الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سفير ٌ تجاوز الحدود!

سفير ٌ تجاوز الحدود!

16.05.2013
صالح القلاب

صالح القلاب
الرأي الاردنية
الخميس 16 /5/2013
المفترض أن يلتزم السفير وأي سفير في البلد التي تستضيفه بالأعراف والقوانين الدولية المعمول بها وألاَّ يحشر أنفه في سياسات الدولة التي يمثل دولته فيها ويتصرف كمندوبٍ سامٍ على طريقة ما كان سائداً في منطقتنا عندما كان هناك إستعمار فرنسي وبريطاني وعندما كان المندوب السامي يتدخل بقوة الدولة التي يمثلها في كل شيء حتى بما في ذلك المسائل التي لها علاقة بالسيادة وبالكرمة الوطنية.
إنَّ المقصود بهذا الكلام هو «سعادة» السفير السوري المعتمد كسفير لسوريا الشقيقة في المملكة الأردنية الهاشمية والذي لعدم تنبيهه من قبل الجهات المعنية إلى خروجه على الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها في مثل هذه الحالات بين الدول قد تمادى كثيراً في تدخله في السياسات الأردنية التي لا يحق له ولا لأي سفير غيره التدخل فيها لأنها تتعلق بسيادة دولة مستقلة وبكرامة شعب لا يسمح حتى للشقيق وبالطبع ولا للصديق المس بكرامته فهذه أمور لا يجوز التسامح فيها ولا السكوت عليها.
إنه من حق أي سفير أن ينقل وجهة نظر دولته بسياسات الدولة التي تستضيفه ولكن بالطرق والوسائل الدبلوماسية السائدة بين الدول ومن خلال القنوات المتَّبعة والمعروفة أمَّا أن يتحول سفير الجمهورية العربية السورية الشقيقة إلى ناقد سياسي وصحافي ومن خلال صفحات التواصل الإجتماعي المفتوحة على كل الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة ويوجه كلاماً نابياً ضد الأردن والسياسات الأردنية ويتدخل بشكل سافر في الشأن الداخلي الأردني فإن هذا مرفوض رفضاً مطلقاً وأن الأردنيين لا يمكن أن يقبلوا بأن يخرج أي سفير معتمد في عمَّان عن مسار اللياقة الدبلوماسية ويتطاول على كرامتهم وسيادة بلدهم.
إنَّ الأردن يختلف عن الدولة الشقيقة العزيزة لبنان التي أبتليت بمعادلة داخلية وإقليمية جعلت السفير السوري في بيروت يتصرف كمندوبٍ سامٍ وليس كسفير لدولة مجاورة من المفترض أن يلتزم بالأعراف والتقاليد والقوانين الدبلوماسية فنحن في هذا البلد المملكة الأردنية الهاشمية نضع سوريا وشعب سوريا في حدقات عيوننا لكننا لا نسمح ولا يمكن أن نسمح للسفير السوري أن يتجاوز حدود ما هو متعارف عليه بين الدول وأن يتدخل تدخلاً سافراً في قضايا تمس السيادة والكرامة الأردنية.
نحن نعرف ما هو في مصلحة بلدنا وما هو ضد مصلحتنا ولذلك فإن المملكة الأردنية الهاشمية تعيش حالة الإستقرار التي تُحسد عليها التي تعيشها الآن والتي لو أن دولاً شقيقة أخرى تصرف حكامها مع شعوبها كما يتصرف من هم في مواقع المسؤولية عندنا مع شعبهم الأردني فلما وصلت هذه الدول الشقيقة إلى ما وصلت إليه من كل أنهار الدماء هذه ومن كل هذا الدمار والخراب ومن تشريد أبنائها إلى الدول المجاورة والبعيدة.
إنه لا يحق لسفير معتمد في بلدنا المملكة الأردنية الهاشمية ان يعترض، من خلال وسائل الإعلام وبطريقة غير لائقة وبمفردات غير دبلوماسية، على مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي سينعقد في عمَّان في العشرين من هذا الشهر فنحن دولة ذات سيادة ونحن شعب يرفض المس بكرامته ولهذا وقد تجاوز هذا السفير ومراراً كل ما هو متعارف عليه في مثل هذه الحالات بين الدول، والذي كان عليه أن ينقل إعتراض حكومته على هذا المؤتمر إذا كان هناك فعلاً إعتراض عليه إلى الجهة الأردنية المعنية وهي وزارة الخارجية، فإنه لابد من وضع حدٍّ لتجاوزاته هذه وعلى أساس الأعراف الدبلوماسية السائدة بين الدول.. أما أن تترك الأمور بدون موقف جديٍّ فإن هذا سيشجع على المزيد من التمادي وعلى المزيد من التدخل في شؤوننا الداخلية وبقضايا تمس السيادة والكرامة والوطنية وتسيئ كثيراً إلى العلاقات بين الدولتين الشقيقتين.