الرئيسة \  مشاركات  \  صرخة الشام

صرخة الشام

29.06.2013
صبحي الناشد


1
شاهِدْ دماء الشام تجري وانتظر .. مثلَ الجواري والعبيد
واجعل شيوخَك هذه الشاشاتِ واسكت ..
وامكث تقلبُك المحطاتُ العديدة كالمُريد
لا حرّكت هذي الدماءُ أخوةً ..
أو أيقظت هذي الجراحُ عروبةً ..
أو هزّ آلامُ الضحايا قلبَ هارونَ الرشيد
قف مثل تمثال بليد
واسأل: كم الرقْم الجديد؟
2
شاهد دماءَ الشام تجري كالجداول
ومَدافعُ الطاغوت تسكب حقدها.. فوق الشوارع والمنازل
وعلى الجوامع والسنابل
ليست تُفرّقُ بين طفلٍ أو مقاتل
لا تُحصِ أرقامَ اليتامى والأرامل
شاهد دماء الأبرياء
تجري جداول في العراء
واحفظ مشاعرَك النبيلةَ أن تلوّثها الدماء
أواه يا زمن الإماء!
3
شاهد بني سوريةَ انتفضوا على السجّان والأسوار والظُّلّام
وإذا رأيت دماءَهم.. قل يا حرام!
وإذا رأيت بكاء طفل موجَعٍ.. قل يا حرام!
ثم انسحب نحو الفراش مبلّداً
وادفن جبينَك في الوِسادة كالنعام!
4
شاهد بكاءَ حرائرِ الشام الأبيّة
ما هزّت الدمَعاتُ فيك مروءةً
أو حرّكت ما بين أضلعِك الحميّة
أو أيقظت روحَ العروبة في الكرام
أوّاه يا زمن اللئام!
5
شاهد أخاديد المقابر
و براءةَ الأطفال تنزف والضفائر
واقعد ببيتك وانتظر.. واصبرْ وصابر
واحفظ شعورَك أن ترى صُورَ الحُطام
واقرأ على العرب السلام
6
كم مرةٍ ذبحوك يا شامَ الرسولِ من الوريد إلى الوريد!
كم مرةٍ خذلوك -إخوةَ يوسفٍ-
وبكَوا عليكِ ودبّجوا فيكِ القصيد!
الرومُ حولَكِ يَرقُبونَك قبل رومٍ يشنؤونكِ من بعيد!!
7
عُد يا حسين
عُد يا حسينُ تعالَ وانظر ما الذي فعلته أبناءُ الضغينهْ
من ها هنا مرَّ التتار
ذبحوا ابتساماتِ الصغار
شربوا دِمانا ضاحكين كأنها أقداحُ مَتهْ!
مرّوا بحقدِهم الدفينِ ورجسِهم
لم يتركوا في الحقل نبتهْ
هل ذلكم يا سيدي.. حقاً لواءُ عدالةٍ يوماً عقدتهْ؟!
8
يا ابن الرسولْ
أزكى الصلاةِ عليك تُتلى والسلام
يغشاك يا عالي المقام
ماذا أُحدّث يا سليل الطُهر يا باب الرجاء؟
جُرحي أنا يمتد من خمسين عاما إثر عام
يا ابن البتولْ
يا ابن البتولِ تعالَ وانظر من جديدٍ كربلاء
أوَ ما شممتَ بقبرك المِعطارِ رائحةَ الدماء؟
أوَ باسمك المحبوبِ زُورا .. يُحرقون رُبا المشاتل والمزارع؟!
أوَ باسمك المحبوب تُسمل أعينٌ.. وتُداس أعناقٌ.. وتُرتكب الفظائع؟!
أو باسمك المحبوب نبحث عن فقيدٍ ضاع في التوقيف أو حرقوه في أحد الشوارع؟!
أو باسمك المعشوقِ يعلو من مآذننا الغناء!!
وتصير حجراتُ المساجد للبِغاء
أوّاه يا زمن المخازي والبلاء!
9
قسماً بربك يا حبيبي يا حسين
لو مرّ طيفُك ذاتَ يومٍ بالثكالى إذ بَكَين
ورأيت أحزانَ اليتامى في العراء
لسللتَ سيفك ثائراً لتردَّ ظلم المعتدين
ورفعتَ رايتَك الأبيةَ في الدُنا
وهتفتَ بين الثائرين
ومضيتَ للفتح المبين
حتى تعيدَ الشامَ طاهرةً بأثواب النقاء
10
انظر إلى هذا الشهيد!
قد أسعفته يدا شهيد
لكنّ ريح الجنة امتلأت بها رئتا الشهيد
هذا الشهيد
قد كفّنته يدا شهيد
صلّت عليه جموعُ مَن تمضي على درب الشهادة والشهيد
زفّته أمٌّ ليس ترضى أن تكون مع العبيد
قسماً بربِّ ترابِ قبرِك يا شهيد
يا أيها المقتول صبراً والمسربلُ بالجراح وبالصديد
يا من مضيتَ ليبزغَ الفجرُ الجديد
يا أيها المغسولُ بالدم والمرصّعُ بالحديد
هيهات عن درب الشهادة أن نحيد
يا أيها المقتول ألفاً قبل أن تُردِيه زَخّاتُ الرصاص
إنا على درب القِصاص
نَمْ هانئاً.. والنصرُ آتٍ ،كبّروا ..
يحيا الشهيد
***   ***   ***
كُتبت في شعبان 1434ه ، حزيران2013م