ضربتان موجعتان لـ"داعش"
29.01.2015
رأي البيان
البيان
الاربعاء 28-1-2015
تلقى تنظيم "داعش" الإرهابي ضربتين موجعتين في سوريا والعراق، بطرده بالكامل من مدينة عين العرب الحدودية السورية مع تركيا، ومطاردته في القرى المجاورة، ومن آخر معاقله في محافظة ديالى العراقية، بعد معارك شرسة.
دحر عناصر التنظيم الإرهابي يشكل انتصاراً مهماً له دلالات سياسية وعسكرية، ويزيل الهالة التي حاول "داعش" الترويج لها بأنه لا يقهر، بغض النظر عن إمكانات وصمود الأطراف التي تواجهه، لاسيما من مدينة عين العرب ذات الأهمية الاستراتيجية في تلك المعركة التي يخوضها المقاتلون الأكراد ضد إرهاب التنظيم، والتي تمثل نقطة محورية في الصراع الدولي ضد التنظيم المتشدد، ما يشجع على خوض غمار معارك مماثلة في مناطق أخرى، باتباع نفس الاستراتيجية العسكرية على الأرض، بمساندة جوية.
أما في العراق، فنجحت قوات الجيش بمشاركة ومساندة قوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر في تحرير محافظة ديالى بالكامل، بعد ثلاثة أيام من العمليات المكثفة ضد "داعش"، وكلا الانتصارين تحقق بقوة وصمود المقاتلين في السوريين، لاسيما الأكراد، والجيش والمتطوعين في العراق، وبدعم من ضربات جوية تشنها طائرات تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة التي أعلنت أن المعركة المستمرة منذ أربعة أشهر لم تنته بعد، ما يعكس أهمية مواصلة تقديم الدعم الدولي في كلا البلدين لدحر التنظيم الإرهابي والقضاء عليه.
ويطرح استعادة مدينة عين العرب ومحافظة ديالى تساؤلات بشأن الخطوة التالية لمقاتلي "داعش"، لاسيما بعد التأثير السلبي لتلك الضربتين في عناصر التنظيم، وبعد كشف حقيقة قدراته لاسيما العسكرية، حيث ترجح الآراء أن يكون ذلك مقدمة لهزائم جديدة ومتعددة سوف يُمنى بها "داعش" في كل من سوريا والعراق، طالما تحافظ جميع الأطراف الداخلية والخارجية على استراتيجيتها وتعاونها في محاربته، والانقضاض عليه في أوكاره.