الرئيسة \  واحة اللقاء  \  شتان مابين العرب وايران

شتان مابين العرب وايران

22.04.2014
د. صالح الدباني


 أمريكا
القدس العربي
الاثنين 21/4/2014
أظهرت النتائج أن ايران هي من تدير الحرب على الصعيدين السوري والعراقي بأياد محلية وادوات خارجية، فكلا الركيزتين السوري بشار الاسد والعراقي نور المالكي هما صنيعة ايران ولا يمكن أن تتخلى عنهما بأي حال من الاحوال، فهما البابان الواسعان التي استطاعت ايران الدخول عبرهما الى المنطقة بشكل واسع فاذا ما فقد احدهما او كلاهما فأنها ستخسر الكثير من بين ذلك تواجدها المطلق في لبنان ودعمها اللامحدود لحزب الله الذي اصبح الجميع يدعوه بحزب اللاة، كما أن القادة الفرس لا يخفون نواياهم في نطاق السر المطلق بل تعدى البعض منهم بالقول أن بقاء نظام الاسد في دمشق محك استراتيجي وضمان وجود سياسي في المنطقة.
مطامع ايران التوسعية لا تخفى على احد ولكي يتسنى لها ذلك فهي تبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق اهدافها وعلى رأس كل هذا التوسع المذهبي الذي يبنى على سب الخلفاء وتكفير الاخرين، كما أن اعتكافها خلال العقد الماضي لتطوير تكنولوجيتها من خلال تخصيب اليورانيوم وبناء مفاعلات نووية تعمل بالماء الثقيل ومساومتها بملفها النووي مع الغرب الى ان وصلت الى ماهي عليه حاليا بشبه اكتفاء ذاتي، جعل منها قوة يعمل الغرب لها الف حساب، ومن خلال هذا كله ربت ايران ذراعا قويا، مما جعلها تخاطب الغرب الند بالند في اي مفاوضات بل فرضت كثيرا من شروطها في معظم الاحيان، فالغرب لا يعرف التفاوض إلا مع الاقوياء، اما الضعفاء فيعصرون لتأخذ المنفعة منهم.
حكام ايران جبابرة لكنهم ولدوا من جحر الثورة ولم يأت بهم الغرب لينصبهم ولذا فمعظم قراراتهم تصب في صالح وطنهم رغم ضررها بالاخرين، اما الحكام العرب فهم صنائع الغرب ليبقوا ركائزه ويأتمرون بأمره ولايجرأون أن يغضبوه، ايران الفارسية تتدخل علنا في الحرب مع النظام الاسدي لإبادة الشعب السوري، لكن الحكام العرب جعجعة بلا طحين صياح وعويل بلا تنظيم كعادتهم كل يعزف على هواه ويقول ما يشتهيه يستجدون الغرب ويستعطفونه أن يسمح لهم بتسليح الثوار السوريون ليدافعوا عن وطنهم وديارهم واهلهم، ويأبى الغرب إلا أن يكونوا تبعا سامعين قانطين، وهو الذي يقرر ما يريد وكيفما يريد، الشعب السوري يذبح بكل الوسائل وبشتى الطرق وتستخدم ضده كل انواع الاسلحة الروسية والايرانية، اصبح حقل تجارب ما بين براميل البارود والسلاح الكيماوي، والحكام العرب يجأرون كالإنسان البدائي الذي كان يعيش في الكهوف كحيوان ناطق، لا يعتبرهم الاخرون شيئا في أي معادلة لحل ما يحدث في المنطقة ذلك لانهم طأطأوا رؤوسهم لغيرهم ولن يقوم لهم قائم حتى يغيروا من تبعيتهم العمياء التي لم تجعل لهم اعتبارا أو شأن إلا كبقرة حلوب تعلف حتى تعطي منتوج أكثر.