الرئيسة \  واحة اللقاء  \  طفل من الحرب

طفل من الحرب

02.05.2013
حسين درويش

البيان
الخميس 2/5/2013
قال الطفل السوري الذي استقر الحال بأسرته في الشارقة هرباً من بطش الحرب : لقد تركت جميع ألعابي في حلب، لم يسمح لي أهلي سوى حمل بعض ثيابي، قالت أمي لا مكان للألعاب فقط ثيابك، ثم جئنا إلى الشارقة.
كانت نبرة الحزن طاغية على طفل الحرب الذي لم يتعد عمره الثماني سنوات، ولأنه لا يفهم كيف يمكن لطفل ان يترك لعبة خلفه، فقد قرر في لحظة شجاعة أن يواجه أسرته هذه المرة ويحمل ألعابه قبل خروجه من المنزل، وقد كان ذلك حين تعرضت الإمارات لهزة أرضية منتصف إبريل الماضي حيث غادر أفراد الأسرة شقتهم على عجل طالبين منه الإسراع إلى الشارع، لكن الطفل هذه المرة ركض إلى غرفته وحمل من ألعابه الأكثر تعلقاً بها وتبعهم.
لم يكن منطقياً أن يوازن عقله البريء بين القدر و الغدر، القدر أن زلزالاً خفيفاً أصاب الناس بالهلع فركضوا إلى الساحات المفتوحة، والغدر أن يرمي النظام السوري القذائف على شعب أعزل فيذيقه من الويلات ما لا طاقة لبشر به.
قصة الطفل ليست أمثولة شعبية أو نادرة ليتناقلها الناس، قصة من عالم لا تتوازى فيه الحقائق والمفاهيم، ولكن تصطدم المخيلة، حيث الأطفال على شتى صورهم وأعمارهم هم أول ضحايا الحروب، وفي مناطق أخرى هم وقودها، و تكاد صورتهم الأكثر وضوحاً هي في المخيمات بما اتسع أو ضاق عليهم من ثياب، أو بأحذية لا يستطيعون جرها لشدة ما التصق بها من طين وسخام.
لا تترك الحرب خياراً لأحد لكن هذا الطفل وجد في مواجهة القدر شجاعة ربما استمدها من دوي القذائف في وطنه، فكان خياره أن يصطحب معه من يحب بعيداً عن الأذى، ألعابه وجدت من يساعدها، لكن من يساعد أطفالك يا سوريا؟