الرئيسة \  تقارير  \  صحيفة عبرية: هل نقف على مسافة من قمة إسرائيلية-تركية-إماراتية؟

صحيفة عبرية: هل نقف على مسافة من قمة إسرائيلية-تركية-إماراتية؟

04.12.2021
إسرائيل اليوم


القدس العربي
الخميس 2/12/2021
إن التطورات السياسية الأخيرة بين إسرائيل وتركيا، وبخاصة بعد قضية اعتقال الزوجين أوكنين، والتصريحات المنسوبة للرئيس أردوغان، تشهد على تحسن العلاقات بين الدولتين، بمساعدة الإمارات. فقد لعبت وتلعب في الحاضر دوراً مركزياً جداً بل وحاسماً في استقرار المنطقة، وفي إعادة العلاقات التركية – الإسرائيلية إلى ما كانت عليه قبل قضية مرمرة، في الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية.
ليس صدفة أن قررت الإمارات الآن، وهي ذات الاقتصاد الأكثر استقراراً وقوة في العالم، أن تقيم صندوقاً متخصصاً للاستثمار في الاقتصاد التركي المنهار. فقد خصص الإماراتيون أكثر من 9 مليار دولار للحفاظ على استقرار الحكم في تركيا، إضافة بالطبع إلى زيادة تدخلهم في نقطة أخرى في المعمورة.
تحاول الإمارات، بقدراتها الاقتصادية، منذ بضع سنوات، أن تعمل وتؤثر في الشرق الأوسط. بدأ هذا قبل التوقيع على اتفاقات إبراهيم مع إسرائيل، وعملياً كشفت الاتفاقات عمق العلاقات والتنسيقات الاستراتيجية، الأمنية أساساً، بين الدولتين ومدى متانتها. ليس صدفة أن اختير محمد محمود آل خاجة لتأدية هذه المهمة الهامة للغاية، وآل خاجة هو سفير الإمارات في إسرائيل، وأحد الشبان الواعدين في العالم العربي وأحد المؤثرين على الدبلوماسية وعلاقاتها الخارجية.
يجدر التشديد على علاقات الإمارات وسوريا وفق التطورات الأخيرة. فمؤخراً، وقف وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، على رأس وفد من كبار المسؤولين الإماراتيين الذين التقوا بحاكم سوريا بشار الأسد، وبحثوا في المساعدة التي سيمنحونها له للخروج من الحرب الأهلية.
ورغم أن معظم الأنظمة العربية قطعت علاقاتها مع الأسد، تبدو زيارة الإماراتيين كنوع من “الاعتراف” بانتصاره وضعف المعارضة، التي تصرخ ضد نقل النظام الرئاسي بالوراثة، ووجدت مأوى في تركيا وفي عدة دول عربية. كان الأسد هو الحاكم العربي الوحيد الذي نجا من ثورة الربيع العربي، حتى وإن كان بمساعدة روسية وإيرانية وبتدخل نشط من “حزب الله”.
عقب زيارة المسؤول الإماراتي، وافق الملك الأردني عبد الله، هو الآخر وتلقى مكالمة هاتفية بعد قطيعة نحو عقد مع الأسد، وكان الأمر في موعد قريب من قمة بينيت-عبد الله في عمان، ما يشهد على موافقة معظم الدول العربية على إعادة سوريا إلى الجامعة العربية بعد أن أبعدت عنها عقب أعمال الحكم الوحشية بحق المواطنين.
كل هذه الخطوات – أمام ومن خلف الكواليس – يفترض أن تكون مترجمة عملياً إلى تحسين علاقات تركيا وإسرائيل بقيادة الإمارات. وهذا سيبدأ بالاستثمارات الاقتصادية الكبرى، ولكنه سيصل إلى المواضيع السياسية بسرعة شديدة. ولن أتفاجأ إذا ما كان يخطط الآن للقاء قمة بين زعماء الدول الثلاث.
بقلم: جلال البنا
إسرائيل اليوم 1/12/2021