الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صمت الأمم المتحدة عن مضايا يتهمها بالتآمر

صمت الأمم المتحدة عن مضايا يتهمها بالتآمر

18.01.2016
روي جوتمان



الوطن السعودية
الاحد 17/1/2016
حتى مطلع هذا الشهر، كانت مضايا بلدة غامضة في جنوب غرب سورية وعلى مقربة من منطقة الزبداني، التي خاض فيها الثوار المعارضون معركة شرسة ضد نظام بشار الأسد وحزب الله في الآونة الأخيرة. لكن اليوم، وعلى الرغم من وصول قوافل الإغاثة الدولية المحملة بالغذاء والدواء لرفع حصار المجاعة، فقد أصبحت مضايا النقطة المحورية لغضب عمال الإغاثة في سورية إزاء الأمم المتحدة، التي يتهمونها بإعطاء أولوية أعلى لعلاقاتها مع دمشق من مصير سكان مضايا المحاصرين.
وانتقد مسؤولون دوليون نمط المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة بتقليلها في المناطق التي يقودها الثوار المحاصرون، وتقديم تلك المساعدات بصورة أكبر في المناطق المحاصرة التي يسيطر عليها نظام الأسد.
ويقول عمال الإغاثة إن مضايا هي الأسوأ حالاً من جميع المدن المحاصرة في سورية. ففي وقت مبكر من أكتوبر الماضي، دق السكان المحليون في البلدة نواقيس الخطر بشأن الوضع الإنساني المتردي هناك، حيث مات جوعاً ما لا يقل عن ستة أطفال و17 رجلاً في ديسمبر الماضي، ومئات آخرون يهددهم الموت جوعاً.
كانت منظمة الأمم المتحدة على عِلم منذ أشهر بالمجاعة في مضايا السورية المحاصرة من نظام بشار الأسد، ولكنها لم تحرك ساكنا، ولقد اتهم ناشطون سوريون المنظمة الدولية بالتآمر مع النظام.
وأصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مذكرة داخلية في 6 يناير الحالي، تتحدث عن "ظروف بائسة" بما في ذلك حالات شديدة من سوء التغذية، وعن الحاجة الماسة لتقديم المساعدة لسكان مضايا. وجاء في المذكرة أنه تمت الإفادة في أكتوبر الماضي بوجود ألف حالة من سوء التغذية في أوساط الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام.
وكان صمت الأمم المتحدة لأشهر عن المجاعة في مضايا أحد الأسباب التي أثارت ضجة في أوساط مسؤولي الإغاثة السوريين والدوليين. ومما أثار سخط المسؤولين الإغاثيين أيضاً المزاعم الأممية المتكررة التي تتحدث فقط عن ضرورة رفع الحصار دون جدوى.
تحدث المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في سورية، يعقوب الحلو، للصحفيين في 12 يناير    الجاري عن الحال البائسة لسكان مضايا دون أن يلقي باللائمة على الجهة التي تحصارهم، وخاصة حزب الله اللبناني. واكتفى المسؤول الأممي بترديد الأسطوانة الأممية التي تقول إن حصار مضايا لا يختلف عن حصار تنظيم داعش للمناطق التي تسيطر عليها قوات النظام.
ففي رسالة مفتوحة نشرت في 13 يناير الجاري، اتهم 112 شخصية من عاملي الإغاثة المحاصرين الأمم المتحدة بالتآمر مع النظام على حصارهم. وقالوا في رسالتهم الموجهة للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تحرص على الحصول على إذن من النظام، هي لا تحتاجه لأن قرارين من مجلس الأمن ينصان على ضرورة إدخال المساعدات دون قيد أو شرط. وأشارت الرسالة إلى أن فشل الأمم المتحدة في التعاطي مع أزمة المحاصرين حولت هذه المنظمة من "رمز للأمل إلى رمز للتآمر".