اخر تحديث
السبت-20/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ شيخ قبَليّ بسيط ، يتفاصَح ، فيقلب الحقائق ، فتذهب مقولته مثلاً !
شيخ قبَليّ بسيط ، يتفاصَح ، فيقلب الحقائق ، فتذهب مقولته مثلاً !
03.05.2021
عبدالله عيسى السلامة
كانت مناسبة قبلية ضخمة ، حضرها عدد كبير من الناس ؛ من وجهاء القبائل وشيوخها وزعمائها !
وكان كلّ من هؤلاء الوجهاء والشيوخ والزعماء ، يحضر بطريقة تناسب ظروفه ، وقربه من المكان وبعده عنه ، وعدد الذين يحضرون معه ، ونحو ذلك !
وحين استتبّ المجلس ، بين شيخين متقاربين في المكان ، قال أحدهما للآخر، بصوت خفيض ، ممازحاً : مابال شيوخ قبيلتك يأتون فرادى ، كلّ منهم يأتي وحده ، ولا يأتون معك وأنت شيخهم !؟ أنت تعلم أن الأوجَه والأنسب ، أمام الناس ، أن يأتي كلّ شيخ قبيلة، ومعه شيوخ العشائر، التابعون لقبيلته !
فقال الشيخ الثاني ، ردّاً على المداعبة : إن رجالي يختلفون عن رجالك ، ياشيخ ، فأنا أقود حُصُناً (ذكوراً) ، وأنت تقود خيلاً ( إناثاً) !
ضحك كلّ من الرجلين ، ضحكة خفيفة ، وأنصتا يستمعان ، إلى ما يتحدّث به الآخرون !
كان في الحوار الذي دار بينهما، غُبن كبير، يعرفه كلّ من الشيخين! لكنه لم يمسّ أيّاً منهما، بل تعرّض للآخرين ، الذين يأتمرون بأمر كلّ منهما !
وما قاله الشيخ الثاني ، هو الذي يحمل الغبن ، لرجال الشيخ الأوّل !
وخلاصة الأمر: أن الشيخ الأوّل ، هو شيخ على مجموعة كبيرة من القبائل ، وكلّ قبيلة يرأسها شيخ ، متفرّد بزعامة قبيلته ، و تحت سيادته مجموعة من العشائر، ولكلّ عشيرة شيخ متفرّد بزعامة عشيرته ! والشيخ الأوّل هذا ، مشهور بكرمه الشديد ، الذي يبلغ حدّ الإسراف ، أحياناً ! وتحبّه قبائله ، جميعاً ، وتحترمه احتراماً شديداً ! غير أن سيادته على قبائله ، قائمة على الاحترام والتوقير؛ فلا تبلغ حدّ الاعتداء ، على أحد من القبائل ، أو على زعيم من زعمائها، أو وجيه من وجهائها ! لكنه ، حين يدعوها إلى أمر جلل، تلبّي دعوته، وتدافع عنه بالسلاح ، وتبذل ، في سبيل ذلك ، النفس والنفيس !
أمّا الشيخ الثاني ، فلا يملك من المال مايملكه الأول ، وليس لديه من الكرم ، ما يتّصف به الأوّل ! إضافة إلى كونه زعيماً،على قبيلته وحدَها ، لذا ؛ لا يحظى بما يحظى به الأوّل ، من الاحترام والسيادة ، وكلامه للشيخ الأوّل ، بأن زعماء قبائله هم مجموعة من الخيل ، نوع من التهرّب من الواقع ! وقد دفعه هذا التهرّب ، إلى النيل من زعماء القبائل ، الخاضعة لسيادة الأوّل !
وهكذا ، حَوّل الأمر، من نيل من سيادته ، إلى نوع من خضوع الزعماء ، في قبيلة الشيخ الأوّل ، خضوعاً قسرياً ، كما تخضع الخيل الإناث لمن يمتطيها !
وهنا بيت القصيد ، في المسألة كلّها ؛ ففصاحة الثاني حوّلت الحقّ إلى باطل ، بل زيّنت الباطل ، في فهم السامعين !
وقد رُوي عن جرير الشاعر، أنه قاد بعض الناس ، إلى حيث يختبئ أبوه ، فوجدوه يرضع من ضرع الشاة ، كيلا يسمع الجيران صوتَ الحليب ، فيطلبوا منه شيئاً ! وقال للحاضرين: لقد فاخرت بهذا الأب ، ثمانين شاعراً ، وغلبتهم بشعري !
وهذا يدلّ على قوّة بعض الكلمات ، وشدّة تأثيرها !
ولقد رَوى عدد من الأشخاص ، كلمة الشيخ الثاني ، متأثرين بفصاحته ، دون الالتفات إلى الحقائق ، على الأرض !