الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صمت مريب حول "جنيف 2"

صمت مريب حول "جنيف 2"

14.07.2013
رأي البيان

البيان
الاحد 14/7/2013
سيطر الحدث المصري على مشهد الأحداث في المنطقة منذ مطلع الشهر الجاري إثر ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي، ومع عودة الأضواء نسبياً إلى الملف السوري، فإن شيئاً ما أصبح مفقوداً، وبالكاد يمكن ملاحظة ذلك في سياق الضخ الإخباري المتعدد الجوانب حول سوريا.
المفقود هو «جنيف2»، الذي كان محور التغطيات الإعلامية لأسابيع طويلة، وكانت أساس الحل السياسي المرتقب بعد فشل مبادرات عديدة سابقة.
صحيح أن آخر التصريحات التي أطلقها المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي رجحت أن يعقد المؤتمر حول سوريا في شهر أغسطس المقبل، بعد تأجيلات متكررة منذ يونيو الماضي، إلا أن غياب أي نشاط سياسي بارز مرتبط به منذ فترة لا يوحي أن موضوع عقد المؤتمر ما زال قائماً، فما زال الغموض على حاله بالنسبة لموقف النظام من المؤتمر، وهو لم يقدم رؤيته بالتفصيل حول المأمول منه، وما زال متمسكاً مع حليفه الروسي بأن المؤتمر لا يجب أن يكون نهاية للنظام.
 على الجانب الآخر، ما زال موقف المعارضة السورية هو الآخر ملتبساً، فعلى الصعيد الميداني لا تبدو القوى البارزة مهتمة بشيء اسمه «جنيف 2»، والفصائل المستعدة للالتزام بنتائج متوقعة من هكذا مؤتمر هي فصائل ضعيفة التسليح ولا تستطيع حماية نفسها.
إن الصمت المريب حول آخر التطورات المتعلقة بـ«جنيف 2» لا يدعم سوى خيار الحسم العسكري، سواء من جانب المعارضة التي بدأت بتلقي سلاح يقال إنه نوعي، أو من جانب النظام الذي حقق هو الآخر تقدماً ميدانياً في بعض المناطق وتراجعاً في مناطق أخرى.
إذاً، طالما كانت الأطراف الدولية تراهن على الخيار العسكري لتعديل موازين القوى، فكيف نفسر حشد التأييد حول «جنيف 2» طيلة أسابيع، ليتبين في النهاية أنه ربما لن يعقد المؤتمر إطلاقاً، وهو ما لا نتمناه، وتعود بالخسارة على القوى التي رحبت مبدئياً بصيغة الحل السياسي، وليكون الرابح من ذلك كل القوى الرافضة للحل السياسي والمعولة على الحسم العسكري الذي يعني استمرار الكارثة الإنسانية في سوريا ودول الجوار.