الرئيسة \  واحة اللقاء  \  شهداء اليرموك.. ذبح بلا دم.. فأين الأب والأم؟!

شهداء اليرموك.. ذبح بلا دم.. فأين الأب والأم؟!

14.01.2014
د. خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الاثنين 13/1/2014
هبت "فاليري آموس" نائبة الأمين العام للأمم المتحدة! لشؤون الإغاثة، للسفر إلى دمشق ومقابلة الحكومة السورية الظالمة والتباحث معها بخصوص الوضع المأساوي الذي وصل إليه مخيم اليرموك الفلسطيني جنوبي دمشق، من حصار وتهجير وتجويع حتى فقد اثنان وأربعون من النساء والأطفال والشيوخ حياتهم شهداء الجوع والمسغبة بالذبح دون دم، كما هم الآلاف الذين قضوا بالذبح دون دم عبر القصف الكيماوي المعروف الذي اتجه أوباما ضده كخط أحمر، واتفق مع الروس والإيرانيين وأعداء سورية الشعب على الوقوف صفا واحدا لتسليم هذا السلاح، ومعاقبته بدل معاقبة المجرم الذي رماه على الأبرياء لتحاسب السكين دون الذباح ولعل مهر ذلك ما نعرفه على المقايضة الخسيسة بتثبيت الجزار على كرسي المسلخ والتقارب مع إيران على حساب الشعب السوري الذبيح، بل هذا هو الذي يظهر، إذ ليس ثمة موقف جدي بعد مرور سبعة أشهر على هذا الحصار القاتل الظالم من أي دولة عربية أو غربية أو شرقية.
فالكل متخاذل أومتآمر على درجات ودركات ولسنا نعجب من ذلك، لأن معظم هؤلاء لا تجرحهم ضمائرهم إن كانت حية، إذ لا ترضى أبداً بمثل هذه الفظائع ولا تلتئم جراحها حتى تواسي البؤساء الموتى والأحياء.
وارحمتاه للبائسين... فإنهم موتى وتحسبهم من الأحياء..
إن أدعياء الممانعة والمقاومة من اللا نظام المجرم ومن يلف لفهم ممن يدعون الدفاع عن فلسطين من المحسوبين على عصابة الأسد لا يعرفون هذا المبدأ منذ الشروع في الثورة السورية لأنهم دوما مع القاتل لا مع الضحية، طالما أن القاتل هو عبد للصهاينة، وهم من حيث النتيجة لا يصبون إلا في مستنقع أبناء القرود، وإن كل هؤلاء ليعتبرون أن من شرائط علوهم وشهرتهم أن يعطفوا على هؤلاء لا على أبناء جلدتهم ودينهم وجنسيتهم.
وكيف لا ، وهم لا يعرفون للرحمة معنى في أي قاموس ولا يعرفون من سحق أهلهم أو يعرفون ويحرفون طمعا في المال والجاه والمنصب والتعصب والتحزب للشر لا للخير. نعم إننا ندرك أن مجيء آموس إنما هو من باب ذر الرماد في العيون ليس إلا، إذ إن جميع البراهين تدل على عدم اكتراثهم بالثورة السورية فكيف يهتمون بإغاثة أهلها وهم يريدون إخمادها نصرا لليهود الملاصقين لسورية كيلا يتهدد الأمن الإسرائيلي خصوصا إذا كان البديل إسلاميا أو وطنيا، ولا ريب أن قساوة القلوب هي الصفة الذميمة التي رمى بها القرآن اليهود، فإذا اتصف معظم العرب والمسلمين المقتدرين والمجتمع الدولي بهذه الصفة فإنما ليظهر اشتراكهم مع اليهود فيها بمشيئة منهم أو لا مشيئة.
