الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فشل "جنيف2".. من المسؤول، وأين الحل؟

فشل "جنيف2".. من المسؤول، وأين الحل؟

18.02.2014
الوطن السعودية


الاثنين 17/2/2014
أن يعتذر المبعوث الأممي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أول من أمس للشعب السوري بسبب فشل مفاوضات "جنيف2"، فالفشل كان متوقعاً، لكن تبريره هو الأهم من حيث إشارته إلى أن وفد النظام السوري رفض مناقشة ثلث ما جاء في نقاط التفاوض. ولن يكون مجديا طلب الإبراهيمي من المعارضة السورية والنظام العودة والتفكير بجدوى المفاوضات، لأن المفاوضات على طريقة النظام السوري لا جدوى لها، فطلب النظام مناقشة "الإرهاب" قبل أي شيء يعني التهرب من أعماله الإرهابية ضد الشعب، ويعني مد زمن المفاوضات إلى أن ينتهي كل من يصنفه النظام إرهابيا، ويبقى كل من لا يندرج تحت تصنيف النظام مثل الميليشيات التي دخلت علنا بمعرفة النظام وبطلبه والعالم يتفرج ويعرف.
وفي المقابل فإن رفض النظام المتكرر لمناقشة تشكيل هيئة حكم انتقالية يؤكد أن بشار الأسد لن يتخلى عن الحكم أو يتقاسم السلطة مع أحد إلا مجبرا. وبناء عليه فإن تصريح مساعدة وزير الخارجية الأميركية بأن الولايات المتحدة اتفقت مع روسيا قبل انعقاد "جنيف2" على أن المؤتمر ينعقد لتطبيق نتائج "جنيف1" ومنها تشكيل هيئة حكم انتقالية، غير أن النظام السوري رفض ذلك!
هذا التصريح الغريب يمكن أن يقود إلى احتمالات عدة، مثل أن النظام السوري لا يكترث للطلبات الروسية ويرفضها، وهذا غير وارد لأنه لا يستطيع التحرك من غير إذن روسيا التي تحميه في مجلس الأمن وتدعمه بالسلاح. أو أن روسيا خدعت الولايات المتحدة كي تضغط على المعارضة لحضور المؤتمر فيكسب النظام وقتا لتصفية خصومه من الداخل، وهذا ما حدث من خلال تصعيد النظام عملياته العسكرية داخليا. أو أن الولايات المتحدة متواطئة مع روسيا بطريقة ما، وتريد الظهور بمظهر الداعم للشعب السوري فيما هي لها مآرب أخرى مثل الروس، ومن مصلحتها إطالة أمد الصراع.
الحقيقة الوحيدة الماثلة هي أن ذلك كله يأتي على حساب دماء السوريين التي تراق يوميا في مختلف محافظات الدولة، ولن ينفعهم تحميل فرنسا وبريطانيا النظام السوري مسؤولية فشل المفاوضات، لأن المطلوب وضع حل يوقف نزف الدماء، ولا يردع القاتل الذي لا يعترف بجرائمه فحسب، بل يقوده إلى محكمة الجنايات الدولية ليعرف حينها منبع الإرهاب الذي يطالب بمناقشته أولا.