الرئيسة \  واحة اللقاء  \  شرق أوسط جديد:بعد التهديد الشيعي من لبنان وايران على إسرائيل يأتي التهديد السني من سوريا والعراق

شرق أوسط جديد:بعد التهديد الشيعي من لبنان وايران على إسرائيل يأتي التهديد السني من سوريا والعراق

01.07.2014
أبيرام زينو



معاريف الاسبوع 29/6/2014
القدس العربي
الاثنين 30/6/2014
لم يفاجيء اعتقال 15 نشيطا من داعش في شمال سيناء أول أمس جهاز الامن الذي يتابع بقلق نشاط المنظمة في المنطقة. فالتغييرات في العالم العربي كفيلة بان تغير تماما خريطة التهديدات على اسرائيل. ثمة محوران مركزيان: الشيعي بما في ذلك ايران وحكومة الدمى في العراق، سوريا وحزب الله. السني بما في ذلك داعش، القاعدة، السعودية وامارات الخليج ومصر. في هذان المحوران يوجد متطرفون وخطرون، ويوجد معتدلون. سوريا هي الحالة التمثيلية الصغرى للصراعات الخالدة في العالم العربي. فالثورة في سوريا، مثلما في الدول العربية الاخرى، بدأت من داخل الشعب، من المطالبة بالحقوق، ولا سيما الاقتصادية والرفاه.
"في الوقت الذي اعتقد فيه العالم بان الليبراليين يقودون الثورات في العالم العربي، يتبين أنهم مجرد استلقوا على الجدار ليركب آخرون عليهم للاستيلاء على مواقع القوة"، قال لي مسؤول كبير في جهاز الامن. "هكذا يحصل في سوريا وفي العراق. منظمة داعش تستولي على مكانها في هاتين الدولتين مع هدف معلن: من حلب وحتى النقب".
داعش هي الاحرف الاولى للدولة الاسلامية في العراق والشام. والشام هي الارض التي تقع فيها سوريا، لبنان، الاردن وشرق نهر الاردن، اسرائيل واجزاء اخرى في المنطقة (او ما يسمى "الهلال الخصيب"). والهدف واضح: اقامة خلافة اسلامية في المنطقة.
انشق رجال داعش عن القاعدة بعد تصفية بن لادن بسبب خلافات رأي بين قادة المنظمة. ابو مصعب الزرقاوي كان هو الذي اقامها، حتى صفي في 2006. ومنذئذ تبدل عدد من قادة المنظمة الذين صفاهم الامريكيون، واليوم يترأسها ابو بكر البغدادي. وهو يعتبر في الولايات المتحدة "الرجل الاخطر في العالم". وتحت إمرته انضمت المنظمة للقتال في سوريا، الى جانب منظمات متطرفة اخرى. واتهم الاسد غير مرة الثوار بانهم "متطرفون اسلاميون". في نظر رجال داعش يعتبر الاسد العلوي كافرا.
ان تعزز داعش والمنظمات المتطرفة، الشيعية والسنية، سيغير خريطة التهديدات. في سوريا يستقبل الثوار المنظمات المتطرفة بمشاعر مختلطة: الفرح بالمساعدة في القتال ضد الاسد والخوف من اليوم التالي أيضا. فمواطنو سوريا لا يريدون دولة اسلامية متطرفة. وفي الوقت الذي تعمل فيه التغييرات في الشمال وفي الشرق في غير صالح اسرائيل، فان التغييرات في مصر ما بعد الاخوان المسلمين تبشر بالعودة الى عهد مبارك. وقد استخدم الكاتب المصري نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل، في مقابلة سابقة له مثال الحاخام والعنزة. حكاية اليهودي الذي ذهب الى الحاخام وبكى له مصيره. واعطاه له الحاخام عنزة تسكن مع عائلته. وبعد اسبوعين عاد اليهودي واشتكى بان الحال أصبح اصعب علي. فأخذ منه الحاخام العنزة وسأله بعد يومين عن حاله فقال له اليهودي ان الحال الان افضل بكثير.
والعنزة هي الاخوان المسلمون، والشعب المصري هو اليهودي المشتكي. فالسيسي يمثل الحياة في زمن مبارك، وبعد التجربة المريرة مع الاخوان المسلمين، يفهم المصريون كم كان افضل لهم العيش مع مبارك. لاسرائيل هذا جيد. لو كان الاخوان المسلمون بقوا في الحكم، لما كان ممكن أن نعرف كيف سينتهي هذا.