الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ضرب سوريا

ضرب سوريا

18.09.2013
د. مازن عبد الرزاق بليلة



المدينة
الثلاثاء 17/9/2013
ضرب سوريا ضاقت الإيكونومست ذرعًا بتخاذل الرئيس أوباما، عن ضرب سوريا، ووضعت على صفحتها الأولى في عددها الأسبوعي، عنوانًا لافتًا (خض هذه الحرب، فإنها لن تكون الأخيرة)، وقالت عندما يصوّت الكونجرس على سوريا، فإنه سيتم تحديد مكانة أمريكا في العالم، لكن مؤخرًا خيب حتى الكونجرس، الصحيفة، وتنفس الأسد وزمرته الصعداء، عندما أرجأ التصويت بطلب من أوباما نفسه، بهدف إعطاء الوقت لتقييم مصداقية العرض الروسي القائم على وضع الترسانة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية، ومع ذلك أضاف أوباما، جملة اعتراضية لحفظ ماء الوجه، إنه أعطى الأمر للجيش ليبقى مستعدًا لإبقاء الضغط على الأسد!
أول مسمار في نعش الضربة الأمريكية، كان فشل بريطانيا الوقوف جنبًا إلى جنب مع حليفتها المقربة، باعتراض مجلس العموم البريطاني عليها، وعندما أعلنت بريطانيا التراجع، وبدأ التحالف الدولي يهتز أمام الرأي العام العالمي، ويقول المحللون سبب الرفض البريطاني، وضعهم الاقتصادي المحرج، وأيضًا النزيف القائم في أفغانستان، ويُقال أيضًا إن الجيش البريطاني غير مستعد، فنيًّا لمثل هذه الضربات المعقدة.
تقول الإيكونومست متعجبة، أمريكا قادت 350 ألف مقاتل في واحدة من أقسى معارك القرن، ضد نظام صدام حسين، لأنه قتل الأكراد والإيرانيين بالغازات السامة، وعندما جاء الدور على سوريا، بدأ التراجع والتراخي، وهذا التقاعس سوف يُشجِّع نظام الأسد على المماطلة، وسيجعل الطغاة أكثر جرأة وانتشارًا في كل مكان بعد ذلك، بما في ذلك إيران وكوريا الشمالية، خصوصًا أن أوباما قد أعلن محذرًا في الصيف الماضي انه لن يتسامح مع استخدام السوريين للأسلحة الكيميائية، واليوم بعد ثبوت قتل النظام السوري لأكثر من ألف قتيل يتراجع أوباما لمجرد وعود روسية يقصد منها فقط نزع الفتيل.
تقول الصحيفة، قرار أوباما المتخاذل، أضعف مصداقية السياسة الخارجية الأمريكية، وقد يحتاج الرئيس، في بعض الأحيان إلى اتخاذ قرارات صعبة حتى لو كانت غير شعبية، خصوصًا أن لجنة الشؤون الخارجية، بمجلس النواب الأمريكي أعطته الضوء الأخضر، ومع ذلك يصر السيد أوباما الذي شاب شعره مؤخرًا، واكتسى رأسه بالبياض أن استشارة السلطة التشريعية لا تُقلِّص حرية الرئيس وصلاحياته بقدر ما تُعزِّز سياسة الردع.