الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فشل المجتمع الدولي في سوريا

فشل المجتمع الدولي في سوريا

04.04.2013
Admin

المصدر:    صحيفة «غارديان» البريطانية
البيان
الخميس 4/4/2013
تستعر المجازر في سوريا، لكننا نقف مكتوفي الأيدي. يجب علينا إدراك أن ملايين السوريين محاصرون في ذلك البلد، والغياب الفعلي للإغاثات الإنسانية هو أمر تعسفي وقاسٍ أيضا، كالحرب ذاتها.
تمزق القنابل، بل والصواريخ البالستية، المنازل تمزيقا، وقد تم قتل أكثر من 70 ألف شخص. وتسأل شبكة إذاعة "بي بي سي" الإخبارية أحد الأطفال عما إذا كان قد افتقد اللعب مع أقرانه، ليجيب "لقد ماتوا جميعا". أين هي الملاجئ والأغذية، حيث يرحل أكثر من مليون سوري، نصفهم أطفال، عن البلد تاركين حياتهم وراءهم؟
وعبر الحدود حيث توجد المساعدة، تتضخم مخيمات اللاجئين وتتزايد أعدادهم، وتفتح الأسر منازلها لأولئك الذين يفرون من الصراع، في أعمال خير رائعة، إلا أن العبء ثقيل عليهم. وإننا لا نستطيع، ولا ينبغي لنا، الاعتماد على مثل هذا السخاء.
يجب أن يتم توفير المساعدة داخل سوريا ولجميع من يحتاجونها، ومن المخزي أنه يتوجب على المنظمات القليلة الشجاعة التي تستطيع تقديم المساعدات، أن تقوم بذلك، في كثير من الأحيان، في الخفاء، أو إن لم يكن كذلك، تتم إعاقتها بشكل شديد على أية حال.
والقصص التي ترويها المنظمات مؤلمة، حيث خزانات المياه مليئة بثقوب الرصاص، والأحياء تتضور جوعا، ويتم قصف المستشفيات عمداً. ولا تطلب هذه المجموعات شيئا أكثر من مساعدة السوريين بالمعيار الصحيح، في العلن والأمان.
كم سيستغرق الأمر من الوقت حتى تصل المساعدات الإنسانية في نهاية المطاف؟ على امتداد عامين سمح ما يسمى بمجتمعنا الدولي، بأن تأخذ المناورات المعقدة للقوى الأولوية على حساب معاناة السوريين الرهيبة، وهذا أمر معيب للغاية. فلو كان أحبابك محاصرين هناك، ألن تتحرك للتصرف؟
 وهل ستأبه بالسياسة عوضا عن الأمان في مواجهة مثل هذه المجازر؟ في غياب حلٍّ سياسي، ليس هنالك عذر لقلة الجهود الإنسانية المحايدة والمتضافرة، للوصول إلى الملايين الذين يعانون في كل مكان في سوريا. وبالتأكيد فإنه من مصلحة جميع من يأبه لمستقبل سوريا، الحفاظ على الأسر آمنة والأطفال سالمين.
وكما نشر مؤخرا، لا يملك أحدنا القوة لتغيير الوضع، وليس باستطاعة أي إنسان بضمير حي أن لا يستجيب لهذا النداء، إلا أنه يتوجب علينا جعل هذا النداء مسموعا بشكل أكبر مما قمنا به حتى الآن، وعدم القيام بذلك يعد فشلاً أخلاقيا ذريعاً. كم من المشاهد المروعة الإضافية لأسر منهكة تعبر الحدود إلى الأردن، أو لبنان، أو تركيا، يتوجب علينا أن نشهدها؟
وما المدة التي ينبغي علينا فيها سماع رواياتهم عن الأسى والدمار قبل أن يسمح بدخول سيارات الإسعاف؟ في النهاية، الأمر يقع على عاتق السلطات السورية لإعطاء مباركتها، إذا ما عزمت الأمم المتحدة على تنظيم دخول الإعانات الإنسانية للدواء والغذاء والبطانيات، لتصل إلى جميع أرجاء سوريا. إلا أن جهودنا في تحقيق هذا الأمر وإنجاز واجبنا الأخلاقي الأعمق تجاه السوريين، أصبحت مترددة في أفضل الأحوال.