الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ضبابية المشهد السوري وانقسام عالمي في حل الأزمة

ضبابية المشهد السوري وانقسام عالمي في حل الأزمة

19.05.2013
عبدالهادي الخلاقي

الشرق القطرية
الاحد 19/5/2013
الصراع الدائر في الأراضي السورية يزداد يوما تلو الآخر مابين جبهات القتال وأرواح تزهق قطعاً بالمناشير وطعناً بالسكاكين وهناك دول تترقب الفرصة السانحة لكي يكون لها موطئ قدم في هذه الأرض التي رويت شوارعها بدماء الشهداء السوريين التي تجاوزت أعدادهم الـ 80 ألف شهيد، ناهيك عمن اُجبروا على الفرار من ديارهم ليعيشوا مرارة المهجر في ظل شح المساعدات التي تقدم لهم كلاجئين فروا من الموت ليعانوا من ألم الجوع والبرد والمرض.
المشهد السوري اليوم ضبابي لا يكاد يُرى لهُ نهاية، فالثوار مازالوا يقارعون نظاما يمتلك ترسانة عسكرية لا تنفذ من صواريخ وطائرات حربية، وهناك دعم منقطع النظير من حلفائه الروس والإيرانيين وحزب الله الذي يمده بالجنود، في المقابل مازال الثوار يعانون من ضعف في أسلحتهم البسيطة وعتادهم البدائي ويعانون من تخاذل مخز من الدول العربية لعدم نصرتهم وتسليحهم ومؤامرات دولية تحاك لوأد ثورتهم التي دفعوا من أجلها عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى وملايين من المهجرين وقضي خلالها على مدنهم وتحولت إلى أطلال.
مع بدء إطلاق مؤتمر دولي حول الأزمة السورية، نرى عدم جدية من القوى العالمية والإقليمية في حل هذه الأزمة، فالانقسامات بين مؤيدي الثورة وضدها كبير، روسيا متمسكة بموقفها الداعم للنظام السوري، وبريطانيا تسعى كوسيط بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا اللتين اختلفتا في المشاركين في هذه المؤتمر حيث تدفع واشنطن بعدم إشراك بشار الأسد في الحكومة الانتقالية الجديدة بناء على ما تم إقراره في اتفاق جنيف، بينما تتمسك موسكو في موقفها بضرورة إشراك الأسد في هذه الحكومة وإلا فلن يكون هناك حل للأزمة سوى الاقتتال في الجبهات وسفك المزيد من دماء الشعب السوري.
إيران ترى أن عدم إشراك بشار الأسد في أي حل سياسي لن يؤدي إلى نتيجة حتمية لحل الأزمة السورية وترى بأن سقوط النظام السوري سوف يدول الأزمة في المنطقة وقد تتسع هذه الأزمة لتشمل لبنان والأردن وتركيا والخليج وستظل المنطقة في خلاف سياسي كبير سيلقي بظلاله على منطقة الشرق الأوسط بكاملها، بينما تتمسك تركيا ومصر ودول الخليج على استحياء بضرورة تنحي الأسد عن السلطة ولكن على أرض الواقع لا نجد ترجمة فعلية لهذا التوجه العربي في دعم الثورة السورية التي تحارب في جبهات القتال بل إن أي حل سياسي يرمي لبقاء الأسد في السلطة لن يكون مرحبا به وستستمر الثورة في نضالها حتى وإن كلفها ذلك مئات الآلاف من الشهداء.
المعارضة السورية عليها واجب وطني في توحيد موقفها تمهيداً للخروج من هذه الأزمة وقد حققت مطالب الثورة السورية في سوريا جديدة من خلال المؤتمر الدولي المرتقب الذي سترعاه أمريكا وروسيا ولابد أن يستثمر هذه المؤتمر بما يخدم مصالح السوريين ويوقف نزيف الدم.
حفلة صاخبة:
من المؤكد أن سوريا لم تعد ملكا لعائلة الأسد، ولم يعد حزب البعث يسيطر على كل مفاصل الحياة في سوريا، اليوم هناك ثوار يسيطرون على معظم الأراضي السورية، ونظام بدأ يتقهقر يوما تلو الآخر، تدخل مليشيات حزب الله في الشأن السوري، قصف عسكري إسرائيلي لسوريا، الزج بمقاتلين إيرانيين وعراقيين وعرب ومسلمين في الأزمة السورية، أصبحت سوريا كحفلة عيد ميلاد الكل يحمل في يده صحنا وشوكة بغية الحصول على قطعة من كيكة عيد الميلاد؛ وبعد هذا كله من سينظف المكان من مخلفات هذه الحفلة الصاخبة وما هي الضريبة في النهاية؟! ولكن ما ندركه جميعاً إن فاتورة هذه الحفلة ستكون كبيرة جداً سواء على الشعب السوري أو على المجتمع العالمي الذي يجب عليه أن يدعم سوريا بعد الثورة من أجل إعادة الأعمار والكل يبحث عن مآربه الشخصية.