الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صيدا.. أخطار مواجهة حزب الله

صيدا.. أخطار مواجهة حزب الله

30.06.2013
اليوم السعودية

اليوم السعودية  
الاحد 30/6/2013
لا تزال توابع أحداث مدينة صيدا اللبنانية في الأسبوع الماضي تزرع الشك والحذر في أوساط الصيداويين، وأخطر هذه الشكوك هي المشاعر التي تنتابهم خشية ميولات حزبية وطائفية في أوساط الجيش خاصة أن الدلائل تشير بوضوح إلى أن ميلشيات حزب الله شاركت في القتال إلى جانب الجيش ضد مجموعات الشيخ الفار أحمد الأسير. ويخشى الصيداويون، الذين أعلنوا أن الجيش هو خيارهم الوحيد، أن يكون الجيش اللبناني قد وقع في فخ حزب الله الطائفي وأن الجيش قد نفذ معركة بالنيابة عن الحزب لقمع خصومه.
وواضح أن سكان صيدا وأغلب اللبنانيين لن يطمئنوا إلى حيادية الجيش ما لم تجر الحكومة اللبنانية تحقيقاً قضائياً مستقلاً حول أحداث صيدا وأسبابها على الأقل كي يعرف اللبنانيون أن الجيش لم يكن مخترقاً من قبل حزب الله الذي أعلن حربه الطائفية على كل من لا يوالي الخط الإيراني في لبنان وسوريا وفي العالم العربي. وأصبح كثير من اللبنانيين أهدافاً لحزب الله وسلاحه.
ويتعين أن ترسم معركة صيدا خطاً فاصلاً بين حقبة شرعية السلاح وحقبة شرعية الدولة في لبنان، بمعنى أن على الحكومة اللبنانية أن تنزع الأسلحة من كل الأحزاب اللبنانية كي يعود السلام والطمأنينة إلى كل الطوائف اللبنانية، خاصة أن حزب الله استخدم سلاحه للاستقواء وللتهديد، ومارست عناصره سلوكيات بلطجية في كثير من المدن اللبنانية، فقط لأنه حزب مسلح والآخرون ممنوعون من حمل السلاح.
ومهمة نزع سلاح حزب الله يتعين أن تكون استراتيجية لبنانية لبناء مستقبل الوحدة الوطنية وإرساء السلام واطفاء الالغام والمتفجرات التي يلوح بها حزب الله، وسبق أن استخدمها لتصفية حسابات مع الطوائف والأحزاب الأخرى، حينما احتل بيروت وفرض إرادته وحين أطلق انصاره النار على معارضي حربه الطائفية، وحينما أعلن الحزب جهاده لإنقاذ نظام بشار الأسد الذي لا مهمة له الآن سوى تدمير المدن السورية وقتل السوريين.
وبعد أن كسر حزب الله الكثير من المحرمات وبعد أن كشف الكثير من أقنعته أصبح الآن أكثر خطراً على الوحدة اللبنانية، وأصبحت كل الطوائف اللبنانية تحت رحمة سلاح حزب الله، بما في ذلك مدينة طرابلس التي يهددها الحزب وسلاحه على الرغم من أنها بعيدة عن خطوط المواجهة مع إسرائيل، ولكن حزب الله جعلها خط مواجهة طائفية.
وبلغ سلاح حزب الله من السطوة في لبنان إلى درجة أنه يشكل حكومات ويؤلف تحالفات بالاستقواء وبالتهديدات إن لم تتشكل بالإغراء والمراوغات، مما يحتم على الدولة اللبنانية التفكير جدياً بالمخاطر التي يمكن أن يجلبها الحزب للبنان واللبنانيين.