الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فشل المؤتمرات

فشل المؤتمرات

23.05.2013
د. مازن عبد الرزاق بليلة

د. مازن عبد الرزاق بليلة
المدينة
الخميس 23/5/2013
مسكين، على رغم المعارضة المسلحة والعنيفة ضده، وقتل ما يقارب 80 ألف سوري، وتشريد الملايين، لا يزال بشار الأسد يأمل أن يُرشِّحه الشعب السوري لتجديد رئاسته في الانتخابات القادمة؟ وهذا بالطبع "أمل إبليس في الجنة"، لذلك عندما سُئل عن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي طلب منه الرحيل، قال فورًا: الاستقالة تعني الفرار، وأضاف بخبث: لست أدري ما إذا كان كيري وغيره حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه، لمعرفة من يجب أن يرحل ومن يجب أن يبقى، هذا ما سيُقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2014م.

ونحن بدورنا نقول له: بل إن الشعب السوري قد قرر من قبل سنتين، أنه يجب أن ترحل، ليس بانتخابات صورية ولا بانتخابات مزورة، ولكن بصوت البندقية.
الذئب الطيّب الوديع، نفى في نفس الحوار، أن تكون قوّاته استخدمت أسلحة كيماوية ضد المقاتلين المعارضين، واعتبر أن المعلومات الصادرة من مصادر غربية عن هجمات بالأسلحة الكيماوية شنّتها القوات الحكومية هدفها: تهيئة الرأي العام لتدخل عسكري ضد سوريا، لكنه لم يُنفِ المعلومات التي أكدتها الولايات المتحدة، بأن روسيا أرسلت صواريخ روسية متقدمة جدًا وذكية ومضادة للسفن؛ ولا يمكن ضبطها بالرادار، من طراز ياخونت، لدعم النظام السوري ضد الهجمات البحرية.
للأسف العلاج الأمريكي الروسي الجديد القديم للأزمة السورية، هو تنظيم مؤتمر جنيف للسلام. وبدلًا من إيقاف المذابح في سوريا، على أرض الواقع، انشغل الجميع بتفاصيل المؤتمر، حيث تلتقي المعارضة السورية في اسطنبول، لتعلن رفضها للتفاوض إذا لم يتم استبعاد الأسد من السلطة، وستلتقي أيضاً الجامعة العربية في القاهرة -بناءً على طلب قطر- للموافقة على قرار المعارضة، ويقول الأسد: لا حوار مع الإرهابيين، إنهم يعتقدون أن عقد مؤتمر سياسي سيوقف الإرهابيين في البلد، هذا غير واقعي، وهناك خلط في العالم بين الحل السياسي والإرهاب.
وعلى الرغم من الاتفاق على الدعوة للمؤتمر، مازالت واشنطن وموسكو مختلفتين فيمن يحضر، ومن لا يحضر، حيث تصر روسيا على ضرورة أن تحضر إيران الداعم الرئيس للأسد، وتقول فرنسا وبريطانيا أنهما لن تحضرا إذا شاركت طهران.
إنها سخافة دولية وتَهرُّب من مواقف إنسانية.