الرئيسة \  واحة اللقاء  \  طائفية القتل

طائفية القتل

11.06.2013
د.هيا عبد العزيز المنيع


الرياض
الثلاثاء 11/6/2013
    المشهد السوري يمثل عمق الخزي الانساني وتتجلى فيه حالة الانكسار الانساني بأبشع صورها..مع انهزام الارادة العربية وتأكيد صريح على اهمية وحدة الامة العربية..
الدم السوري يتناثر في طرقات دمشق وحلب وطرطوس، وتغرق به ازقة وحواري القصير حيث امتطى حزب الله حصان الابادة للانسان السوري دون اي اعتبار للقيم الانسانية ودون اعتبار للقيم الدينية التي تربأ بالانسان وتسمو به وتحرم دمه، فقط هو آلة تدمير تقتل الانسان لتحقق اهداف ايران في تفكيك جغرافية عالمنا العربي..
في حرب الابادة للشعب السوري كان الخطاب الديني حاضرا بعضه يحمل خطاب العقل والمسؤولية وبعضه للاسف كان محركا لقاطرة الفتنة ودافعا الشباب للهلاك بحثه من خلال الخطب الساخنة للمشاركة في تلك الحرب والتأكيد على ان من يشارك فيها هو مشروع شهيد تنتظره الحور العين وجنان عرضها السموات والارض..
إشعال الفتنة الطائفية بين الشباب ثم ادخالهم المحرقة تحت مظلة الجهاد لتأكيد تخلف الشعوب العربية والاسلامية باسم الدين..
وجاء في خضم ذلك موقف الشيخ يوسف القرضاوي والذي اقر بصحة موقف علماء المملكة العربية السعودية من حزب الله او كما قال حزب الشيطان..، موقفه في رأيي يحسب له فهو هنا مارس دوره الايجابي كعالم بتصحيح الخطأ وهي شجاعة نتمنى من الجميع الاتصاف بها واعادة قراءة مواقفهم عموما وليس تجزئتها وفق مصالحهم وتصحيحها وإعلان ذلك بكل قوة.. وعدم التردد في الاقرار بالخطأ وخاصة من العلماء الشرعيين فخطابهم يمثل محورا مهما في حراك الشارع العربي عموما..
فما تقوم به عصابات حزب الله في سورية يمثل جريمة بحق الانسانية ولن ينسى التاريخ عموما والانسان السوري على وجه الخصوص تلك البشاعة وتلك الجرائم التي تمثل الوجه الدموي لتعميق الطائفية بين ابناء االامه العربية الواحدة..
ما يقوم به اليوم حزب الله يكشف الغطاء بالكامل عن المخطط الايراني الذي اراد ان يكون حزب الله رمحا قاتلا في خاصرة الامة العربية..، فهذا الحزب عمق قبوله في المجتمع العربي بادعائه محاربة اسرائيل وادعى انه حائط الصد الرئيس وربما الوحيد لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي لتأتي حرب سورية لتعريه وتكشف عن حقيقة هذا الحزب ليعرف الجميع انه وكيل لايران في فرض سيطرة ايران على الامة العربية وجرها لحروب اهلية ومن ثم السيطرة عليها بعد إضعافها واستنزافها بشريا واقتصاديا.. وزرع طائفية متناحرة بين ابناء الامة بتكريس فكري تارة، وعمل عسكري تارة اخرى..
حزب الله نموذج صريح لسوء اختزال الوطن في تناحر طائفي يعيق اي حراك تنموي ويقصي أجزاء مهمة وفاعلة من المجتمعات البشرية..