الرئيسة \  واحة اللقاء  \  شهادة براءة مجانية للأسد من الوحشية

شهادة براءة مجانية للأسد من الوحشية

29.03.2015
صلاح الدباس



الشرق القطرية
السبت 28-3-2015
التشكيك في الدور الأمريكي في سوريا مبرر بتهاون واضح في استصدار القرارات الدولية المناسبة للأوضاع، إلى جانب ضعف العمليات القتالية التي تستهدف التنظيمات الإرهابية ومواقع قوة النظام السوري، وقد اتضح أخيرا بما لا يدع مجالا للشك أن الإدارة الأمريكية لم تكن منذ البداية حريصة على إزالة نظام بشار الأسد، عكس التوجهات الخليجية، وهنا اختلفت الأهداف والتوجهات ولم تتوفر الثقة الضرورية لعمليات مشتركة.
يؤكد ذلك تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جون برينان أخيرا بإعلان أن بلاده لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لأن ذلك من شأنه أن يخلي الساحة للجماعات الإسلامية "المتطرفة"، ولاسيَّما تنظيم الدولة الإسلامية.
واجتهد برينان في شرح هذا التطور السلبي في حديث له أمام مركز أبحاث "مجلس العلاقات الخارجية" في نيويورك، حيث قال إنه لا الولايات المتحدة ولا روسيا ولا التحالف ولا دول المنطقة "يريدون انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق"، وذلك تجميع سيء للمبررات لأن دول الخليج ترغب في إزالة النظام السوري ودعمت أي توجه لذلك.
ومثل هذه التصريحات التفاف وتسويف وتعسف في الممارسة السياسية والأمنية، واعتقد أنه اعتراف مبكر وفي وقت غير مناسب بالفشل والهزيمة، يساعد إيران والنظام السوري في البقاء وتحقيق انتصار مجاني تمنحه الإدارة الأمريكية السلبية بطيب خاطر وفي قالب من ذهب لمن لا يستحقون، لأن الهدف منذ انفجار الأوضاع في سوريا هو إزالة النظام ولا يمكن اعتباره جزءا من أي حل حاضرا أو مستقبلا، وذلك معلن سياسيا ودبلوماسيا وأمنيا وعسكريا، وقد استمع له وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بوضوح في زيارته الأخيرة للرياض.
الإدارة الأمريكية بهذا السلوك تقوّض شراكتها السياسية مع حلفائها، ولا يمكنها استبدال تحالفها الخليجي بآخر إيراني، لأنها بذلك تقدم عربون ود سياسي يحللها من أي التزامات للاستمرار في القضاء على النظام السوري رغم كل الجرائم التي ارتكبها وتضعه في قائمة أسوأ مجرمي الحرب المعاصرين، وهي جرائم لا يمكنها أن تسقط لأن أمريكا اقتنعت أخيرا بفشل التحالف أو عدم جدوى الضربات التي تنفذها في سوريا، ذلك ينطوي على خذلان ليس للشعب السوري وإنما للإنسانية بأجمعها لأنها توفر مخرجا وغطاء للنظام يبرؤه من جرائمه على مدى أكثر من ثلاث سنوات وذلك غير منصف على الإطلاق.