شواهد سيطرة اليأس

الرياض
الثلاثاء 14/5/2013
في التاسع من هذا الشهر ذكرت الوكالة الفرنسية تصريحاً لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري؛ بأن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يشارك في أي حكومة انتقالية قادمة..
هذا التصريح لأنه بعيد عن؛ الواقع العربي، العقليات العربية، نوعية المفاهيم، مسار الأحداث.. فهو يبدو كما لو كان يمثل مسلكية وتصرفات من يجمعهم تنافس على رئاسة في أوروبا أو أمريكا، بحيث يقال عن أحد المتنافسين بسبب سلبيات تخصه بأنه غير قابل للرئاسة مرة أخرى، أو المشاركة في حكومة انتقالية..
المفهوم العربي القائم منذ ما لا يقل عن ستين عاماً هو أنه ليس هناك رئيس دولة يُطبّق عليه هذا المفهوم؛ لسبب واضح وصارخ هو أن سلوكيات حاضره لا تعطيه هذا الاحتمال، ثم إنه يرى من ينافسونه على أنهم أعداء، ودائماً ينتهي الصدام مع الأعداء بقتل واجهة أحد الطرفين..

والده.. مثلاً.. أتى إلى الحكم بالقوة، ولم ينتهِ من الرئاسة في زمن محدود، لكن نهاية حياته هي التي حدّدت ذلك، ولأنه كان يرسم مستقبلاً لأبنائه فإن شقيق الحاكم حالياً كان قد تم تجهيزه للحكم، وحين ذهبت بحياته حادثة سير أتى شقيقه الرئيس الراهن.. أي أنه لم يأتِ بنتائج انتخابات وتنافس مع آخرين..
هذا من ناحية تخص نوعية الحاكم ونوعية ما يمارس من حكم، ليس في سوريا فقط، ولكن في العراق مثلاً في زمن رجلين في منتهى الغرابة.. عبدالكريم قاسم.. الذي شُرعت في عصره سياسة السحل؛ وهي سحب المغضوب عليه بسيارة تنطلق به حتى يموت.. وكذا صدام حسين الذي امتلأ عصره بعمليات القتل وتصفية أي أصحاب أفكار معارضة.. الرجل الثالث من ليبيا الذي تستغرب كيف وُجد في قصر حكم ولم يوجد في مستشفى معتوهين.. أيضاً ابحث عن استقرار السودان.. وتطلّع إلى استقرار في تونس..
ولا تتصور أن الصراع في سوريا يمكن أن تجد فيه تبرئة لأحد من القاتلين لآلاف المواطنين الذين ليس في حياتهم أي برمجة سياسية، ولا تتوقف قسوة العلاقات داخل سوريا؛ لكنها موجودة في العلاقات مع كثير من الدول العربية، أما غير العربية.. فلا.. إيران مثلاً أو إسرائيل.. هذا هو خبر بثته الوكالة الفرنسية بتاريخ ٥/٥ يقول: إن إسرائيل شنّت هجوماً جوياً قرب دمشق استهدف أسلحة إيرانية مرسلة إلى حزب الله اللبناني.. هنا إيران حليفة من جانب وإسرائيل ليس هناك أي احتكاك عسكري معها منذ أعوام طويلة، وكأن ما يحدث بينهما داخل سوريا أمر لا يبطله تدخل محلي ثالث..