الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فشل المفاوضات السورية لصالح النظام أم المعارضة!

فشل المفاوضات السورية لصالح النظام أم المعارضة!

07.02.2016
د. مطلق سعود المطيري



الرياض
السبت 6-2-2016
    إن كان هناك نتيجة سياسية خرجت بها مفاوضات جنيف بين المعارضة ونظام الاسد، فهي الادانة الدولية الواضحة لروسيا وتحملها مسؤولية فشل الخيار السياسي، فهندسة الإخفاق في جنيف كانت وراءه موسكو بداية باختيار رئيس وفد النظام بشار الجعفري، واستبعاد الوزير وليد المعلم، الذي لا يملك مهارة الوقاحة والاستفزاز التي يتمتع بها السفير الجعفري، فتتبع تصريحاته توضح مهمته التي حضر من اجلها "إهانة المعارضة السورية" وتفريغ المفاوضات من محتواها السياسي، واشاعة جو الذعر من الدب الروسي، وتجريم الحديث معه كشريك سياسي معتمد بالمفاوضات، وحصره بدور الوسيط..
روسيا لا تمتلك مشروعا سياسيا في سورية، سواء مع النظام او ضده، فخياراتها السياسية محددة بالا يكون هناك مرجعية سياسية للمفاوضات سواء مقررات جنيف السابقة، او تفاهمات فيينا او حتى محادثاتها السرية مع واشنطن وطهران، فمنذ البداية وهي تسعى لتعقيد الخيار السياسي، وكأنها تريد ان تلغي سورية من خريطة العالم، فالطبيعي ان الدولة الراعية لنظام ما او خيار سياسي واحد تعرف ان ترسم الطريق المؤدي له، فالاحتفاظ بنظام بشار ليس خيارا سياسيا بل خيار يدعم الحل العسكري ويقضي على كامل الخيارات، فلو ان المعارضة قبلت بوجود الاسد كضامن وحيد لوجود الخيار السياسي، لرفضته موسكو وأجلته بذريعة محاربة الارهاب..
ان معرفة اهداف روسيا في سورية هي الشيء الاساسي لبناء مشروع سياسي سوري عربي لحل تلك القضية المعقدة، ولكن موسكو عملت على تمويه اهدافها الاستراتيجية في سورية، فالاحتفاظ ببشار ليس هدفا ولا مشروعا سياسيا، فليس من المنطق ان يتوقف تاريخ بلد على مصير شخص، لو قتل بشار او مات طبيعيا، ما هي الخطوة الروسية التالية بعد هذا الحدث؟
لن يكون امامها شيء تعمله سوى الاستمرار برمي القذائف على الشعب السوري بحجة ضرب الجماعات الارهابية حتى لا يستولوا على السلطة.
الحرب على الارهاب استراتيجية غامضة في العراق وسورية لا تعرف مدتها ولا اطرافها، فقط حقائق مصنوعة "وجود داعش" تلك القوة الهلامية التي ترسم حدود الشر مع الشر، وليس الخير الذي يتطلع له الشعب.
هل اسرائيل هي من تحرك الاوضاع والاوجاع في سورية؟ وتعمل على اعادة سورية الكبرى، والمطلوب الآن تفريغ سورية من شعبها بقدر الامكان لترحيل الشعب الفلسطيني لها، لكي يتحقق خيار الدولتين بين الفلسطينيين والاسرائيليين، فهل اصبحت سورية ميدانا لمعاقبة الخيار العربي السياسي في سورية وفلسطين، وإحياء الخيار الايراني والإسرائيلي؟
الوضع في سورية قدم هدية لا تحلم بها تل ابيب
تهجير الشعب السوري من ارضه، ومسح تاريخ الشام نهائيا عن طريق داعش الذي مسح الآثار السورية القديمة، لكي لا يكون بها أثر تاريخي سوى مقابر المواطنين الذين قضوا بسبب القصف الروسي وبراميل النظام، ذكرى موت لشعب مهجر، هل هذا ماتريده المعارضة او ما يريده النظام؟