اخر تحديث
السبت-20/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ طاسة السوّاس : رمز للصفقات الخاسرة !
طاسة السوّاس : رمز للصفقات الخاسرة !
18.03.2021
عبدالله عيسى السلامة
للسوّاس ، بائع السوس المتجوّل ، طاستان نحاسيتان ، ينقر بهما ، للتدليل على بضاعته (السوس) ، فيغري الظامئين ، بشرب طاسة من سوسه ؛ لا سيّما في أيام اشتداد الحرّ!
ضاقت الدنيا بأحد السوّاسين ، ولم ييق له من طاستيه ، سوى واحدة ، فقرّر السفر إلى بلاد بعيدة ، لعلّه يجد له فيها رزقاً ! فسافر إلى دولة إفريقية متخلفة ، وقابل ملكها، وأهداه الطاسة ، فسُرّ بها الملك ، سروراً بالغاً ، وعدّها كنزاً ثميناً ، فوضعها تاجاً على رأسه ! فهو يملك المال الكثير ، من الذهب والمجوهرات ، لكنه لا يملك طاسة لامعة كطاسة السوس ! وقد أعطى بائع السوس مالاً كثيراً ، مقابل الطاسة ، فعاد هذا السوّاس إلى بلده ، ثرياً ، بعدما كان معدماً !
سأل تاجر قماش ، السوّاسَ ، عن رحلته ، فحدّثه عنها ، فأغري هذا التاجر بما سمع ، وقال في نفسه : إذا كانت طاسة السوس النحاسية ، جلبت لصاحبها كلّ هذا المال ، فعندي من نفائس القماش ، ما يغري الملك ، فيعطيني أضعاف ما أعطى السوّاس !
وشدّ الرحال إلى الدولة المتخلّفة ، وقابل الملك ، فقدّم له هدايا القماش الثمينة ، فسُرّ الملك سروراً عظيماً ، ولم يجد بين يديه ما يعطيه للتاجر ، أثمن من طاسة السوس ، فنزعها من فوق رأسه ، ووضعها على رأس التاجر، ثمناً مجزياً ، لهداياه القيّمة ، ولم يعطه شيئا آخر!
عاد التاجر إلى بلده ، خائباً متحسّراً ، على المال الذي أنفقه في رحلته ، وليس معه سوى طاسة صاحبه السوّاس !
فإذا كانت طاسة السوّاس ، صارت رمزاّ للصفقات الخاسرة ؛ فكم من الناس ، اليوم ، مَن أبرم ، مثل هذه الصفقة ؟ وكم دفع من أثمان ، مقابل هذه الطاسة ؟
بعض الناس دفعوا مواقف .. وبعضهم صار جاسوساً لصاحب الشأن .. وبعضهم صار بوقاً ، يهتف لصاحب الأمر..!
ومن اللطيف أن بعض أصحاب الشأن ، أو الأمر، في بلادهم ، قبضوا كراسي ذهبت منهم!
والغريب ، أيضاً ، أن أكثر هؤلاء التجّار؛ تجّار المواقف والكرامات .. الذين باعوا مواقفهم وكراماتهم ، مقابل طاسة السوس ، الرمز، فصارت الطاسات تيجاناً،على رؤوس بعضهم ، قد فقدوا رؤوسهم ، ذاتها ، حين وجد صاحب الشأن ، أو الأمر، أنهم صاروا أعباء عليه ، ولم يعودوا ينفعونه بشيء ، بعد أن استنفد حاجاته منهم !