الرئيسة \  واحة اللقاء  \  طرد السفير السوري مسألة شخصية

طرد السفير السوري مسألة شخصية

28.05.2014
د. مولود رقيبات



الرأي الاردنية
الثلاثاء 27/5/2014
قرار الحكومة الصادر اليوم عن وزارة الخارجية بطرد السفير السوري في عمان بهجت سليما ن لا علاقة له من قريب او بعيد بالعلاقات الاخوية التي تربط عمان بدمشق، ولا يعدو بانه قرار يستند الى مواضيع شخصية بحتة تتعلق بشخص السفير سليمان الذي خالف كافة الاعراف الدبلوماسية المعروفة والتي يتعامل بها الدبلوماسيون على ارض المملكة ، ومن هنا يجب ان نفرق بين الامور الشخصية المرتبطة بالشخص وهي كثيرا ما تحدث حتى قبل تعيين السفراء وفي مرحلة الاستمزاج للتعيين بالرفض دون ابداء الاسباب ، اما هنا فالامر واضح ، حيث تجاوز السفير سليمان المألوف ولم يستجب للطلبات الاردنية المتكررة على مدى اكثر من ثلاث سنوات من الازمة السورية وهو يخرج علينا في الاردن باستعلاء واستهتار في تصريحاته الهوجاء احيانا وعدم انصياعه لطلب الخارجية الاردنية باستلام مذكرات احتجاج موجهة الى حكومته وتطاول على العشائر الاردنية ومخالفاته في لقاء مجموعات من الصحفيين والمؤيدين وتحريضهم على اقامة مهرجانات امام سفارته في تحد صارخ لمشاعر غالبية الارنيين غير آبه بما ستتمخض عنه مثل هذه الحركات التي اقل ما يقال بانها لا تليق والتمثيل الدبلوماسي والصفة التي يتمتع بها سفير . نعم كثرت التحذيرات والطلبات من السفير سليمان الا انه لم يعر اهتماما بها واصم اذنيه مستغلا كرم الضيافة الاردني وطيبة الشعب الاردني وتسامح القيادة الاردنية ، لا بل ذهب الى ابعد من ذلك فراح من سفارته على الارض الاردنية يطلق العنان لتصريحاته التي طالت دولا عربية شقيقة بالاساءة ، كما اساء في العديد من المناسبات الى شخوص رؤوساء وملوك دول وهو الامر الذي ترفضه القيم والاعراف الدبلوماسية في العالم ووصل الامر بسليمان والتمادي حد اللامعقول واصبح يشعر بأن حيط الاردن واطي لدرجة سهولة القفز فوقه دون اعتبار . الصلف والعناد الذي يتمتع به السفير سليمان وتماديه في ذلك كلها مبررات اساسية لرفضه شخصيا ممثلا للدولة السورية في الاردن ولكن كما سبق وذكرت بأن القرار وارجو ان لا يذهب البعض الى تفسيره خطأ وبطرق لا تتفق مع طبيعة القرار لان القرار شخصي ولا يمكن فهمه وتفسيره على اسس كما يحلو للبعض تفسيره بانه بداية صفقة روسية اميركية حول سوريا والازمة في اوكرانيا او بانه خطوة نحو تصعيد العلاقة مع الشقيقة سوريا ، ابدا اكرر واؤكد بان القرار لم يتجاوز حد الشخص نفسه وان الاردن وقيادته تحرص كل الحرص على تعزيز علاقات الاخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين ولعل خروج هذا العنصر يسهم في توطيد العلاقات خاصة في هذه اللحظة والشعب السوري يستعد لانتخابات رئاسية على اسس دستورية جديدة . لم ولا يمكن ان يمثل قرار طرد السفير سليمان قطع العلاقات مع سوريا وليس من الممكن ان يكون في بال القيادة الاردنية والشعب الاردني قطع العلاقات بل يحرص الجميع في الاردن على توطيدها وتعزيزها . القيادة السورية لا بد وانها تفهمت الخطوة الاردنية والقرار والرد السوري بطرد القائم بالاعمال الاردني امر طبيعي تلجأ اليه كل دول العالم فتطرد دبلوماسيا مقابل دبلومسيها المطرود وهو امر لا يعكر صفو العلاقات بين البلدين التي تشهد تطورات ايجابية كبيرة ولا يريد احد الاساءة اليها فلننظر دائما بالعين الايجابية ونفترض الافضل ونواصل العمل المشترك من اجل منطقة يسودها الامن والاستقرار وهذا يتطلب التضحيات والمواقف السياسية الحكيمة فالقرار قرار حكيم وصائب ونرحب بسفير سوري جديد ونأمل ان لا يستغرق تعينه ساعات .