو ستكون باعادة طرح مبادرتها السابقة بخصوص عقد مؤتمر "جنيف 2" وهل ستقبل المعارضة السورية المشاركة في ظل بقاء الاسد بالسلطة؟، الايام القادمة ملآى بما هو جدير بالمراقبة.