ولذلك كان الأستاذ وسيم طريف مدير عملية آفاز، محقا عندما تحدث في مداخلة مع قناة الجزيرة قبل يومين، إنه لا توجد إرادة دولية لحل معضلة الإغاثة كما وجدت في التعامل مع حدث الكيماوي وأن المطلوب إنما هو قرار دولي ملزم يمكّن الأونروا من إعانة الفلسطينيين لممارسة حقهم في الإغاثة وحماية مخيم اليرموك ويجب أن يكون الضغط من قبل مجلس الأمن. وقد قال السيد وسام إنه التقى بممثل الأونروا وقال له: إن المساعدات تصل إلى النظام وتوزع على جماعته، كما قال أحد المطلعين في المخيم: إن عصابة الأسد تعطي رشحا قليلا وتأخذ الصور لتوثيقها ثم تضرب الناس وتوزع على أنصارها فقط ثم تحكم الحصار ليقضي الناس ألما وجوعا بل موتا بطيئا، فهل ننسى تلك الصور المؤلمة للشيوخ والنساء اللواتي يجمعن وصغارهن الحشيش من الأرض للغذاء.. إنها مشاهد تفلق القلب حزنا مما لم نجده لدى أقسى بني صهيون، وإن المجرم وشبيحته يريدون بهذا الحصار الخانق في اليرموك وسواه وتزامنا مع اقتراب موعد جنيف 2 أن يخضعوا الشعب والمعارضة لقراراتهم الناصرة لتآمر المجتمع الدولي والتي تعمل حقيقة ما استطاعت على إنتاج الجزار بشار من جديد، ولكن المؤشرات كلها تدل على أنهم أغبياء مغرورون فإن الصمود بعد التوكل على الله هو رائد هؤلاء المجاهدين بصبرهم وإن الضغط عليهم لن يجدي أبداً لأن كرامتهم هي أعز ما يملكون ولذلك صرخت إحدى الأمهات: إننا لا نريد المعونات أرجعونا إلى بلادنا في فلسطين، ولما للثبات من دور، فقد قامت أكثر من 60 إذاعة وقد وحدت كلمتها للرد على هذا الحصار الغاشم، ودعا الناشطون إلى حملة عربية إسلامية أوروبية للرد على جرائم مخيم اليرموك. ومخيم درعا البائس كذلك، وإن كل هذا يحدث لأكثر من 30 ألفا بعد ما نزح أكثر من 80 ألفا من اليرموك، إن عصابة الإجرام تتبع في أكثر من موقع سوري سياسة جوع كلبك يتبعك وتنسى أن الشعب الثائر أصبح أقوى من الجوع فإن هؤلاء الجائعين هم الأغنياء بمبادئهم وحبهم لأن الصابرين حتى على فقدان الضروري، هم أقوى البشر كما يقول سقراط، وإن هؤلاء السفاحين هم الفقراء المفلسون الحقيقيون بحقدهم وطائفيتهم. ولذلك خرجت المظاهرات المنددة بالجرائم وصمت العالم المريب مع تأييد الاعتصام السابق تحت شعار معركة الأمعاء الخاوية، لأن هذا الشعب يستحق الحياة لا الموت، ويستحق إدخال المساعدات وفتح الممرات الإنسانية لا إغلاقها والكذب في الوعود ولا ننسى أن غالبية المنظمات الدولية الإغاثية تخضع للمانحين الذين هم في معظهم من المعادين للثوار في سورية والمؤيدين للمستبدين الذين يدعمون الكيان الصهيوني في الحقيقة.
فمن ينقذ الفلسطينيين في اليرموك وغيره؟ ومن ينقذ السوريين المحاصرين في الشام من سياسة التقتيل والتشريد والتجويع.. هل سنتعاون وننظم برامجنا بدقة حتى لا يبقى محتاج واحد هناك فالاعتماد على الله والنفس لا فائدة منه مهما تبجح أربابه كما يزعمون أنهم أصدقاء سورية من غيرنا، ومن يتاجرون بالمواقف السياسية والمصالح الضيقة منا!