الرئيسة \  واحة اللقاء  \  طريق النصر السوري.. طريق الآلام الأكبر

طريق النصر السوري.. طريق الآلام الأكبر

03.08.2013
داود البصري

الشرق القطرية
السبت 3/8/2013
يوما بعد يوم تتضح طبيعة وحقيقة المؤامرة الدولية الفظة على ثورة الشعب السوري الحرة، وهي مؤامرة باتت مؤشراتها واضحة حتى للمبصرين، فتراجع وانكفاء دعم القوى الغربية الكبرى للمعارضة السورية الحرة أضحى حقيقة ميدانية في ظل التنصل الفضائحي من الالتزامات التي قررتها اجتماعات (أصدقاء الشعب السوري) وأهمها تعزيز ترسانة الجيش السوري الحر بالأسلحة النوعية التي باستطاعتها مواجهة نظام مدجج حتى قمة رأسه بمختلف أنواع الأسلحة الروسية والإيرانية والعراقية ويمتلك مخازن سلاح إستراتيجية كانت معدة حسب إدعاءات النظام الدعائية المتهالكة لتعزيز ما يسمى بجبهة الصمود والتصدي وبتكريس أسطورة (التوازن الإستراتيجي) مع إسرائيل!! وهي الكذبة الكبرى التي يتعيش نظام الدجل والجريمة السوري على أصداؤها المثيرة للسخرية!، من الواضح إن نداءات السيد أحمد الجربا للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ستذهب أدراج الرياح للأسف، لأن الطبيعة التخادمية للنظام السوري وارتباطاته المشبوهة مع دوائر صنع القرار الدولية قد جعلته في مأمن وحصانة من المساءلة والمتابعة فضلا عن الملاحقة القانونية أو الضميرية، لقد ارتكب نظام المجرم بشار جرائم فاقت في مقاييسها كل تلك الجرائم المنسوبة لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بل تفوقت عليها في وحشيتها وشموليتها!، ومع ذلك لم نشهد ولادة تحالف دولي لردع جرائم آل الأسد ومحاسبته على انتهاكاته الفظة والرهيبة للإنسان السوري، بل إن العالم المسمى العالم الحر بات يتفرج على مصارع ومجازر السوريين ويحصي القتلى ويصفق لتدخلات حزب حسن نصر الله والعصابات الطائفية العراقية المجرمة ووقوفها في صف شبيحة الأسد، وتحولت قضية الشعب السوري التحررية لتكون قضية لاجئين يطلبون الدعم المادي، فيما تستمر المساعدات العسكرية والمالية على العصابات الأسدية لتقضم من جديد المناطق السورية الحرة في حمص وحماة وحلب ودرعا، مسجلة لجرائم إنسانية بشعة ومروعة، ومرسخة في تأصيل رهيب لجرائم نظام التهمت آلته العسكرية الجبانة أرواح عشرات الآلاف من السوريين الأحرار، والمثير للسخرية إنه استعمل السلاح الكيمياوي علنا ومع سبق الإصرار والترصد وأبتلع الرئيس لأميركي أوباما لسانه! وتخلى عن كل تهديداته وخطوطه الحمراء السابقة، وسار على نهجه المتردد جماعته في الطرف الآخر من القارة الأوروبية!! وتم التملص من كافة الالتزامات بذريعة الخوف من الجماعات المتشددة المزعومة رغم أن جماعات الإرهاب الإيراني الصفوي هي الداعمة لنظام بشار المجرم وهي التي تعيث في الأرض فسادا، وهي التي ترتكب المجازر الطائفية البشعة.! ولكنه الضمير الدولي المنافق الذي يصفق للقتلة في السر ويلعنهم في العلن!، لقد كان واضحا منذ بداية الصراع بأن مأساة الشعب السوري الثقيلة لن تحلها إلا السواعد السورية الحرة، كما أن طريق الحرية السوري لم يكن مفروشا بالورود والرياحين بل بالآلام والمعاناة وهو طريق ذات الشوكة وهو ما شخصه أحرار الشام منذ البداية حين صدحت حناجرهم بالهتاف الخالد (ما لنا غيرك يا الله)... وهو الشعار الواقعي والمنطقي والمفهوم لمن يقرأ أبجديات الأحداث ويتقن التنقل فيما بين السطور، السوريون الأحرار يمتلكون من الرجولة والشجاعة والإيمان والثقة بالنفس ما يجعلهم في حالة تعفف تام عن طلب النصرة والعون من الجيوش الأجنبية، فسواعدهم هي الكفيلة بتحطيم أصنام نظام الهزيمة والعار، وتضحياتهم الكبرى هي التي زعزعت أركان أعتى سلطة فاشية في الشرق القديم، وهدمت كل أسوار وحصون الباطل، وانطلقت في ثورة شعبية عارمة سيكون النصر المؤزر محطتها الرئيسة ونتيجتها المنطقية مهما تعاظمت صور وأشكال المعاناة، فالتاريخ تيار حي متدفق للأمام ولا عودة أبدا للماضي الفاشي التسلطي التعيس، والثورة السورية انطلقت لكي تنتصر وتسمو وتحقق أهدافها الإنسانية والأخلاقية والحضارية لا لتنكفئ أو تتراجع، ومهما بلغ حجم التضحيات فلا وجود للتراجع في قاموس الثوار الذين يصنعون بدمائهم اليوم قصة نصر خالد وملاحم تاريخية شاخصة ستظل دروسا حية للشعوب الحرة التي ستستلهم دروس التضحية والإيثار من مدرسة الشعب السوري الكفاحية الحرة، السوريون الأحرار برغم كل مظاهر النكوص والتآمر الدولي سيسيرون في دروب الجلجلة وطريق الآلام وسيحققون أهدافهم الإنسانية الحرة وسيرفعون رايات الحرية والتحرير فوق روابي سوريا الحرة، وسيهزم الله القوم المجرمين، ومن تمسك بالله فلن يهزم مهما بلغت درجة وحجم التآمر الدولي المنافق... سوريا الحرة هي اليوم أقرب للتحقق من أي وقت مضى، وقد كان حقا علينا نصر المؤمنين...