الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فشل توسيع الأزمة السورية أو التهديد بتوسيعها!

فشل توسيع الأزمة السورية أو التهديد بتوسيعها!

07.05.2013
طارق مصاروة

الرأي الاردنية
الثلاثاء 7/5/2013
كان الواضح منذ البداية ان توسيع الازمة الدموية من الداخل السوري الى المنطقة، لم يكن في مصلحة نظام الاسد، ولا في مصلحة المعارضة، وبالطبع ليس في مصلحة المنطقة!!
فالجميع كان اكثر نشاطاً في رفض الحل السوري الداخلي برفض النظام الاعتراف بأن هناك احتجاجاً حقيقياً، واتهامه بأنه جماعات ارهابية، ورفض المعارضة قبول مبدأ الحوار مع نظام يؤمن بالحل الامني - العسكري!!.
فشلت نظرية توسيع دائرة المعركة من كونها ازمة محلية سورية الى ازمة منطقة.. استمرأت الازمات، وصدّقت ان هناك ربيعاً يملأ الأرض زهراً وعدلاً وديمقراطية!!.
توسعت عربياً بفشل وساطة الجامعة، وفشل مهمة المراقبين، ثم فشلت بانتزاع مقعد المؤتمرات من نظام الأسد، ووضعه بتصرف المعارضة!!.
توسعت اقليميا بانضمام الايرانيين وحزبهم الالهي في لبنان الى معركة النظام الدموية وانضمام بعض دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وليبيا وتونس الى المعارضة.
وفشل الجميع في رؤية خطر التراخي الاميركي وتأثيراته على الدم الحار الاوروبي الذي كان مستعدا لمعركة على طريقة معركة ليبيا والاطاحة بالاسد على طريقة الاطاحة بالقذافي.
وصل خطر التراخي الاميركي الى نقطة معينة حين ترك لاسرائيل ان تضرب في عمق الازمة ونحن ما نزال نشك في ضربة قاسيون على انها اسرائيلية واغلب الظن انها نفذت بصواريخ «كروز» الاميركية التي يمكن ان تنطلق من سفن الاسطول السادس في المتوسط او سفن الاسطول الخامس في الخليج العربي وهي صواريخ نعرفها من الهجوم على العراق ومن ضرب مصنع الادوية في السودان ومعسكرات تدريب القاعدة في افغانستان.
ضربتا اليومين الاخيرين وهما بكل المقاييس قرار اميركي بغض النظر عن الفاعل امام الكاميرا غيّرتا نظرية توسيع الازمة السورية الى المنطقة والدليل:
- ان تهديد الايرانيين بدخول الحرب الى جانب سوريا تقلص الى الوعد: بتدريب الجيش السوري.
وان رد الفعل السوري تقلص الى قرار اطلاق المنظمات الفلسطينية لمواجهة اسرائيل من الجولان لاول مرة، هذا بعد تدمير مخيم اليرموك، وبعد نتف ريش قائد الجبهة الشعبية-القيادة العامة، وبعد شعور قيادة حماس ان دوحة قطر اطرى من غوطة دمشق.
- واخيرا، فان صمت حزب الله في مواجهة الضربة كان التعبير الاقسى عن الاحباط، وضياع البوصلة للنظام السوري، ولطهران.. وطبعا للضاحية الجنوبية في بيروت.
فشل توسيع الازمة الدموية السورية لتشمل المنطقة وبقي تطويع الموقف الروسي (والصيني) ببعث التوافق القديم في جنيف، فواشنطن لا مانع عندها من احتفاظ روسيا «بمكتسبات» الصداقة الروسية-السورية، وهي مكتسبات لا تدعو لاعطاء موسكو اي شعور بالتفوق ولا تبقي رئيس النظام السوري دقيقة واحدة اكثر من موعد النهاية.