الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ضرب سوريا: إنقاذ لمصداقية أوباما

ضرب سوريا: إنقاذ لمصداقية أوباما

07.09.2013
ترودي روبن



الاتحاد
5/9/2013
إذا استطاع أوباما استهداف سوريا بعد موافقة من الكونجرس فستكون أغرب ضربة عسكرية أميركية في الذاكرة الحديثة. فقد أقامت الإدارة الأميركية حجة مقنعة على أن النظام السوري قتل بالغازات السامة 1400 من أفراد شعبه الشهر الماضي بينهم 426 طفلًا. ونعم؛ استخدام الغاز ينتهك الأعراف الدولية الراسخة.
لكن أوباما لا يستطيع أن يحسم أمره فيما يبدو إذا أراد أن يعاقب سوريا لاستخدامها الأسلحة الكيماوية.
وقدم أوباما يوم السبت الماضي حجة قوية لتنفيذ عمل عسكري لقمع أي شخص ينشر هذه الأسلحة الرهيبة مرة أخرى. وقال إنه قرر أن يهاجم سوريا ثم – في نفس الخطبة- أرجأ المهمة حتى يحصل على تفويض من الكونجرس الذي لن يعود من عطلته الصيفية قبل التاسع من سبتمبر.
وأنفق أوباما والمتحدثون باسمه أسبوعاً بالفعل في التأكيد، مرة تلو الأخرى، على أن الضربة سوف تكون "عملاً ضيقاً محدوداً". فستُطلق الصواريخ من السفن في البحر المتوسط لفترة قصيرة من الوقت لتستهدف المواقع المتصلة بشن هجمات(وليس تخزين) الأسلحة الكيماوية.
وبالإضافة إلى هذا، فالهدف لن يكون الإطاحة بالأسد أو التأثير على الصراع السوري الأوسع نطاقا. وفي نفس الوقت، حدد معاونو أوباما الأهداف المحتملة التي قالت مصادر من المعارضة السورية إن النظام نقل منها القوات والملفات والعتاد. ويربك تردد أوباما العلني كل من الحلفاء والأعداء، ما جعل أحد المحللين يقول "إن أوباما غير قادر فيما يبدو على أن يتخذ قرارات صعبة... هذا يزيد الأسد والمعارضة الجهادية جرأة ويثبط معنويات المعارضة السورية العلمانية المعتدلة. أوباما يقامر بسمعته في الداخل والخارج".
وسعي أوباما للحصول على غطاء من الكونجرس في وقت متأخر مثل هذا محير. فهو لم يطلب من الكونجرس تصريحاً عندما دعم عمليات (الناتو) في ليبيا عام 2011، لكنه ربما شعر بالوحدة بعد أن رفض أعضاء البرلمان البريطاني خطة حكومتهم للتعاون في تنفيذ الضربة. والآن مع وجود سفن أميركية مستعدة في البحر المتوسط سيجري المزيد من الجدل بشأن ما يجب وما لا يجب علينا. وإذا صوت الكونجرس بالرفض وهو احتمال وارد تماما، فأوباما سيتعرض للإهانة في الداخل والخارج.
والمحبط بشدة في كل هذه الفوضى هو أن الأساس المنطقي الحقيقي لأي ضرية على سوريا هو إنقاذ مصداقية إدارة أوباما- خاصة مع طهران. لكن استخدام الأسلحة الكيماوية ينتهك بالفعل حرمة دولية. وقال الرئيس الأميركي مرارا على مدار العام الماضي إن الاستخدام السوري للأسلحة الكيماوية سوف يتجاوز "خطا أحمر"
أوباما يعاني من مشكلة مصداقية حقيقة في الشرق الأوسط نتيجة استراتيجية غير متجانسة أو بسبب غيابها أصلاً خاصة فيما يتعلق بسوريا. لكن الخطة التكتيكية للإدارة الخاصة بضربة عقابية لمرة واحدة – وهي منفصلة عن أي استراتيجية أكبر- لا معنى لها بالمرة.
ويكمن الخطر الحقيقي على المصالح الأمنية الأميركية في مكان آخر في – في انزلاق سوريا إلى الفوضى وتوفير ملاذات جديدة للجهاديين الذين يستطيعون تهديد المنطقة وفيما يتجاوزها.
وتقول الإدارة إن أي ضربة لن تعالج هذه المشكلة الأكبر ولن تستهدف كسر الجمود العسكري السوري الحالي بين النظام والمتمردين، ولن تخوف الأسد حتى يدخل محادثات سلام جدية. وليس هناك أي علامة على أنها ستكون مصحوبة بسياسة جديدة لتسليح جدي للمعارضة المعتدلة. وهذا النوع من الضربة التكتيكية المنفصلة عن أي استراتيجية ستترك الأسد في السلطة ليزعم أنه نجا من عدوان أميركي. لكن التقاعس عن معاقبة الأسد- بعد التهديد بفعل هذا لأسابيع- سيكون ضربة مروعة لأوباما وتقليصاً لمكانة ونفوذ أميركا في الخارج.
--------
ينشر بترتيب مع خدمة «إم.سي. تي. إنترناشونال»