الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ضرورات التمهيد للحل في سوريا

ضرورات التمهيد للحل في سوريا

30.05.2013
رأي البيان

البيان
الخميس 30/5/2013
لم يصل منسوب التفاؤل حول التوافقات المحتملة لمؤتمر «جنيف 2» إلى الحد الذي يبدد ولو قليلاً من درجة القلق والمخاطر التي تهدد سوريا، فالتدخلات الخارجية في المعارك الميدانية ترسم هوة واسعة بين التفاهمات السياسية الممكنة والمأمولة من المؤتمر، وما بعده، وبين الواقع الميداني.
تتركز جهود عدة دول في الوقت الحالي على مسألة تسليح طرفي النزاع في سوريا، فبينما سمح الاتحاد الأوروبي لأعضائه بتسليح دفاعي للمعارضة، تشير تقارير إلى أن روسيا تربط تسليم أنظمة صواريخ متطورة لدمشق بمسألة تسليح الأوروبيين للمعارضة، وهو ما يعني في نهاية المطاف أنه من دون الحل السياسي وإيقاف معاناة السوريين، فإن مسألة التسليح ستتحول إلى سباق بين الجهات الداعمة لطرفي النزاع.
إن تركيز الجهود في الحل السياسي يتطلب دفع المتصارعين إلى الهدوء الميداني، أو على الأقل التخفيف من التعويل على الانتصار العسكري، وما تشهده سوريا يقول عكس ذلك، فكل الأطراف الدولية التي تعول على «جنيف 2» مهتمة في الوقت نفسه بتقوية موقفها في المفاوضات عبر المعارك الميدانية، وهو ما يكلف البلاد مزيداً من الدمار على عكس ما يبتغيه الحل السياسي.
لن تنتهي أي حرب داخلية طالما أن الجهات الخارجية تحرص على تحقيق توازن بين الأطراف المتقاتلة، وهو ما يتجسد في سوريا، فما إن يحقق مقاتلو المعارضة تقدماً في موقع حتى يبدأ النظام والمقاتلون المؤيدون له من خارج سوريا بفتح جبهة في منطقة أخرى لتعويض الخسائر، والدول الخارجية تتبع نفس المعادلة بحيث لا ينتصر طرف على آخر، ورغم أن اللجوء إلى هذه المعادلة قد يكون ضرورياً بعض الأحيان لمنع الانتصار الساحق لأحد الطرفين بحيث لا تحدث معها عمليات انتقامية واسعة النطاق في ظل عدم استعداد المجتمع الدولي للقيام بالتزاماته.
لكن تحولها إلى سياسة ميدانية لا معنى له سوى الإيغال في تدمير سوريا. بالتالي، فإن الحل السياسي يجب أن يبقى متقدماً على غيره من الأدوات العنيفة للصراع، حيث إن من تبقّى في سوريا من المدنيين سيجدون طريقهم إلى الخارج ليلحقوا بأكثر من مليون لاجئ سبقوهم.. هذا في حال استمر اللعب على معادلة إنهاك الطرفين ومنع أي منهما من الانتصار.
====================
نزع سلاح سوريا ضروري لاستقرارها
المصدر: صحيفة واشنطن بوست الأميركية
البيان
الخميس 30/5/2013
استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا زاد الضغط على الرئيس الأميركي باراك أوباما، من أجل تسليح المعارضة، لكن على الولايات المتحدة أن تركز، بدلاً من ذلك، على التعاون مع روسيا لنزع سلاح سوريا. ويمكن لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي بالتفويض لتفتيش سوريا ونزع سلاحها، أن يشرع الأبواب أمام مفاوضات أوسع نطاقاً بشأن تبني قرار سياسي.
لطالما نادينا بتسليح حركات المعارضة التي تقاوم الدكتاتورية والعدوان، وقد حققت هذه الاستراتيجية مكاسب كبيرة خلال الحرب السوفيتية الأفغانية، وفي البوسنة، وفي أفغانستان عام 2001، وخلال الثورة الليبية.. وذلك كله دون تعريض الولايات المتحدة للخطر بلا داع. وثمة سبب وجيه للاعتقاد بأن واشنطن أخطأت في عدم تقديمها مساعدات أكثر فتكاً للمعارضة العراقية لصدام حسين، وقد ينم تسليح الجهات غير الحكومية الصديقة عن حكمة في التعامل مع تداعيات الربيع العربي في بعض السياقات.
لكن عدم تسليح المعارضة السورية حين بدأت الانتفاضات قبل عامين، سمح للقوى المتطرفة بكسب اليد العليا. وكان ينبغي لأوباما، الحريص على استيعاب دروس حرب العراق، أن يدرك أن الصراع المطول لم يكن ليصب في صالح المعتدلين. فقد تسببت وحشية الرئيس السوري بشار الأسد في تطرف السوريين، الذين كانوا، حتى فترة قريبة، ملتزمين بمقاومة دكتاتوريته مقاومة لا عنفية. وأصبحت القوى المتشددة، التي يرتبط بعضها بعلاقات مع تنظيم القاعدة، هي العنصر الأساسي للمعارضة، إن لم تكن عمودها الفقري.
وفي هذه المرحلة، لن يخدم تسليح المعارضة مصالح الولايات المتحدة، ويرجح أن التصعيد العسكري سيحفز قوات الأسد على شن هجمات كيميائية. وما لم تستطع الولايات المتحدة ضمان وصول أسلحتها إلى جماعات من المعارضة تماثلها في طريقة التفكير، وهي لا تستطيع ذلك، فإن خطر انتشار التوترات الطائفية في أنحاء المنطقة سوف يزداد. ومن شأن تفكيك الدولة السورية أن يهدد سلامتها الإقليمية، وسلامة العراق، لاسيما في ظل اضطراب الأكراد في كلا البلدين.
ويمكن للخيارات الأكثر وضوحا لوقف إراقة الدماء على المدى القريب، أن تخلف عواقب إشكالية مستقبلا. ومن شأن شن غارات ضد الدفاعات الجوية السورية وفرض منطقة حظر طيران، أن يقويا المتطرفين في المعارضة. ويمكن لاتخاذ موقف أكثر تشددا ضد روسيا، أن يحول دون موافقتها على تفهم أطول مدى لمنع الصراع من الانتشار. ويمكن لاتفاق أميركي - روسي بشأن نزع السلاح، الذي يسهل القيام به نسبياً، أن يولد قوة دفع لتسوية سياسية أوسع.
ولكن ما لم تقدم موسكو ولو مجرد أجندة تضاهي في فائدتها نزع السلاح الكيميائي، فإن الولايات المتحدة ستحتاج إلى التفكير في خطوات تالية، على افتراض أن المساعدة الروسية لن تأتي إلى أن تتغير وقائع المعركة بشكل حاسم. وفي حين أن استراتيجية نزع سلاح تعتمد على شريك لا يمكن الاعتماد عليه كروسيا لا تعد مثالية على الإطلاق، فإنها تتفوق على جميع البدائل حاليا.