الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صفقة ضد الشعب السوري

صفقة ضد الشعب السوري

16.09.2013
رأي الشرق


الشرق القطرية
15/9/2013
الاتفاق الأمريكي ـ الروسي حول نزع الأسلحة الكيميائية التي يملكها نظام بشار الأسد، والذي جرى إعلانه أمس، لم يكن سوى محطة أخرى من محطات التخاذل والفشل الذي ظل يلاحق المجتمع الدولي، فيما يتصل بتحمل مسؤولياته إزاء الشعب السوري.. لقد كان الاتفاق الذي يتضمن خطة لإزالة الأسلحة الكيميائية السورية؛ تمهل دمشق أسبوعاً لتقديم قائمة بهذه الأسلحة تمهيداً للتخلص منها بحلول أواسط 2014، خطوة أخرى للوراء من الدول الكبرى من خلال إبرام صفقة تحفظ ماء وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لكنها لا تقدم شيئاً للشعب السوري الذي بدا من الواضح أنه لم يكن حاضراً في ذهن الجانبين الأمريكي والروسي، ذلك أن تلك الصفقة البائسة لم تكن سوى نجاح جديد لمرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية في سوريا.. لم يفعل ذلك الاجتماع شيئاً للشعب السوري، سوى أنه قرر مصادرة أداة واحدة من أدوات الجرائم التي ظل يرتكبها الأسد ونظامه وحلفاؤه على مدى أكثر من عامين، وفي الوقت نفسه ترك المجرمين يفلتون من العقاب، بل ومنحهم فرصة أخرى لممارسة المزيد من الجرائم ضد الشعب، عبر الأسلحة البالستية والطائرات الحربية التي تجلب الموت والخراب في كل مكان. لقد ارتكب المجتمع الدولي أمس جريمة أكبر بحق الشعب السوري، بعد أن فشل على مدار عامين في توفير الحماية للمدنيين، وذلك بالتواطؤ مع مجرمي الحرب، ومنحهم شرعية جديدة فقدوها منذ عامين، من خلال جعلهم طرفاً في مفاوضات نزع السلاح ومحادثات جنيف، التي يجري الترتيب لها، بل وتوفير الغطاء لهم لإراقة المزيد من دماء الشعب، ما داموا لا يستخدمون السلاح الكيماوي، الذي لم يتجاوز ضحاياه أكثر من ألفي قتيل، في حين قتل أكثر من مائة ألف سوري بكل صنوف الأسلحة خلال عامين.
إن المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري وفاقت كل تصور، أثبتت أن الحاجة باتت كبيرة لمراجعة آليات المجتمع الدولي العاجزة، والتي تتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية هذه المأساة، التي أصبحت وصمة عار لا مثيل لها في جبين الإنسانية.