الرئيسة \  واحة اللقاء  \  طهران والإرهاب.. قال "الداعشيون" ما لم يقله "القاعديون"

طهران والإرهاب.. قال "الداعشيون" ما لم يقله "القاعديون"

17.05.2014
الوطن السعودية


الجمعة 1/5/2014
لا خلاف بين الأسوياء على أن "داعش"، هي الطرف القصي في الإرهاب، والنموذج القبيح للأيديولوجيا من أي اتجاه، وهي أسوأ السوء كله، والأكثر دموية، والأشد انحرافا عن أي مبدأ أو دين، ولا خلاف بين ذوي العقول السليمة، والنفوس الصحيحة، على أنها انحراف عن كل "قويم"، لأنها جماعة تقيم فكرها على مبدأ القتل للقتل؛ قتل كل من يختلف معها، سواء جهر بذلك، أم أضمره؛ ولذا صار عدد ضحاياها من الأبرياء، يفوقونه ممن واجهوها على الأقل، أو نافسوها على مكان أو نفوذ.
ذلك كله معلوم عند كل ذي دين ومبدأ وفطرة سليمة، لكن أن تكون هذه المجموعة الإرهابية الخارجة حتى على الإرهاب نفسه، وعلى منظريه الأوائل من رؤوس "القاعدة"، على علاقة بإيران، وباعتراف أحد قيادييها فإن ذلك يقدم إجابات واضحة عن كثير من الأسئلة المحيرة.
المتحدث باسم العصابة التي تسمي نفسها: "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، أبو محمد العدناني، أراد ـ من خلال تسجيل صوتي ـ أن يرد على إرهابي آخر، هو أيمن الظواهري، فكشف من حيث يدري، أو لا يدري، علاقة أسوأ الجماعات الإرهابية في التاريخ، بإيران، وهو ما كان يرفض افتراضه بعض أشد الناقمين على إيران، وأشد ناقديها، وما كانت إيران حريصة على نفيه في أكثر من مناسبة.
التسجيل تضمن معلومات عن أن طهران كانت تسهل أمام "القاعدة" إيصال الإمدادات لمقاتليها، وأن عدم دخول "داعش" في مواجهة مع إيران، إنما هو خضوع لتوجيهات المجموعة الإرهابية الأم، وهي "القاعدة"، وذلك للحفاظ على مسارات إمدادها التي كانت الأراضي الإيرانية مسرحها، وفيه إشارة إلى أن "الداعشيين" الذين خرجوا على "قاعدتهم" قد يلدغون طهران؛ لأنهم – كما يفهم من كلام المتحدث الداعشي ـ ليسوا ملزمين بتوجيهات "القاعدة"، التي بات عليها ـ بحسبه ـ أن تبايع دولة داعش المزعومة، وأميرها المجهول إلا عند العارفين بمواطن الدم، حتى إن على الظواهري نفسه أن يبايعه!
أن يتضمن التسجيل الذي تنشر "الوطن" مقاطع مكتوبة منه، قول ذلك المتحدث: "سيسجل التاريخ أن "للقاعدة" دينا ثمينا في عنق إيران"، فإن معناه أن طهران ذات أفضال كبرى على الإرهاب وجماعاته ورموزه، فلماذا تذهب إيران في سياساتها إلى الحد اللاأخلاقي الأقصى؟
إنه العقل السياسي القائم على فعل أي شيء، من أجل شيء واحد، هو "تصدير الثورة".