الرئيسة \  برق الشرق  \  فشل الدبلوماسية وراء الحروب

فشل الدبلوماسية وراء الحروب

30.01.2014
هيثم عياش


برلين / ‏29‏/01‏/14
سئل أحد قادة جيوش الحرب العالمية الثانية وذلك بعيد انتهاء تلك الحرب التي حصدت حوالي 65 مليون و722 الف نسمة عن توقعاته تلك الاسلحة التي ستستخدم اذا ما وقعت حرب عالمية ثالثة ، اذ ان قنبلة ذرية واحدة ألقيت فوق هيروشيما حصدت خلال لحظات حوالي 90 الف شخص ووصل عدد قتلى من تأثيرات هذه القنبلة حتى وقتنا هذا الى حوالي 166 الف شخص كما دمرت تلك القنبلة 80 بالمائة من عمران تلك المدينة ، فأجل هذا القائد انه يتكهن  عودة الحرب بالسيوف والنشاب  كأسلحة في الحرب العالمية الرابعة  أي ان الناس سيفنون بعضهم بعضا في الحرب الثالثة .
وأكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بافتتاحه سلسلة من الندوات حول مرور مائة عام على الحرب العالمية الاولى وخمس وسبعون عاما على الحرب الثانية بتنظيم من وزارة الخارجية بالتعاون مع المعهد الالماني للمحفوظات / الارشيف / التاريخي ، ان الحرب العالمية الاولى كانت مقدمة لهلاك الانسانية بالحروب التي تلتها فالحرب المذكورة أفصحت عن الهوة العميقة التي كانت بين الاوروبيين  وبين الاوروبيين وجيرانهم من العرب والاتراك والافارقة  اضافة الى ان حب الذات والنانية وعدم الاصغاء الى الحكماء والعبرة من التاريخ اضافة الى العناد والتعنت كانت الاسباب الرئيسية وراء تلك الحرب التي لا تزال آثارها بائنة بالعين المجردة والحس .
وأعلن شتاينماير ان فشل الدبلوماسية وراء اندلاع الحربين العظميين وهي ان فشلت مرة أخرى بإنهاء النزاعات الدولية والازمات الاقليمية ستكون وراء اندلاع حروب جديدة ، ان الحرب هي صراع بين الديكتاتورية والديموقراطية فاما ان تثبت الديموقراطية جدارتها بالحيلولة دون وقوع حروب جديدة  بالحوار العقلاني مصحوبا بالتسامح والإصغاء والمناقشة الجادة  او تثبت عدم مقدرتها بالوقوف في وجه الديكتاتورية القبيح الذي يقف وراء العناد وحب الذات والانانية .
ورأى شتاينماير  ان الحيلولة لاندلاع الحرب سواء كانت اقليمية او داخلية او غيرها يكمن بالدبلوماسية الهادئة التي تتحلى بنفس طويلة صبورة مؤكدا بأن الحرب ربما تكون مثل الكي كآخر دواء الا انها اساس مصائب الانسانية .
وكان شتاينماير قد أعلن ببيانه الحكومي الذي ألقاه هذا اليوم الاربعاء 29 كانون ثان/يناير امام اعضاء البرلمان الالماني انه يريد تنشيط سياسة الماينا الخارجية من جديد بشكل اكثر من ذي قبل ولا سيما فيما يتعلق بحقوق الانسان واستخدام القوة العسكرية بمناطق النزاعات بالعالم يجب ان لا تُستغل والتسرع بها فالدبلوماسية لها حظ كبير بانهاء النزاعات الدولية واذ كانت الحرب آخر وسيلة لانهاء ماساة الشعوب ولا سيما خلال السنوات الثلاثة الماضية التي أدت المطالبة بالحربات العامة تشريد الملايين ومقتل ألوف مؤلفة من البشر  فلا بد من العودة اليها لإنقاذ هذه الشعوب ولكن بحذر تام منوها بالدبلوماسية الهادئة مع ضغوط مارستها  بعض الدول المعنية بإزمة ملف ايران النووي فهذه الدبلوماسية التي استمرت لسنوات نجحت  أخيرا بإقناع طهران بوقف تخصيبها اليورانيوم مقابل تخفيف بعض العقوبات  ونجاحها يكمن باختفاء لهدة التهديدات باعمال عسكرية ضد تلك الدولة المذكور فالحرب اوله كلام على حد قوله .