الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سيناريو الحرب في سوريا

سيناريو الحرب في سوريا

10.01.2016
خالد صايل الخريشة



الرأي الاردنية
السبت 9/1/2016
بلغت شدة العمليات الحربية في سوريا هذه الأيام الذروة وخارطة العمليات الحربية تدل على أن سوريا مقسمة إلى قسمين القاطع الشرقي مسرح عمليات قوات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة والقاطع الغربي مسرح عمليات قوات التحالف الروسي الأسدي ، والعمليات الحربية تسير بخطين متوازيين من الشمال السوري إلى الجنوب هذه جغرافيا المعركة ولم يحدث أي اختراق من طرف على قاطع الآخر، أما من حيث الأهداف فالائتلاف الأمريكي الاوروبي بالطبع يستهدف داعش ,حيث تتواجد في القاطع الشرقي من سوريا وغرب العراق ، وأما التحالف الروسي الاسدي فيستهدف المعارضة السورية المعتدلة المسلحة والمعارضة المدنية السلمية الذين يطالبون بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكلاهما يضرب بالبراميل المتفجرة والغازات السامة من قبل قوات التحالف الروسي الأسدي.
حيث دمروا المدن والقرى وأحرقوا الزرع والضرع ماذا تعني الهجمة الوحشية التي تقوم بها قوات التحالف الروسي الأسدي ، لا شك الهدف القضاء على المعارضة لإضعاف موقفها في المحادثات التي ستجري في نهاية هذا الشهر في جنيف برعاية الأمم المتحدة لتخفض من سقف شروطها ، وخاصة شرط انتقال السلطة إلى هيئة حكم مستقلة وبصلاحيات كاملة خلال فترة (6) شهور لا يكون للأسد دور فيها ، وبوضع دستور للبلاد وتجري انتخابات تشريعية تحت إشراف دولي كما جاء في مؤتمر جنيف 2 وهذا الشرط ترفضه روسيا بكل قوة وتخلق المبررات لإفشال عقد المؤتمر.
دخول روسيا الحرب ليس لمحاربة داعش بل لنصرة الأسد، وهذا يفسر شراسة الهجمة الروسية على المعارضة السورية، وإذا قرر المؤتمر وقف اطلاق النار كشرط لاستئناف المحادثات وبقيت المعارضة قوية، فإن موقفها سيكون قويا ويمكنها من فرض شروطها على وفد النظام ، وهذا يشكل خطورة على المشروع الروسي الأسدي المتمثل ببقاء الأسد في السلطة.
داعش وأخواتها منظمات إرهابية تكفيرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، وقد أخذت من الدين الإسلامي شرعية في قتل الأبرياء من المسلمين والمسيحيين على حد سواء وتنشر الحقد والكراهية علما أن الإسلام بريء مما يصفون براءة الذئب من دم يوسف، الدين الإسلامي دين التسامح والوسطية ، قال تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، وقال سبحانه ( لا إكراه في الدين) ، وقال: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، لا نفرق بين أحد من رسله) صدق الله العظيم
داعش تلفظ أنفاسها بعد أن تلقت الضربات الموجعة من طيران الائتلاف، وتكبدت خسائر كبيرة في صفوفها وكذلك تم قنص القيادات الميدانية والخبراء المخططين للعلميات الإرهابية في المجال الخارجي وهذا يدل على أنها مخترقة استخباريا وقد تحولت من الهجوم إلى الدفاع والانسحاب من أجزاء واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها ، وأكثر من هذا فقدت السيطرة على التنظيم وأصبحت بحالة إرباك وقطع خطوط الاتصالات والمؤن وفقدت القدرة على الحركة والظهور العلني مختبئين في جحورهم مثل الخفافيش لا يتحركون إلا في الظلام.
السؤال الذي يطرح ماذا بعد داعش؟ لقد تبنت داعش عددا هائلا من الأطفال وربتهم على السلاح وثقفتهم أيديولوجيا على الكراهية والحقد وحب القتل ، ما هو مصير هؤلاء بعد داعش؟ المسؤولية تقع أولا وآخرا على المجتمع الدولي الذي هزم داعش، عليه أن يزيل آثار داعش السلبية، يجب إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال ليتعايشوا مع المجتمع ونزع فتيل الحقد الذي حقنوا به. وإلا فإن داعش سوف تحيا على أيدي هؤلاء الأطفال يوما ما.
أما بالنسبة للقطاع الغربي فإذا لم يجد الحل السياسي طريقه في إقامة دولة ديمقراطية يعيش فيها كل السوريين متساوين بالحقوق والواجبات على كامل التراب السوري فإنه سوف تستمر المقاومة ويطول أمد الحرب ويتلاشى كل أمل في بناء دولة ديمقراطية في سوريا وقد تقسم سوريا إلى كنتونات يقاتل بعضها بعضا.
السيناريو الثاني بعد القضاء على داعش من قبل الائتلاف والقضاء على المعارضة من قبل التحالف من الرابح من هذه النتيجة ؟ بالطبع الرابح بشار الأسد لأنه لم يبق في الساحة إلا هو سوف تؤول إليه السلطة على طبق من ذهب، هل الائتلاف والتحالف متفقان على هذه النتيجة؟