الرئيسة \  واحة اللقاء  \  شرف السوريات في مصر يعلو بأيدي من أراد أن يلطخه

شرف السوريات في مصر يعلو بأيدي من أراد أن يلطخه

03.08.2013
ياسين كني

القدس العربي
السبت 3/8/2013
 
في إطار الجو المشحون الذي تعيشه جمهورية مصر العربية الشقيقة، بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والمطالبين بعودة الشرعية الانتخابية وبين ثوار 30 يونيو ومن يدعمونهم من الانقلابيين من قادة العسكر، يقف المتتبع بين الاتهامات والاتهامات المضادة التي يحاول من خلالها كل فريق جلب المتعاطفين لرأيه وفكرته وضرب الطرف الآخر، ويأتي هذا في إطار تأزم حقيقي أصبحت فيه اللعبة السياسية لا تحترم قانونا ولا عرفا ولا أخلاقا، ومن التصرفات المشينة التي أقدم عليها عدد كبير من أنصار الفريق المضاد لمحمد مرسي ونظامه، زجه بأطراف أجنبية في الصراع الداخلي بطريقة مبتذلة وخسيسة ما كان يجب أن يأتيها من يدعي الدفاع عن الحريات والعدالة وحقوق الإنسان، حيث اتهمت أخواتنا السوريات بإتيان ما سموه بـ’جهاد المناكحة’ وهو عرض أنفسهن على معتصمي رابعة العدوية بمقابلات مادية زهيدة وأحيانا مجانا.
في خضم هاته الهجمة الشرسة على شرف السوريات من طرف من كان من المفروض أن يكون أول المدافعين عنهن لقرابة الدم والعرق والدين وللعلاقات القوية بين مصر وسورية خاصة حيث كانت الدولتان في وقت سابق كيانا واحدا وبين كل العرب والمسلمين عامة، لم نجد يدا قوية تدافع عنهن في خضم الأزمة التي تعيشها سورية وفي خضم الاستضعاف الذي يعانيه التيار الموالي لمرسي والمتعاطف معه، بعد غلق القنوات والتضييق على الأقلام ، وظل شرف أخواتنا يلطخ بلا حسيب أو رقيب، بل أضافوا إلى السورية أخواتهن الفلسطينيات رمز العفاف والجهاد والنضال المشرف في عالمنا العـــربي الإسلامي واتهموهن بنفس التهمة دون حياء.
أمام هذا الوضع المزري والذي ما كان يفترض أن يحدث، وأن يبقى صراع المصريين في إطار اللعبة السياسية، لكن الخبيثين يعبرون دائما عن دناءتهم وتردي فكرهم ويكشف معدنهم الحقيقي مهما حاولوا أن يستتروا خلف إيديولوجيات وأفكار ومذاهب كاذبة مخادعة ومنافقة، لكن يشاء الله أن ينتصر لشرف العفيفات بطريقة ما كانت تخطر على بال أحد ‘ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين’، حيث أن الأيادي نفسها التي أرادت تلطيخ شرف العفيفات من بنات سورية وفلسطين هي التي مرغت شرف المعسكر المتطرف القاذف للشرف بالتراب، حيث أقدمت كاتبة صحفية محسوبة على التيار المدافع عن الانقلاب وتدخل في خانة صحافة الخردة التي تضرب تحت الحزام في معركة سياسية لا تحترم أدنى متطلبات العمل السياسي، قلت أقدمت هذه الكاتبة على خط مقال تدعوا فيه زعيم الانقلابيين اللواء عبد الفتاح السيسي إلى استحلال النساء المصريات له، وهي هنا تتحدث بالجمع لا بالمفرد، وذلك جزاء على أفعاله العظام والتي هي طبعا قتل الأبرياء من مواطني مصر.
وقد عرضت عليه فعل ما يشاء فان شاء تزوجهن أو جعلهن ملك يمين، وهو مقال انحطاط لعينة من هذا الفريق الذي طبل لمبارك نفاقا الى آخر أيامه ثم طبل لثورة 25 يناير نفاقا وهو اليوم يطبل للسيسي وسيطبل للفريق الأكثر ديكتاتورية في قادم الزمان، في تصرف مترجم لمقالة الكاتبة الآنف الذكر أقدمت فتاة مصرية بالرقص والتغنج والتحرش بجنود مصريين فوق مدرعتهم في احتفال بمجزرة رابعة وطريق نصر، وهذا أظهرته فيديوهات كثيرة إلى جانب أخرى تظهر رقصات خليعة في الميدان وتدخين وأكل في نهار رمضان.
وهكذا شاء الله أن يدافع عن شرف الطاهرات الذي حاول تلويثه متهورون للأسف هم غالبية في تيار المعارضة والانقلابيين، وهنا اريد ان انبه ان العديد من معارضي الاخوان ومرسي قد رفضوا الاتهامات في شرف السوريات، كما رفضوا تصرفات صحافة الخردة التحريضية ورفضوا مقال الكاتبة المساس بشرف المرأة المصرية، ليظهر أن المتطرفين من الفريقين هم من يطفون على السطح وان المقسطين لا يترك لهم مجال، لذا فان نرى هذا الخطاب المتردي ومثيله، ولهذا يستعصي الخروج من الأزمة الحالية والوصول إلى نقطة المنتصف.
حمى الله مصر وأعلى الحق وأهله وفرج عن إخواننا في سورية وفلسطين وابعد عنا متطرفي الفكر الممكنين في الأرض بتخاذلنا.