الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ضعف العرب وتخاذل الغرب في سورية

ضعف العرب وتخاذل الغرب في سورية

16.08.2013
د . صالح الدباني

القدس العربي
الجمعة 16-8-2013
لم يأت العيد الجديد بالجديد للشعب السوري الصامد سوى مزيد من الدمار والقتل والتشريد التي اعتاد عليها النظام طوال العامين الماضيين، وكان اشدها ضراوةً وويلاً وقتلاَ وتنكيلاً هي ايام وليالي الشهر المحرم شهر رمضان شهر الغفران، وكان استهداف المدنيين بالصواريخ البالستية والتي تحدثت عنه منظمة ‘هيومن رايتس الدولية لحقوق الانسان في تقريرها الاخير عن وحشية النظام الذي يستخدم كل ما لديه من اسلحةٍ فتاكة ضد المدن وأماكن وجود اللاجئين في سورية الذين هربوا الى قرى مجاورة من جورِ ما أصابهم في المدن خير دليلٍ على ذلك، ِبل لاحقتهم قوات النظام حتى في اماكن لجوئهم لقتلهم، ان ما يرتكبه النظام الوحشي ابادةٌ جماعية وعرقية من دون وصفٍ آخر وهي جرائم حرب بكل معنى الكلمة بعد أن استخدم فيها النظام مدعوماً بميليشيات حزب ايران اللبناني وقوات لواء العباس العراقي والمجاهدين الحوثيين كل الاسلحة المحضور استخدامها في المدن لما تحدثه من دمارٍ شاملٍ و واسع مثل الصواريخ أرض أرض البالستية وسكود روسية الصنع التي لا تستخدم إلا في الحروب التقليدية بين الدول!
لقد ارتضى الغرب لنفسه ان يصبح اعمى لا يرى واطرش لا يسمع وابله لا يفهم إذا ما كان وقود الحرب من شعوبٍ لا تؤمن بما لا يؤمن بما يعني إن كان القاتل والمقتول من المسلمين، فلا بأس من التريث وعدم التعجل في الامر، تصريحٌ هناء وهناك بمواقف غير مفهومة لا بأس به حتى لا يؤُخذ ذلك عليهم بالموقف المتخاذل كلياً، فالديمقراطية التي يتغنى بها الغرب وحقوق الانسان لها مقاسات لا تصلح لشعوبنا لأسبابٍ كثيرة يشرعونها هم ونعيها نحن. وقد قال الخالق جل في علاه ومن اصدق منه قولاً – لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم – الكيان الصهيوني استخدم حق الفيتو ضد أي مساعدات عسكرية غربية وربما حتى عربية ايضاً لدعم المعارضة السورية المتمثلة في الجيش الحر بدليل أنها قد تذهب إلى أيادٍ غير صحيحة حتى انه أبدى قلقه من أن تتسلم المعارضة أي صواريخ مضادة للطيران أي بالمعنى الصحيح أنّ دعوا طيران النظام تحلق بسلامة حيثما يشاء ويقتل من يريد من الشعب الذي لاحول له ولا قوة لانه طلب ما ليس له به حق أي الحرية!
وأخيراً ولان التاريخ لا يرحم سيلعق الغرب جراحه بنفسه ناهيك عن المستضعفين من الحكام العرب الذين لا يملكون من أمرهم شيئا، الذين لاحول لهم ولا قوة إلا التبعية لما يمليه عليهم الاخرون، وليس كما يمليه عليهم الانتماء العقائدي وقرابة الدم ووحدة اللغة والتاريخ بل ما تمليه عليهم ضمائرهم كبشر وجيران. انهم ينادون الغرب على استحياء لمساعدة الشعب السوري وهم لديهم من القوة والامكانيات لعمل ذلك، لكن ضياع الارادة وعدمية القرار الذاتي جعل منهم في المعادلة اصفاراً على الشمال، بعكس ايران التي أثبتت انها في الساحة السورية رقمٌ صعب لا يمكن تجاوزه لان لديها قرارا ذاتيا حتى وان لم يكن صائبا بعكس العرب الذين تنحصر قراراتهم على الامبراطورية الاعلامية الداخلية بين بعضهم بعضا لمدح الحاكم وتعظيمه والأكثار من ذكر محاسنه أو لبث النميمة بين فرقاء الشعب لالهائهم في الصراعات والتفرغ بعد ذلك للعب دور الوسيط، هذا ما يجيده حكام الامة الذين بكى الدهر من طول بقائهم على سدة الحكم؟!