الرئيسة \  واحة اللقاء  \  طائفيو العراق.. احتياطي النظام السوري المضمون ؟

طائفيو العراق.. احتياطي النظام السوري المضمون ؟

24.06.2013
داود البصري

الشرق القطرية
الاثنين 24/6/2013
يمثل تورط آلاف الشباب العراقيين في الحرب المباشرة ضد الثورة السورية حالة غير مسبوقة من التحول القيمي والسلوكي الذي طرأ على المجتمع العراقي بعد الاحتلال الأمريكي وتسلم العصابات الطائفية الإيرانية الولاء والتأسيس لمقاليد الأمور في العراق عام 2003 مما أدخل العراق برمته في وضعية جديدة تجاوزت كل دعايات قيام العراق الجديد بديمقراطيته المسنودة بأحذية المارينز وهو الحلم الوهم الذي داعب خيالات بعضنا، هذه الوضعية يمكن تسميتها بلا جدال بكونها وضعية تحول العراق لمستنقع طائفي متخلف تدور فيه وتتداول كل خرافات التاريخ وأمراضه النفسية وعقده الأخلاقية، فالملاحظ أن ظاهرة تدفق الشباب العراقي من الشيعة للدفاع عن النظام السوري والقتال تحت رايته بذريعة (حماية القبور والأضرحة) قد تفاقمت مؤخرا وأضحت تشكل تورطا ستراتيجيا قاتلا سيسيء لعلاقات العراق العربية والإقليمية والدولية لاحقا وذلك بسبب تمكن الخلايا الطائفية الإيرانية الصفوية المخترقة أساسا للأحزاب الطائفية العراقية الهشة من تجنيد وتعبئة الشباب العراقي الصغير السن للحرب مع شبيحة النظام السوري وبدواعي طائفية رثة لا تقف منها الحكومة العراقية موقفا مسؤولا بل متواطئا ومنحازا وبشكل لا يراعي أبداً المصلحة القومية مما عزل العراق عن محيطه العربي بشكل مخجل وبما يشكل إهانة حقيقية للهوية الوطنية والقومية العراقية التي صادرها الطائفيون بشكل فج، الأحزاب الصفيونية هي اليوم اللاعب الحاسم في العراق، فتصوروا أن أعمار الشباب العراقي الذي يقاتل اليوم في ريف دمشق لا تتجاوز العشرين عاما أي أن أعمارهم حين الاحتلال الأمريكي/ الإيراني للعراق عام 2003 كانت لا تتجاوز الـ12 عاما!! مما يعني خضوعهم لعمليات غسيل مخ وتشويه فكري على أسس طائفية مقيتة وعنصرية تلاشت معها كل القيم والأفكار الإنسانية الأخرى وباتت تشكل مرحلة ضياع حقيقية لدى الشباب العراقي التائه بين خرافات التاريخ وصفاقات الأفكار الصفوية للأحزاب الطائفية العميلة الحاكمة وبين حركة التاريخ الإنساني التقدمية المتدفقة نحو استشراف المستقبل فيما الشباب العراقي يعيش في عقلية (صراعات قريش وثاراتها)!!... للأسف نقول ونؤكد بأن الاستثمار الفكري الصفوي الإيراني قد نجح نجاحا هائلا في العراق وهو بطبيعته وطبيعة تكوينه وبسبب الأنظمة السياسية الغبية والحمقاء التي تناوبت عليه يشكل بيئة هشة وتربة خصبة لإعادة إنتاج وحتى تصدير كل خرافات التاريخ السوداء، ونجاح التجربة الإيرانية في العراق يمثل خطر حقيقي وداهم على مستقبل وأمن الخليج العربي بعد سيادة الحالة الطائفية وسكوت بعض الأنظمة الخليجية والعربية عن استفحالها، فمملكة البحرين في مواجهة ذلك الفكر الظلامي وعصابات العراق الطائفية تشكل الحاضنة لمثيلاتها في دول الإقليم، وانخراط الشباب العراقي في مستنقع الحرب السورية سيؤدي بحكم الضرورة وطبيعة الأمور لتفاقم حالات الشد والتجاذب الطائفي وسيعيد الصراع العراقي/ السوري أو العلوي/ الأموي، ثم العباسي / الأموي لمرحلة جديدة!! مما يعني بأن شعوبنا تجتر المآسي وتعيد إنتاج التخلف بطبعات جديدة ومنقحة!، ينبغي أن يكون هنالك موقف عربي جماعي وموحد من التورط العراقي في أوحال الشام، وينبغي على الحكومة العراقية أن تمنع سيل الإرهابيين والمرتزقة للحرب ضد الثورة السورية!، كما ينبغي اتخاذ مواقف عربية وخليجية واضحة مما يحصل في العراق، لقد صدرت قرارات خليجية للتعامل مع إرهابيي حزب الشيطان نصر اللات ويجب تنفيذ ما هو واجب أيضا ضد الحكومات العربية التي تتورط في دعم قتلة الشام وأقصد تحديدا الحكومة العراقية التي قطعت أشواط بعيدة جدا في دعم نظام القتلة والشبيحة السوري من خلال الدعم العسكري واللوجستي المباشر وتسهيل تدفق القوات الإيرانية الحرسية للعمق السوري، أو عبر توفير المرتزقة من الشباب العراقي الجاهل والمغرر به والمشحون طائفيا بطريقة خاطئة وإرهابية!، بصراحة ما بعدها صراحة فإن الصمت العربي حول جحافل مرتزقة العراق في الشام سيؤدي في النهاية لأولئك المرتزقة بأن يتجولوا بأسلحتهم وأفكارهم البدائية في عمق الحواضر الخليجية!!. فهل فهمتم يا عرب؟ أم أنكم ستظلون أبد الدهر تبكون على الأطلال وتتحسرون على ملك الأندلس المضاع!؟.. طائفيو العراق يعبدون الطريق للإيرانيين لخطوات أكثر عمقا في العالم العربي... فتنبهوا واستفبقوا أيها العرب....؟