الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سيرحل بشار الأسد وسوف يبقى قمعه

سيرحل بشار الأسد وسوف يبقى قمعه

13.02.2014
د. مطلق سعود المطيري


الرياض
الاربعاء 12/2/2014
    هل اقترب بشار الأسد من تجديد ولاية حكم ثانية أم بدأت نهايته تضع آخر نقطة بقاء له في الحكم؟
التجديد يعني ان انتخابات رئاسية ستعقد هذا العام ويُزف بها بشار من السلطة الى السلطة، اما النهاية فتتعدد حكايتها هل ينتهي مقتولا ام منتحرا ام مبعدا؟
بشار زعيم عصابة شرعي وليس حاكما ظالما، وهنا تكمن خطورته، فالحاكم الظالم يهزمه الحق إذا رفع راية الثورة عليه، فالرئيس التونسي زين العابدين بن علي وكذلك المصري حسني مبارك من الحكام الذين وصف حكمهم بالظلم فلما خرجت الجموع تطالب بإزاحتهما عن الحكم غادراه بإكراه سلمي، بشار والقذافي زعيما عصابات لم يحكما بقوة زعاماتهما بل حكما بقوة العصابات الموالية لهما من جهة، وحاجة الدول الاجنبية لخدمة عصاباتهما لتنفيذ بعض المخططات التي يحتاج تنفيذها لمخاطرات وتجاوزات، لا تستطيع تلك الدول القيام بها مباشرة، فالقذافي عندما انتهت الحاجة لخدماته انتهى مقتولا بسلاح القوة الدولية التي كانت تستخدمه.
بشار الاسد لا توجد دولة في العالم لم تقر أنه شر على شعبه حتى حليفته طهران، التي طالبته في بداية الثورة ان يلتفت لمطالبات شعبه السياسية وجاء ذلك على لسان الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد، إذن ما هو سر بقائه؟
يكمن في قوة عصابته واحتياج اطراف اقليمية ودولية لخدماتهم، فعصابة الاسد تساوم حلفاءها على تأييد زعيمها أكثر من مشاركة حلفائهم بمشروع سياسي قابل للحياة والتنفيذ، فعصابة بشار هي التي مكنت طهران من السيطرة على العراق، وهي من تستطيع ان تزعج الآن الوجود الايراني في العراق، فالجماعات المسلحة التي تعمل في العراق هي مجموعة من المجموعات الاجرامية العديدة التي ترتبط بنظام الاسد، فعندما احتاجتها طهران لتنفيذ مشروعها في العراق وجهها لتنفيذ ما تريده طهران وبإشراف مباشر من نظامه، فقد كانت طهران في بداية الاحتلال الامريكي للعراق هي التي تحتاجه أكثر من حاجته هو لها، أما عصابة حسن نصرالله رغم ارتباطها المذهبي والسياسي بطهران الا ان وجود نظام الاسد هو الضامن الوحيد لبقاء هذا الارتباط، فالاسلحة الايرانية التي تدخل لبنان لمساعدة حزب حسن نصرالله جميعها تأتي عن طريق سورية، هذا التنسيق الاستراتيجي جعل نظام الاسد شريكا اساسيا في السياسة الايرانية في لبنان والمنطقة، فقد مكنته تلك الشراكة بفرض رؤيته الخاصة على مشروع حليفه الايراني.
عصابة بشار الاسد في الآونة الاخيرة نجحت في تجنيد العصابات الجهادية السنية واستخدمتهم بشكل محترف في تخويف حلفائها، فالعمليات الارهابية التي حدثت في لبنان مؤخرا ضد البعثة الدبلوماسية الايرانية وضد مواقع حزب الله تعد من رسائل التذكير لحلفائه بأنه إذا أراد الضرر بهم استطاع، فالمعروف ان أي تحرك استخباراتي او مسلح في لبنان لا يستطيع التحرك هناك ان لم تسمح دمشق له بالتحرك..
بشار الاسد قد تكون نهايته كرئيس اقتربت وسوف يرحل قريبا، ولكن سيبقى قمعه ووحشيته من بعده في سورية، والاختلاف بين حلفائه اليوم ليس على بقاء النظام ومد عمره فترة زمنية اطول، بل الاختلاف يبقى حول كيفية التعامل مع عصابات وقمع بشار الاسد بعد رحيله.