الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ضرب "داعش" من العراق إلى سورية

ضرب "داعش" من العراق إلى سورية

28.08.2014
ريان كروكر



الحياة
الاربعاء 27-8-2014
توسع "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)" هو أبرز خطر يهدد الأمن القومي الأميركي منذ هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر). وعلى رغم إدانة أيمن الظواهري، زعيم "القاعدة"، نهج "الدولة الإسلامية في ..."، تجمعه بـ "داعش" أهداف واحدة، وهي إرساء صيغة محرفة من الخلافة الإسلامية في الشرق الأوسط. وداعش من غير شك عدو لدود قاتل. ومواجهة العدو هذا لا تقتضي التحالف مع الأسد. فالحاجة تبرز إلى جبه عدو للولايات المتحدة. ولا حاجة لنا بالتورط في الحرب الأهلية السورية.
ومشروع "داعش" كبير وواسع الأهداف. فعلى رغم تعثره في شمال العراق اثر الضربات الجوية الأميركية، يواصل التقدم وإحراز المكاسب في المنطقة. والأردن وغيره من الدول العربية في خطر.
وأميركا هي كذلك في خطر ولا شك في أنها على لائحة أهداف "داعش". فمستوى تسلح المجموعة هذه أفضل من مستوى تسلح "القاعدة". ومصادر تمويل "داعش" أكبر. وهو يسيطر على مساحة واسعة من الأراضي تحولت ملاذه الآمن. فهو يعد فيه عملياته المقبلة. ولا ترمي الضربات الجوية الأميركية إلى حماية النازحين أو مد يد العون إلى الحلفاء في العراق في بلوغ أهداف أمنية ضيقة النطاق فحسب. فاليوم ثمة حرب تستعر. وأعلنت إدارة أوباما أنها ترمي إلى قصم ظهر "القاعدة" وتقويضها وإلحاق الهزيمة بها. واليوم، نواجه نسخة محدثة من "القاعدة". واللجوء إلى عدد من الخطوات منها حملة جوية محددة والاستعانة بخبرات مستشارين من القوات الخاصة وبالقبائل العراقية، يغير موازين القوى. ولكن حري بأميركا ألا تقصر تحركها على العراق، في وقت أعلن داعش إلغاء الحدود بين العراق وسورية، وأن تشن ضربات جوية على أهداف "داعشية" في سورية. فالعدو واحد في سورية والعراق.
ولذا، تقتضي مواجهته التزام استراتيجية موحدة. ولا يترتب على مثل هذه الاستراتيجية التنسيق أو التحالف مع نظام بشار الأسد الدموي، ولا التدخل في الحرب الأهلية السورية. ولكن تقويض "داعش" قد يساهم في تعزيز قوة المعارضة العلمانية التي أنزل بها التنظيم هذا أضراراً فاقت أضرار الأسد. وتمس الحاجة إلى اتخاذ خطوات حازمة وسريعة، قبل بلوغ الخطر الولايات المتحدة.
 
 
* سفير أميركي سابق في سورية والعراق، عن "نيويورك تايمز" الأميركية، 22/8/2014، إعداد منال نحاس