الرئيسة \  واحة اللقاء  \  طهران ودمشق والاستثمار في داعش !

طهران ودمشق والاستثمار في داعش !

30.09.2014
رجا طلب



الرأي الاردنية
الاثنين 29-9-2014
تُذكرني الحرب على داعش بتلك الحرب علي الارهاب التي اطلقها جورج بوش الابن على طالبان وتنظيم القاعدة بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
ففي تلك الحرب صمتت في الاغلب معظم فصائل الاسلام السياسي ، وكان الصمت الايراني وقتذاك مريبا لدرجة كبيرة ، فقد كانت طهران تدرك حجم الفائدة المتأتية من تلك الحرب وهي التخلص من عدوها الطائفي رقم واحد اي طالبان ، وبعد هذه الحرب بعامين غزت قوات التحالف بقيادة اميركا العراق واسقطت نظام صدام حسين ، وكان هذا الغزو من اكبر المكاسب لنظام الملالي الذي تخلص من نظام سمة العداوة فيه ذات طابع قومي ، وفي الحالتين ارتكبت واشنطن أخطاء كبيرة ولم تنجح في المهمتين..
ففي افغانستان مازالت طالبان خطرا حقيقيا ، وفي العراق فحدث ولا حرج ، حيث حل مشروع الفوضي والحرب الطائفية بدلا من الديمقراطية ، والعراق الان في مقدمة الدول الفاشلة مع الصومال وافغانستان ، وهو البلد الذي من المفترض ان يكون قوة اقليمية كبرى تنافس تركيا واسرائيل وايران.
ايران لم ترفض غزو افغانستان ولا العراق ، وساهمت بشكل او باخر في دعم الحالتين ، ولكنها اليوم وفي موقف غريب تعلن رفضها للتحالف الدولي لضرب داعش والقضاء عليه.
والسؤال: ما هو السبب ، و هل لايران ومعها تابعها حزب الله مصلحة في بقاء داعش ؟
ام ان الموقف لا يعدو ان يكون مجرد مناكفة ومساومة سياسية لواشنطن ضمن معادلة " ضرب داعش " مقابل تمرير الملف النووي كما يحاول الاعلام التابع لطهران الايحاء بذلك ؟
للاجابة على هذا السؤال علينا ان نعود الى الحرب في سوريا التى اندلعت عام 2011 ، وموقف طهران وتابعها حزب الله ، ففي تلك الحرب انغمست طهران في وحلها حتى اخمص قدميها ، وتورط حزب الله الذي اثبت في تدخله انه مجرد ميليشيا طائفية لا اكثر ولا اقل ، وان المقاومة وشعاراتها هي مجرد " بروبغندا " لتسويق ذاته وتضليل الشارع العربي.
وفي خضم تلك الحرب ولد " داعش " وكانت تلك الولادة صناعة متعددة الجنسيات وانتاج لمولود " هجين ولقيط " لاكثر من اب ولكنه كان الابن المطيع للنظامين السوري والايراني اكثر من غيرهما ، حيث انجز وبسرعة قياسية مهمتين اساسيتين لكل منهما :
للطرف السوري: وفر " داعش " دعما قويا لرواية النظام الرسمية بانه لا يواجه ثورة شعبية ، بل يواجه تنظيما ارهابيا وشوه وجه الثورة وارعب الشارع السوري من بديل الاسد ونظامه.
وللطرف الايراني: كان " داعش " قيمة مضافة لتغذية مشروع طهران في تعزيز الاقتتال الطائفي داخل العراق الذي بدا مبكرا مع سقوط نظام صدام حسين ومن اجل استكمال مشروع اقصاء السنة واكمال هيمنة الشيعة علي الحكم وهو المشروع الذي تبناه نوري المالكي بالكامل علي مدى تسع سنوات من استفراده بالحكم.
ولنعود مرة اخرى الى الاجابة على السؤال عن علاقة داعش بايران ، وعلي خلفية ما اشرت اليه ، وهنا يمكن القول ما يلي :
ا: ان المشروع الايراني في " داعش " لم ينته بعد ، فمشروعها في العراق مازال قائما وهو انضاج تقسيم العراق علي اسس طائفية واثنية وقومية ، ولا يوجد افضل من داعش " لشرعنة " هذا المشروع.
ب: غطت داعش طهران في قضايا الارهاب ، واعطت اي داعش كما القاعدة سابقا ، اعتقادا لدى دوائر صنع القرار بالعالم ، ولدى وسائل الاعلام ان صناعة الارهاب هو " منتج اسلامي سني ".
ومع ان ذلك لا يتناقض مع الاهداف الاستراتيجية لدى النظام السوري من صناعة " داعش " الا ان التكتيك بين الطرفين ابرز فارقا شكليا في الحسابات ، فالنظام السوري يشعر ان اهدافه في استثمار داعش حققت غايتها ، ووصل قمة النجاح بعدما اسُتبدل مشروع التحالف الدولي لاسقاط النظام الى تحالف دولي لضرب داعش ، وتخلي النظام عن " عنترياته " بانه لن يسمح لاي طرف بخرق اجوائه لضرب داعش الا باذنه ، وهاهي الاحداث تثبت ان نظام بشار الاسد قبل علي الاقل لاكثر من ثماني دول من هدر " كرامة اجوائه " بدون اي احتجاج.
النتيجة :
بين طهران ودمشق وداعش اجندة مشتركة مازالت تعمل وهي الان في مرحلة تبادل الادوار !!