الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صراع الزعامة.. وعبث التنظيمات الأصولية

صراع الزعامة.. وعبث التنظيمات الأصولية

16.07.2014
الوطن السعودية



الثلاثاء 15/7/2014
استفادة التنظيمات الأصولية من الفوضى لتوسيع انتشارها باتت واضحة، والأمر لا يبدأ بتنظيم القاعدة الذي استغل اضطرابات أفغانستان ذات يوم، ولا ينتهي بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو "داعش" الذي أعلن زعيمه نفسه خليفة، وعدّل المسمى إلى "الدولة الإسلامية"، وكأنه يظن أن مثل هذا العبث الذي يمارسه مع عناصره قابل للاستمرار.
الواقع يقول إن تلك التنظيمات الأصولية سوف تتصارع مع بعضها كما حدث مع "أمراء الحرب" في أفغانستان، فتنهي نفسها بنفسها، إذ لم يكد زعيم "داعش" يلقي خطبة عادا نفسه أميرا للمؤمنين، حتى هب تنظيم "جبهة النصرة" ليعلن مطلع الأسبوع الجاري عن إقامة إمارة إسلامية، وحدث ذلك وفقا للأنباء الواردة "في اجتماع على مستوى عال ضم معظم قيادات ومقاتلي جبهة النصرة في حلب"، فقد كشف الأمير العام للجبهة عن هويته للموجودين في الاجتماع الذي لم يكن متوقعا حضوره خلاله أو ترؤسه له.
وإذا صحت الأخبار القائلة إن زعيم "جبهة النصرة" بيّن أن "حلب ستشهد ولادة أول إمارة إسلامية لتعمم التجربة على باقي المناطق" فالوضع هنا يشير إلى وجود كيانين أصوليين يتنازعان السيطرة، ويشبه خطاب كل منهما خطاب الآخر، مثل ادعاء كل منهما تحكيم شرع الله ومحاربة المفسدين والثبات أمام الأعداء، فالواضح أن كلا منهما يرى الآخر عدوا، مما يؤكد أن الاقتتال بينهما لن يتوقف حتى يتفوق أحدهما على الآخر في المناطق التي فقد النظام السوري السيطرة عليها.
إلى ذلك، فالأنباء الواردة من مدينة الرقة السورية تتحدث عن دخول طرف ثالث إلى صراع الزعامة في التنظيمات الأصولية، عبر انشقاق والي داعش المدعو "أبولقمان" ـ وهو من أهل الرقة ـ وإعلانه دولة الخلافة ومطالبته بعدم الاعتراف بخلافة زعيم "داعش"، وهذا يشير إلى انقسام حاد في صفوف تنظيم "داعش"، سيقود في نهاية المطاف إلى حرب طاحنة بين التنظيمات المتطرفة الموجودة، وربما تلك التي سوف تظهر ما دام الاضطراب مستمرا في سورية والعراق.
كل ما سبق لا بد أن يقود إلى النتيجة الحتمية، وهي إفناء التنظيمات المتطرفة لبعضها بعضا نتيجة صراع الزعامة، وخشية أن تطول حربهم، ومن أجل حماية البشر منهم يفترض على المجتمع الدولي أن يتحرك للقضاء على إرهاب تلك الجماعات قبل استفحال الكارثة.