الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صفيح الشرق الأوسط الساخن

صفيح الشرق الأوسط الساخن

02.05.2013
رأي البيان

البيان
الخميس 2/5/2013
تعتبر هذه الفترة من تاريخ منطقة الشرق الأوسط لربما الأكثر سخونة لجهة الأحداث الجسام التي تعصف بدولها. فعلى الرغم من أن هذه المنطقة كانت على الدوام محط أنظار الغزوات والحملات العسكرية والعلاقات المتشعبة ذات المصالح المزدوجة على مر تاريخها، إلا أنه قلما شهد الشرق الأوسط أزمات على هذه الدرجة من الخطورة كما يحصل اليوم.
فمع الفارق في الأزمان وتقدم البشرية، لا يعقل أن تصبح أخبار القتل والتفجيرات والاشتباكات في أكثر من بلد في المنطقة، أمراً اعتيادياً لا يستحق أكثر من نصف دقيقة على شاشات التلفاز. حتى أن تلك الأحداث باتت تنقل على الهواء مباشرة وكأنها أضحت من قبيل التسلية.
أزمة العراق دخلت عقدها الثاني، وكان سبقها حربان وحصار على مدى ربع قرن، حتى ارتبط اسم بلاد الرافدين بحروب الخليج الثلاث. أنهار من الدماء سالت، وما زالت، من كركوك حتى البصرة، بدون أي أفق لحل يعيد الوئام إلى العراق، في وقت تفوق الجار السوري عليه لتصبح حصيلة 200 قتيل يومياً أو كلمة «مجزرة» جزءًا من معجم روتيني التصق بالسوريين منذ أكثر من عامين، وسط مخاوف وثيقة الصلة بتحليلات عميقة بأن تنتهي سوريا إلى دولة فاشلة.
ويكاد يجمع كثيرون أن لبنان هو الآخر مرتبط بشكل كبير بما يحصل في سوريا، على طريقة الدومينو، فيما قد تتجاوز آثار النزاع السوري الحدود اللبنانية إلى دولٍ أخرى في هذه البقعة الحساسة من العالم.
وفيما إذا تجاوزنا ما يعانيه الصومال منذ مطلع تسعينات القرن الماضي من غياب تام لمفهوم الدولة، نجد أن جارته اليمن تواجه تحديات جمة، خاصة أن اليمن السعيد شهد كذلك حروباً وانتفاضات ودعوات انفصالية ووضعا اقتصاديا مزريا.
زاد في فداحة كل ذلك، الفوضى الأمنية المخيفة في ليبيا والمجهول الذي تقبل عليه مصر وتونس بسبب حالة الاحتقان السياسي المرتفعة وتيرته يوماً بعد يوم.
إذاً، تبدو منطقة الشرق الأوسط وكأنها تعيش على صفيح ساخن غير مسبوق، على الأقل في تاريخها الحديث، بدون أن ننسى طبعاً قضية العرب المركزية التي تعيش هي الأخرى جولاتٍ جديدة من الصراع مع الإسرائيليين أضيف إليها نغمة الانقسام الفلسطيني العتيد.