الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صمود وقف الأعمال العدائية

صمود وقف الأعمال العدائية

29.02.2016
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الاحد 28-2-2016
 من هو المستفيد من وقف الاعمال العدائية في سوريا؟!
اذا ثبت، لمدة أسبوعين، التوافق الاميركي - الروسي، فان الجميع مستفيد منها، فداعش والنصرة والنظام مستفيدون لالتقاط الانفاس ولذلك فان الكلام عن اسبوعين معقول قبل ان يستأنف سلاح الجو الروسي والمتحالف الغربي ضرب الجماعة المستثناة: داعش والنصرة بالنسبة للولايات المتحدة، وداعش والنصرة وبقية المجموعات الارهابية بالنسبة لروسيا.
الأسد حاول ان يلعب على الطريقة التقليدية للنظام، فأعلن عن ثلاثة مؤشرات في مناورة واحدة:
اولها: انتخابات في 13 نيسان.
ثانيها: استثناء داريا من وقف الاعمال العدائية.
ثالثها: اعلان الأسد انه "سيسترجع كل سوريا" الامر الذي استوجب رد نائب وزير الخارجية الروسي بأن بلاده ترفض هذا التصريح، وقد أفهمت الأسد انها ستمنعه؟!.
واشنطن ليست متحمسة لابداء تفاؤلها بالاتفاق مع الروس، وقد اكد الوزير كاري في اجتماع رسمي بالكونغرس، ان بلاده تملك خيارات اخرى اذا لم يلتزم الاتحاد الروسي، ويلزم حلفاءه بالاتفاق، وقد حاول الوزير الروسي الرد على هذا التحذير الواضح بالقول: ليست هناك بدائل، ولن تكون! وهو نمط من التأكيد الروسي الذي يحمل ملامح التحدي، وبالقدر ذاته يحمل التطمين والنية الحسنة.
المعارضة السورية تحدثت عن اسبوعين لاثبات نوايا الروس، وهي متأكدة ان الأسد لن يطلق رصاصة واحدة دون موافقة موسكو، ومثلها السعودية ودول الخليج التي تتابع نقل وحدات من سلاحها الجوي الى قاعدة انجيرليك، وقد كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" عن وجود قاعدة جهّزها الحرس الايراني في قرية عراقية بالقرب من الحدود السعودية، وقد تم افراغها من سكانها السنّة والشيعة على السواء، وهو تحسب لا يقل عن نقل جزء من السلاح الجوي الخليجي الى نقطة أقرب.
تركيا اعلنت كالأسد انها ستلتزم بوقف اطلاق النار شرط عدم التعرض لمصالحها، وهذا كلام قالت مثله تركيا كثيراً.. لكن طاعتها الاميركية بقيت هي الممسكة بالقرار التركي، فتركيا الآن وحدها دون الحلف الأطلسي.
بالحسابات البسيطة، نراهن على ما هو أبعد من وقف الأعمال العدائية نراهن على سيناريو اميركي-روسي يتم الآن تلقينه بكل تفاصيله لحلفاء الطرفين، وداعش (والنصرة؟) ستبقى وحدها، فاذا بدأ القصف الروسي والاميركي للرقة.. فاننا سنسمع من بغداد موعد "تحرير الموصل".