الرئيسة \  مشاركات  \  طبيب عيون "مراقباً" سورياً

طبيب عيون "مراقباً" سورياً

13.11.2014
الطاهر إبراهيم




إذا كان المهندس رياض الشقفة المراقب العام السابق لـ "الإخوان" السوريين هو آخر الحرس القديم – إذا صحت التسمية – الذي يرتقي سدة المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين وذلك قبل أربع سنوات. فإن الدكتور محمد حكمة وليد هو أول مراقب عام جاء من خارج طبقة الحرس القديم. علما أنه والمهندس رياض الشقفة من سن واحدة. وإذا كان الشقفة، منذ هاجر من سوريا عقب الأحداث التي اشتعلت فيها عام 1979، كرس نفسه للعمل في دار الرباط، في بغداد وعمان، كما كان يسميها الإخوان السوريون، فإن الدكتور محمد حكمة وليد اشتغل في العمل السياسي في جماعة "الإخوان" المسلمين وفي الوقت نفسه كان يزاول مهنة طب العيون في جدة، في دار الهجرة في السعودية وغيرها.
انتخب الدكتور وليد مراقبا عاما يوم الخميس في 6 تشرين الثاني الجاري ليكون ثاني طبيب بعد الدكتور حسن هويدي، ينتخب مراقبا عاما. تخرج من جامعة دمشق. وذهب إلى بريطانيا ليتخصص في طب العيون. وهناك في بلاد الغربة، تبلورت عنده ملكة الشعر لبعده عن الوطن، فنظم أرق القصائد التي جعلت منه شاعرا يتقدم ركب الشعراء السوريين، من هم على قيد الحياة، بعد عبد الله عيسى سلامة ومحمد منلا غزيل. وبقي مواظبا على نظم القصائد فلم يهمل هذه الملكة رغم انشغاله بأمور بيته وأمور العيادة، كما فعل غيره.
يمتاز محمد وليد بالهدوء بحيث يجعل من يقترب منه يحبه ويألفه. وعندما كان غيره يتسابق لكي يكون عضوا في مجلس الشورى،كان لا يحرص على ذلك، فإذا قدمه إخوانه تقدم، وإلا عدل عنه، تماما كما كان الشيخ منير الغضبان المراقب العام الأسبق يرحمه الله تعالى.
رافقتْه في عضوية مجلس الشورى على فترتين، كل واحدة منهما امتدت لأربع سنوات. لم يكن يرفع من نبرة صوته إذا احتدم النقاش، بل كان يقدم ما عنده، فإن أُخذ برأيه، فبها ونعمت، وإلا نزل على رأي إخوانه. بعد انتهاء الجلسات المسائية كان يدعونا إلى أمسية شعرية فيكون فيها شاعرا مجليا، وأكون أنا شاعرا مقلا ضحلا. امتهنت كتابة المقالات على كبر، فأضعت ملكة الشعر، وما أدري إن كنت ربحت ملكة الكتابة.
عندما أُعلن عن إنشاء المجلس الوطني السوري، تجاوزه من اختار أسماء أعضاء المجلس من الإخوان المسلمين السوريين، فلم يعترض ولم يتأفف. ولما أُعلن عن تشكيل الائتلاف السوري لم يتم اختياره في الائتلاف، مع أنه أجدر من كثيرين ممن اختيروا أعضاء. وكان رأيه في الائتلاف – مثل رأيي - أنه صُنع لكي يكون واجهة للثورة السورية فقط، لا يؤخذ برأي أعضائه، ما يعني أنه جيء بالائتلاف لسرقة الثورة من أهلها.
منذ عرفته قبل أكثر من ثلاثة عقود، عهدته يعمل بصمت، يبتعد عن الأضواء، ولا يتأخر عن لقاء إذا دعي إليه. لا يطرح نفسه بديلا من أحد، وإذا قدمه إخوانه تقدم، وإذا اختير عليه غيره لا يعترض، وقد يكون أكفأ من الذي تم اختياره.
الدكتور محمد وليد المراقب العام الجديد هو المراقب العام الثاني عشر منذ تأسست جماعة الإخوان السوريين في عام 1945حيث ابتدأت مع مؤسسها الشيخ مصطفى السباعي. والدكتور وليد من المعتدلين في صفوف الإخوان السوريين.
عدا الدكتور محمد وليد، لا يزال ثلاثة من المراقبين العامين السوريين، على قيد الحياة، أمد الله في أعمار الجميع. والدكتور محمد وليد من مواليد عام 1944 ومن مدينة اللاذقية.